سياسة، مجتمع

حبيبي: التجارب اليسارية لم تحقق وعودها والإشتراكية حاجة مجتمعية (فيديو)

انتقد الباحث والمفكر المغربي، المحجوب حبيبي، التجارب اليسارية في العالم العربي، بالقول: “إن جميع التيارات الفكرية اليسارية والقومية العربية، لم تستطع أن تحقق ما رفعته من شعارات وما وعدت به من وعود، قيل أنها تعبر عن تطلعات الشعوب العربية من التحرر والتقدم والتنمية”.

جاء ذلك في مداخلة له خلال ندوة سياسية حول موضوع: “إعادة بناء حركة اليسار: المشروع، الضرورة، الإمكانات والمعيقات”، نُظمت صباح أمس السبت بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء.

وتساءل حبيبي “لماذا لم تلتف الشعوب العربية حول ما قُدم لها من مشاريع وشعارات، في حين أنها قد التفت بسرعة حول شعارات جائتها من السعودية ومن قطر، مشكلة قوة تدمر بشكل رهيب”. معتبرا إياه “سؤالا مؤرقا”.

وأضاف المتحدث أن التجارب اليسارية طرحت الكثير من القضايا والشعارات التي توصلنا إلى مجتمعات متمدنة وتضم كل المواصفات، لكن هذا لم يحصل إلا في فترات الحماس الوطني الذي عقب الاستقلال وتلاشى فيما بعد”.

وتابع منتقدا، “حتى القوى اليسارية التي وصلت إلى الحكم لم تستطع أن تحقق أي جزء من برامجها، باستثناء التجربة الناصرية بمصر والبعثية في العراق، مع أنها لم تنجوا من انتقاداتنا والتي كنا نحملها الكثير والكثير من الأخطاء التي كانت تعيشها”.

واعتبر المتحدث أن “الخلل في مسار اليسار العربي الماركسي والاشتراكي، يعود في أصله إلى أنه لم يتشكل نتيجة تطور مجتمعاتنا العربية في سياقها التاريخي، حيث تعتزم كل القوى اليسارية لانتقاد تعسفي عبر ثورة من تشكيلة إقطاعية ريعية بعقل خرافي أسطوري، إلى تشكيلة اشتراكية علمية بفكرها وايديولوجيتها دفعة واحدة”.

واسترسل أن “هنا وقع الخلاف، لأن المنطلقات والجذور هي من سببت لنا مشاكل وتصدعات وانشقاقات في التجربة الاشتراكية، إذ خوّن بعضنا البعض الآخر وتبادلت الاتهامات بالتحريف واليمينية والانتهازية”.

وقال حبيبي إنه “عوض أن يشكل التيار الماركسي مدرسة تضطلع إلى مهام التنوير وتدفع في اتجاه التطوير والارتقاء التدريجي، فإنه كان على عجل من أمره، وطرح مهام الثورة الإشتراكية قبل آوانها، فكان ما كان من اضطراب وخلط والتباس وفشل ومعاناة”.

وأضاف أنه “عوض أن يشكل المعلمين “الأنتلجنسيا” المغربية، لتكون الناس وتنقلهم مما فيه يعمهون، قامت مباشرة إلى مرحلة العمل المسلح الذي أدى الكثيرين ضريبته”.

وزاد موضحا أنه “عقب الانتكاسات المرعبة التي عانت منها مرحلة النضال الديموقراطي، دب التفكك في الأحزاب العربية التقدمية، حيث خرجت منها تيارات ماركسية وماوية تروتسكية وفوضوية وشعبية، وتولدت عسرا قبل نضج واكتمال القومية العربية”. 

وبالتالي، يضيف  المحجوب حبيبي، “أصبحت المرجعية الماركسية هي الإيديولوجية الجديدة لهؤلاء، بعد أن رموا القومية خلف ظهورهم قبل أن تكتمل، وفتح نقاش في وحدة الشعوب، هل تكون وحدة عرقية أم فكرية أو ثقافية؟، وبلغة ناظمة ومعبرة عن الجميع”.

كما اعتبر الباحث والمفكر المغربي، المحجوب حبيبي، الدعوة إلى الاشتراكية في العالم العربي، نتاج عن الحاجة المتولدة في المجتمع من احساس بالاستبداد والظلم، الذي شعرت بها فئات واسعة من الناس”.

وأوضح المفكر المغربي أن فالعديد من المناضلين والمثقفين والمفكرين والطلبة والعمال وغيرهم نالوا الكثير من العذاب وأصيبوا بالتذمر، لذلك كان الخيار هو الإشتراكية التي لم تنبثق من الصراع الطبقي لأن الوعي بالصراع الطبقي في العالم العربي مفقود لغياب مفهوم الطبقة نفسها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *