مجتمع

مجلس الجالية يقدم برمجة متنوعة حول صورة المغرب ما وراء الحدود

يشارك مجلس الحالية للمرة العاشرة في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، المنظم هذه السنة في الفترة ما بين 06 و16 فبراير، حيث يعد زواره ببرمجة متنوعة حول موضوع “صورة المغرب ما وراء الحدود: الواقع والمتخيل”.

وأوضح الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، في بلاغ له، أن المجلس يقترح على زوار الرواق طيلة فترة المعرض برمجة متنوعة تحاول الإحاطة بمختلف جوانب صورة المغرب ما وراء الحدود، وتقرب أهم المؤلفات التي تطرقت للموضوع للقارئ المغربي.

وأورد المتحدث، أن الموائد المستديرة التي يقترحها رواق المجلس تروم تمهيد الطريق أمام مغاربة العالم للإسهام الفعال في مختلف النقاشات الهوياتية التي تعرفها بلدان الإقامة في إطار الاحترام التام لخصوصيات وقوانين تلك الدول، وكذا الترافع من أجل صورة موضوعية حقيقية للمغرب ما رواء الحدود، مبرزا أن صورة المهاجرين المغاربة مرتبطة بصورة المغرب في مجتمعات الإقامة، مع كل ما يفرضه هذا الارتباط من تحدي الفهم والتصحيح وبناء صورة إيجابية تحاول تغيير الصور النمطية المرسخة في المخيال الجماعي.

ولفت بوصوف، إلى أن مختلف الأنشطة المقترحة في فضاءات وأروقة المجلس، تهدف أيضا إلى فهم كيفية تشكل صورة المغرب في الخارج خاصة في البلدان التاريخية للهجرة المغربية، وتفكيك مختلف العناصر المكونة لها، والبحث عن الوسائل الكفيلة بتقريب صورة موضوعية للمغرب في الخارج وللمغاربة في العالم، من خلال فتح نقاش مع مؤرخين ومثقفين وصحافيين وسياسيين وأكاديميين من المغرب ومن الخارج.

وفي سياق آخر، أشار بلاغ مجلس الجالية، إلى أن صورة المغرب تأثرت في الخارج، على امتداد التاريخ، بالرهانات الاقتصادية والدينية والعسكرية السائدة، جعلت منها صورة ذات حمولات رمزية متباينة لدى الآخر، تختلف باختلاف سياقات الظرفية، وأيضا باختلاف خصوصيات العلاقات الثنائية بين المغرب وباقي الدول، مضيفا أن هذه الترسبات قد جعلت من المغرب في المتخيل الأجنبي خليطا من التمثلات المتشعبة، يجتمع فيها الأسطوري والغرائبي والفولكلوري فأصبحت بشكل عام وحدة من كليشيهات بعيدة عن الواقع.

وأضاف بوصوف، وفقا للبلاغ، أنه قد ساهم في القرن الماضي عاملان أساسيان في تشكيل صورة المغرب عند الآخر، خصوصا في أوروبا، مازالت عناصرها تحكم المتخيل الشعبي إلى الوقت الراهن، مشيرا إلى أن العامل الأول يتمثل في الفترة الاستعمارية بكل ما رافقها من خطابات إيديولوجية وعسكرية حاولت قدر الإمكان تبرير دوافع الاستعمار للمواطن الأوروبي، عن طريق تكريس صور نمطية تغذت إلى حد كبير بما نقلته محكيات المستشرقين عن المغرب وعن دول الجنوب عموما، وهي صورة لا زالت سائدة لدى شريحة واسعة عقودا بعد الاستقلال.

وتابع  بوصوف أن العامل الثاني، يتمثل في كون القرن الماضي شكل بامتياز قرن الهجرة المغربية إلى الخارج، بداية بأفواج المهاجرين في إطار اتفاقيات اليد العاملة والذين أعادوا بسواعدهم بناء أوروبا بعد الحرب، وصنعوا أمجاد اقتصاد الثلاثين المجيدة، مرورا بمرحلة التجمع العائلي والاندماج في المجتمعات الأوروبية وصولا إلى مرحلة التجذر في تلك المجتمعات وبروز أجيال جديدة مزدوجة الانتماء، نشأت وترعرعت في الغرب وتشبعت بثقافته، إلى جانب حفاظها على ثقافة وطنها الأم التي ورثثها وتشبثت بها واستطاعت مزجها بانسجام مع سياقات مجتمعات الاستقبال.

وخلص البلاغ، إلى أن السياقات السياسية والثقافية في أوروبا المعاصرة جعلت صورة الأجنبي عموما والإنسان المغربي بشكل خاص مقرونة في الخطاب السياسي السائد بتهديد الهوية الوطنية، انطلاقا من ارتباط المهاجر بثقافته الأصلية ودفاعه عن حقوق مواطنته الكاملة في تلك المجتمعات، مشيرا إلى أنه لم يعد هناك سبيل أمام التيارات اليمينية المتطرفة سوى العودة إلى إحياء كليشيهات قديمة بنيت عن جهل بالثقافة المغربية وعدم إلمام بمكونات الهوية المغربية بروافدها المتعددة وقدرتها على التعايش مع الثقافات الأخرى وإغنائها والاستفادة منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *