سياسة، منوعات

في أربعينية تأبينه..دعوات لتأسيس مركز بإسم عبد الواحد بلكبير

سعيدة مليح:

دعا العضو القيادي الأسبق في الاتحاد الاشتراكي حبيب طالب، إلى تأسيس مركز عبد الواحد بلكبير، ومن مهامه الحفاظ على الذاكرة الجماعية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ومواكبة ما تحتاجه الجامعة، من توعية ونشر وترسيخ الثقافة التنويرية التحررية في أرجاء الجامعة، وذلك خلال إحياء لأربعينية المناضل عبد الواحد بلكبير، اليوم الجمعة، بالمكتبة الوطنية، في الرباط.

وأضاف حبيب طالب، الذي قدم شهادة وثقها في كتاب عن الفقيد عبدالواحد بلكبير، بعنوان “توأم روحي”، وقال “لو كان حاضرا اليوم معنا لكان صوته مجلجلا، عن القضية الفلسطينية ورافضا لصفقة القرن”، مردفا “كان في كل قضية فرعية ولو كان الموقف فيها لا صدام فيه، كان يحضر الديمقراطية، مع أنه تحمل مسؤولية قيادة حزبية إلا أنه ظل يدلي بدلوله في القضايا العصيبة”.

رفيقة درب عبد الواحد بلكبير في المعتقل والنضال والحياة لطيفة جبابدي، القيادية بحزب الاتحاد الاشتراكي، رثث الفقيد بكلمات لمحمود درويش “الموت لا يوجع الموتى الموى يوجع الأحياء”، وعرضت سلسلة من المحطات التي جمعت بينهما.

وحكت ذات المتحدثة، كيف أن نظرة تحت سياط الجلادين جمعتهما وكيف كانت شرارة الحب تحت قبضة الجلادين، واستمر من خلف القضبان، بالقول “لم يكتفوا بتعذيبنا فرديا بل بالتناوب على جلدنا على نفس المسلخة، على تهم ملفقة في الأصل”.

من جهته، قال السياسي اليساري محمد بن السعيد آيت إيدر، إن الجيل الجديد لا علاقة له بأحداث الستينات، لأن الكتاب المدرسي يفتقر لسرد تاريخ المقاومة السياسية والحركة الوطنية، لهذا بلكبير غير معروف لدى عدد كبير من الناس”.

المحامي والسياسي والناشط الحقوق, والكاتب العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي عبد الرحمن بنعمرو، قال إن “علاقتي بعبد الواحد بلكبير علاقة دفاع، تعرفت عليه سنة 1973 كان عضو في المكتب الوطني للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وكان اختطافه غير شرعي، فضلا عن أنه نقل لمكان مجهول” مردفا “ما يجري في المغرب هو العكس المجرمون الحقيقيون في الخارج، والأبرياء يتم اعتقالهم”.

وزاد بنعمرو، في كلمته بكون “النيابة العامة آنذاك، بدلا أن تتابع الشرطة القضائية توبع هو، وأحالته على قاضي التحقيق، وتابعت قضيته وقلت أن اتهامه بالمس بالنظام العام غير مشروع، وحكم عليه بعد ذلك بالبراءة”.

وأعربت المحامية بهيأة القنيطرة ورئيسة مركز النجدة لحماية النساء والفتيات ضحايا العنف نزهة العلوي، التي تعتبر بالنسبة للفقيد السند القانوني في السجن والمحاكم خلال اعتقاله بمكناس، “كان أول ما يسأل عنه أثناء فترة تواجده في السجن لثلاثة سنوات، عن أحوال التنظيم الرفاق الوضع العام، قبل أن يخرج بسراح مؤقت”.

من جهتها، أشارت عضوة المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ورئيسة العمل النسائي آنذاك عائشة الخماس، بأن عبد الواحد بلكبير “منزله لم يخلوا من الرفاق والرفيقات، وظل مؤمنا أن هذا الشعب يستحق الديمقراطية، لكن سنوات الجمر أنكهت جسده الذي قاوم الكثير” مردفة كان معنا أثناء “تهيئ حملة مليون توقيع لتعديل مدونة الأحوال الشخصية، وتغيرت الأحوال ولم يتغير هو”.

أربعينية الفقيد عبد الواحد بلكبير، اختارت لها أسرته وأصدقاءه عنوان “المناضل الرمز والإنسان”، وعرفت حضورا حاشدا، ملأ القاعة الكبرى للمكتبة الوطنية، وعرفت حضور عددا من الوجوه البارزة، خاصة لسياسيي اليسار، وأعضاء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب المعروفة اختصارا ب”أوطم”.

جدير بالذكر أن المناضل اليساري عبد الواحد بلكبير، توفي عصر اليوم الأحد 22 دجنبر 2019، عن عمر يناهز 72 سنة بمنزل طليقته القيادية بحزب الاتحاد الاشتراكي لطيفة الجبابدي بالرباط، بحسب ما أكده شقيقه عبد الصمد بلكبير لجريدة “العمق”.

والمرحوم مناضل بارز في تاريخ اليسار ومن أبرز مؤسسيه في بداية الستينات، التحق بالاتحاد الوطني لطلبة المغرب كتلميذ، وكان من قيادات أحداث 1965، واعتقل بسببها في 27 مارس 1965، قبل أن يستفيد من العفو الملكي على المعتقلين السياسيين آنذاك.

بلكبير الذي ولد سنة 1947 بمراكش، قضى فترة قصيرة من عمره بالجزائر بعد الباكلوريا، قبل أن يعود إلى المغرب، ويعتقل عقب منع الاتحاد الوطني لطلبة المغربي في 24 يناير 1965، ويسجن 4 سنوات، ويعاد اعتقاله سنة 1977 بمكناس حيث قضى سنتان سجنا، ومنذ ذلك الحين وهو يعاني من مشاكل صحية ناتجة عن التعذيب الذي لحقه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *