أخبار الساعة، مجتمع

بعد وفاته.. إصدار أول كتاب للشيخ بوخبزة بعنوان “الاحتلال الإسباني والهوية المغربية”

أصدر مركز “يقين” للدراسات والأبحاث أول كتاب للشيخ محمد بن الأمين بوخبزة بعد وفاته، ويحمل عنوان “الاحتلال الإسباني والهوية المغربية.. المقاومة والتدافع الثقافي”، وذلك بعدما ترك الشيخ الراحل وراءه عشرات الكتب والمجلدات والتحقيقات في مكتبته بمنزله في مدينة تطوان.

وكشف مركز “يقين” أن طبع هذا الكتاب جاء بإذن من الشيخ بوخبزة قبل وفاته، موضحا: “كان لنا عظيمُ الشرف بالتعامل مع الشيخ رحمه الله الذي تابع معنا أشغال هذا الإصدار قبل مرض موته، وكان عندنا إذن منه بطبع هذا الكتاب الذي كان مسرورا به، واليوم يتجدد هذا الشرف مع أفراد أسرته الكرام”.

واعتبر مركز “يقين” للدراسات والأبحاث، أنه “يسعد بخدمة المغاربة وعلمائهم، ونسعى لنهضة فكرية وعلمية لمجتمعنا المغربي العريق”، وفق ما جاء في صفحته الرسمية.

جلال اعويضا، أوضح أن مداخيل هذا الكتاب ستُوضع لإطلاق عمل خاص بإخراج تراث الشيخ الراحل، وذلك بتنسيق مع أسرته وبعض طلبته، مشيرا إلى أنه سيتم العمل على وضع خطة لإنجاح إخراج إصدارات الشيخ بما يخدم المجتمع المغربي، وفق تعبيره.

ويوم الخميس المنصرم، فارق الشيخ محمد بن الأمين بوخبزة الحياة عن سن يناهز الـ88 عاما، حيث شيع الآلاف جثمانه عصر الجمعة الماضي بمسقط رأسه تطوان، في جنازة عرفت توقف حركة المرور بأهم شوارع المدينة بسبب الحشود الغفيرة التي شاركت في التشييع من مختلف مدن المملكة.

وكانت أسرة العلامة الراحل محمد بن الأمين بوخبزة، قد أعلنت أنها قررت طبع مؤلفاته الكثيرة التي ظلت في مكتبة الشيخ بمنزله دون طبع، مشيرة إلى أنها ستؤسس لجنة علمية ستسهر على انتقاء وتلخيص تلك المؤلفات بشكل دقيق، مع اختيار دار نشر علمية واحدة لذلك.

وكشفت أسرة الشيخ في بيان لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أنها ستعمل على إخراج مجموعاته “جراب الأديب السائح”، و”نُقل النديم”، و”سَقِيط اللآل”، و”رونق القرطاس”، و”عجوة وحشف”، و”عيون مراسلاته”، و”ديوان شعره”، و”مجموع خُطَبه”، وغيرها من مُنوّعاته.

والشيخ محمد بن الأمين بوخبزة “أبو أويس”، وحاد من أبرز العلماء المحدثين والمحققين في العلوم الشرعية بالمغرب والعالم الإسلامي، ألف عشرات الكتب والمجلدات والمخطوطات، كما تخرج على يديه مئات من طلاب العلم الشرعي من مختلف دول العالم، منهم علماء ودعاة.

وكانت مسيرة الشيخ حافلة بالعطاء العلمي والنضال السياسي منذ فترة الاستعمار إلى آخر لحظات عمره، فالراحل مارس الصحافة قبل استقلال المغرب وأصدر جرائد ومجلات سخرها لانتقاد سياسة الاستعمار الإسباني في التعليم واضطهاد الطلبة والتضييق عليهم وكاد بسببها أن يُسجن، قبل أن يتفرغ للكتابة والتأليف في العلوم الشرعية.

ويُعتبر من العلماء المشهود لهم بالإحاطة الواسعة بمحتويات خزائن الكتب العربية الإسلامية القديمة والحديثة، كما أمضى الشيخ زُهاء 53 عاما من حياته في الخطابة الدينية، كما أسس بوخبزة معهد الإمام أبي القاسم الشاطبي بتطوان لتحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه الذي يتخرج منه سنويا مئات الطلبة من حاملي القرآن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *