سياسة

الأشعري: نظامنا السياسي عاجز عن الخروج من نفق التعثر الديمقراطي (فيديو)

اعتبر وزير الاتصال والثقافة السابق محمد الأشعري، أن النظام  السياسي المغربي برمته، عجز حتى الآن عن الخروج من نفق التعثر الديمقراطي والسلبية السياسية، وفق تعبيره.

جاء ذلك في ندوة سياسية حول موضوع: “إعادة بناء حركة اليسار: المشروع، الضرورة، الإمكانات والمعيقات”، نظمها اليوم السبت حزب المؤتمر الوطني الاتحادي، بأحد فنادق مدينة الدار البيضاء.

وقال الأشعري إن “الخطاب حول وحدة اليسار أصبح في السنوات الأخيرة الوصفة الوحيدة لمعالجة تشتت اليسار وإخفاقه والمشروع الوحيد للتبشير بانبعاث الفينيق من رماده، بينما في الواقع تتضاءل كل يوم إمكانية هذا الميلاد الجديد وبالمقابل تتسع دائرة المحافظة والرجعية ويقف الوعد الديمقراطي عند عتباته الأولى”.

وتابع المتحدث: “منذ سنوات نعيش في عائلة اليسار دورات متكررة من التباعد والتقارب، لم نتخذ إلا فيما نضر مواقف موحدة أو مقاربات سياسية متضائلة، بعضنا جرب المشاركة بلا حدود والآخر المقاطعة، ودخلنا انتخابات كثيرة متفرقين وتجارب تسيير محلي جهوي ووطني متفرقين ايضا، وكلما حاصرتنا النتائح السلبية لهذا التفكك عدنا لخطاب الوحدة، لنلتمس عنده النتائج السحرية لما افلتناه في أرض الواقع”.

وأبرز  أنه “بعد أقل من سنة ونصف ستجرى انتخابات عامة ستشارك فيها نسبة محدودة من الناخبين وسيدخلها اليسار مرة أخرى متفرقا، بينما ستخوضها التيارات المحافظة متراسة وبكثلة ناخبة قارة، وسيحكمنا فيها نظام انتخابي أهم خصائصه، يضع الأوراق كلها خارج أيدي الاحزاب يضعها كلها في يد المخزن، إنه السناريو الأكثر احتمالا إذا لم يحدث في الساحة السياسية ما يوقفه”.

واعتبر وزير الثقافة السابق، أنه “إذا نجج هذا السيناريو، فمعنى ذلك أننا سنبقى في النفق الذي دخلناه منذ عدة ولايات تشريعية، وهذا الأمر يسائل التعبيرات اليسارية سواء من يمتلك منها مشروعا واضحا ومقنعا أو من فقد منها البوصلة”.

واسترسل الأشعري أن هذا الأمر “يسائل أيضا المواطنين الذين يرغبون في القيام بدور سياسي لصالح الديمقراطية والتقدم ولكنهم لا يجدون عرضا سياسيا قويا قادرا على جمع الطاقات وفتح أبواب المستقبل”.

“كما يسائل الذين يبتكرون في كل يوم مبادرات وحلول ولكن يفتقرون للتعبير السياسي الذي يوحدهم، ويسائل التعبيرات السياسية التي لها عناوين ومقرات لمن لم تعد لها المبادرات والقدرة على الابتكار، ويسائل نظامنا السياسي برمته لأنه عجز حتى الان عن الخروج من نفق التعثر الديمقراطي والسلبية السياسية”، وفق تعبيره.

وتساءل المتحدث: “من هو اليسار اليوم، وهل تكفي شهادة الميلاد للتسليم بيسارية هذا التيار أو ذاك أم يجب أن نستحضر التجربة كلها والمسار كله للحكم بأن هذا التعبير مازال محسوبا على اليسار ام لا، ثم كيف يمكن دخول غمار تجربة جديدة دون معالجة نقدية لما فعلناه حتى اليوم، وقد فعلنا أشياء كثيرة بعضها خضع للنقاش العام والاخر لم يخضع للمساءلة”.

الأشعري، قال إن هذين السؤالين “نعرف جميعا أن الوقوف عندهما يسجيب تطلعات المدى المتوسط والبعيد، لكنه لا يستجيب لتطلعات المدى القريب والعاجل، الذي لا نحتاجه انتخابيا فقط في بحر السنة المقبلة ولكن نحتاجه بالأساس كمحرك للأمل ورؤية سياسية جديدة، ومنتج للثقة في قدراتنا الذاتية على مواجهة المحافظة التي تهيمن على الدول والمجتمع معا”.

ولفت إلى أنه “بالرغم من وجود قناعات لبعض منا قوية ومقنعة بانتصارها للحس السليم، ورغم التجارب التي خضناها في الميدان فيجب ان نعترف أن شيئا ما تكسر بين اليسار والمجتمع”.

وأضاف أنه “من المهم الاعتراف بأخطائنا في هذا الانكسار لكن الأهم منه أن نعترف أننا لا نملك الحلول والحقيقة كلها، ولا يمكن ان نستمر في وضع انبياء يحملون رسائل سماوية لانقاذ العالم، ربما كنا كذلك في الستينات والسبعينات، لكن العالم تغير بعمق ولا يمكن أن نسوغ مشاريع اليوم لاساليب ومضامين البارحة”.

وشدد على أنه “يجب الاعتراف بأن كثير من الحلول توجد عند الناس وليس بالضرورة في مؤسساتنا الحزبية، في الشباب والنساء الذين يشتغلون في القضايا الصغيرة التي تخلق الحياة وليس بالضرورة في مستنقعات السياسة الكبرى التي نتوهم اننا نجيد تدبير آلياتها، كما يجب الاعتراف أن أكثر التقدميات والتقدميين يوجدون اليوم في المجتمع وليس في احزاب اليسار”.

وأبرز الأشعري، أن “النقطة المفصلية في التحول الذي نريده لأنفسنا هي عودة قوى التقدم إلى المجتمع وبناء جسور مع الأجيال الجديدة واكتساب أدوات للتحليل، وعناصر لبلورة حلول عبر الإنصات للناس واستيعاب تطلعاتهم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *