أدب وفنون

حفل الأوسكار .. فيلم كوري يصنع التاريخ و”الجوكر” يدافع عن الأبقار

حقق الفيلم الكوري الجنوبي “الطفيلي” (Parasite) المفاجأة وتمكن من صناعة علامة في تاريخ الفن والسينما عندما استطاع تحقيق أربع جوائز كبرى في سباق الأوسكار 2020، في حفل توزيع الجوائز الذي أقامته أكاديمية فنون وعلوم السينما الأميركية في مسرح دولبي بلوس أنجلوس مساء أمس الأحد.

وفاز الفيلم بجائزة الأوسكار أفضل سيناريو أصلي، وجائزة الأوسكار أفضل فيلم أجنبي، وجائزة أفضل مخرج للمخرج بونج جون هو، وجائزة أفضل فيلم، ليصبح بذلك أول فيلم أجنبي في التاريخ ينال جائزة الأوسكار أفضل فيلم، متخطيا بذلك أفلام مثل “1917” و”الإيرلندي” و”جوكر”، و”قصة زواج”، و”جوجو رابيت” و”حدث ذات مرة في هوليود”.

وقد نال مخرج الفيلم ومؤلفه “بونج جون هو” أربع جوائز أوسكار مرة واحدة، حيث إنه مؤلف ومخرج ومنتج الفيلم، ليحقق بذلك في عام واحد أربع جوائز أوسكار.

وقد عبر المخرج وقت نيله جائزة أفضل مخرج عن احترامه الشديد للمخرج القدير مارتن سكورسيزي الذي رشح للجائزة عن فيلمه “الإيرلندي”، مؤكدا أنه كان يدرس أفلامه وأنه لشرف كبير له أن يترشح معه في عام واحد لجائزة أفضل مخرج، كما وجه الشكر لسام ميندز مخرج فيلم “1917” وكوينتن تارنتينو مخرج فيلم “حدث ذات مرة في هوليود” وتود فيليبس مخرج فيلم “جوكر”.

ويتناول الفيلم الهوة بين الأغنياء والفقراء في سول الحديثة، وقالت كواك سين أي، التي أنتجت فيلم “الطفيلي” مع بونج جون هو، وهي تقبل الأوسكار لأفضل صورة، “أشعر بأنها لحظة مناسبة للغاية في التاريخ تحدث الآن، لم يتم ترشيح أي فيلم من كوريا الجنوبية من قبل لجائزة هوليود الأولى”.

وقد بدأ حفل الأوسكار في دورته الـ92 باستعراض غنائي للمغنية والممثلة جانيلا موناي، وهو العرض الذي تفاعل معه الحضور خاصة أن الاستعراض كان يحتوي على مشاهد تعبيرية من أهم الأفلام المرشحة للجائزة مثل جوكر والإيرلندي، كما عبرت موناي في الاستعراض عن غياب المخرجات عن ترشيحات هذا العام، وعن الأفلام التي لم تترشح للجائزة رغم استحقاقها لذلك حسب النقاد.

أما المخرج القدير مارتن سكورسيزي وفيلمه “الإيرلندي”، فقد خرجا من الحفل خاليي الوفاض رغم ترشح الفيلم لتسع جوائز ولكنه لم ينل منها أية جائزة رغم توقعات فوزه بعدة جوائز.

إلا أن خروج الفيلم أيضا خالي الوفاض من سباق جوائز الغولدن غلوب، مهد الطريق لخروجه من الأوسكار بالنتيجة نفسها مع عدم ترشيح بطله روبرت دي نيرو لجائزة أفضل ممثل في دور رئيسي، رغم ترشيح زميليه آل باتشينو وجو بيشي لجائزة أفضل ممثل مساعد.

رغم نيله جائزة البافاتا والغولدن غلوب لم يستطع المخرج سام ميندز مخرج الفيلم الحربي “1917” من نيل جائزة أفضل مخرج أو أفضل فيلم، واكتفى الفيلم بثلاث جوائز فقط هي الأوسكار أفضل تصوير -وتسلم الجائزة مدير التصوير روجر ديكنز- وأفضل ميكساج وأفضل مؤثرات بصرية.

كانت شبكة نتفليكس، عملاق البث عبر الإنترنت، صاحبة أكبر نصيب من الترشيحات بين الشركات هذا العام، حيث حصدت الأفلام المنتجة تحت مظلتها 24 ترشيحا، ولكنها لم تخرج إلا بجائزتين وهما، جائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي طويل عن فيلم “مصنع أميركي”، وجائزة أفضل ممثلة مساعدة التي حصدتها لورا ديرن، عن دورها في فيلم “قصة زواج”.

ورغم حصول النجم الأميركي خواكين فينيكس على جائزة الأوسكار أفضل ممثل في دور رئيسي عن دوره في فيلم “جوكر”، فإن خطابه لم يتحدث عن الجائزة التي ينالها للمرة الأولى في حياته رغم عدة ترشيحات سابقة، ولكنه تحدث عن حقوق الحيوان، وقسوة البشر الذي يسرقون ألبان البقر، ويسرقون صغارها رغم صراخهم الذي لا تخطئه عين.

كما فازت رينيه زيلويجر بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم “جودي” وذلك عبر تجسديها دور المغنية الأميركية الراحلة جودي جارلند، وهذه ثاني جائزة أوسكار تفوز بها زيلويجر (50 عاما) من بين أربعة ترشيحات.

واستطاع النجم الأميركي براد بيت (56 عاما)، بعد ثلاثين عاما قضاها في صناعة السينما، أن يحصد جائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم “حدث ذات مرة في هوليود” للمخرج كوينتن تارنتينو، وقد سبق لبراد بيت نيل جائزة الأوسكار ولكن كمنتج عن فيلم “12 عاما من العبودية”.

أما أوسكار أفضل سيناريو مقتبس فقد كان من نصيب المخرج والكاتب النيوزيلندي تايكا واتيتي عن فيلمه “جوجو رابيت”، بينما فاز فيلم “فورد يواجه فيراري” بالأوسكار لأفضل مونتاج، أما فيلم “حدث ذات مرة في هوليود” فحصد الأوسكار أفضل تصميم إنتاج وديكور، وفاز “نساء صغيرات” بالأوسكار لأفضل تصميم ملابس، واستطاع فيلم “بومبشيل”، بالفوز بالأوسكار أفضل مكياج.

وفازت المؤلفة الموسيقية هيلدر جودينتر بالأوسكار أفضل موسيقى تصويرية عن موسيقى فيلم “جوكر”، بينما فازت أغنية “سأحبني مرة أخرى” من فيلم “روكيتمان” للسير إلتون جون وبيرني توبين، بجائزة الأوسكار أفضل أغنية، وذهبت جائزة أفضل تعديلات صوتية لفيلم “فورد يواجه فيراري”.

وكما كان متوقعا للكثيرين، حصد فيلم “قصة لعبة 4” الأوسكار أفضل فيلم كارتوني طويل، وتمكن فيلم “حب الشعر” من الفوز بالأوسكار لأفضل فيلم كارتوني قصير، بينما فاز فيلم “شباك الجيران” بالأوسكار أفضل فيلم روائي قصير.

وقدم المخرج الكبير ستيفين سبيلبيرغ هذا العام تكريم الفنانين الراحلين عن عالمنا، حيث غنت المغنية الأميركية الحائزة على جائزة الغرامي بيلي إيليش أغنية تكريم الراحلين حيث تصدرهم لاعب السلة كوبي براينت، الذي توفي هو وابنته في حادث طائرة منذ أسابيع قليلة، وقد نال جائزة الأوسكار عام 2018 كمنتج لأفضل فيلم كارتوني قصير “عزيزتي كرة السلة”، كما انتهى تكريم الراحلين بصورة للنجم الأميركي الراحل كيرك دوغلاس الذي توفي عن عمر ناهز 103 أعوام منذ أيام قليلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *