مجتمع

الريسوني: الإمارات تنشر الحروب بكل أنحاء العالم وتدعم أمير الدماء حفتر

انتقد الفقيه المقاصدي ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، سياسة دولة الإمارات في اليمن وليبيا وعدد من دول العالم، معتبرا أنها “تنشر الحروب والأحقاد والمؤامرات في كل أنحاء العالم”، وأنها “تستورد عددا من المشايخ والمفكرين للتمويه والتغطية وتبييض الجرائم السوداء”.

وقال الريسوني في مقال بعنوان “دولة الإمارات العظمى تسحب قواتها وتعلن منجزاتها؟!”، توصلت به جريدة “العمق”، إن قائد العمليات المشتركة وقائد القوات الإماراتية في اليمن، الفريق الركن عيسى بن عبلان المزروعي، أعلن أنه قد تم التحول من استراتيجية الاقتراب المباشر، التي نفذتها قواته سابقا، إلى استراتيجية الاقتراب غير المباشر، والتي صارت تنفذها القوات اليمنية بنفسها اليوم.

وأشار الريسوني إلى أن المزروعي، وهو نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية، اعترف بأن قوات بلاده كانت تقاتل في اليمن ثلاثة أعداء في آن واحد، وهم الانقلاب الحوثي، والإخوان المسلمون، والإرهاب المتمثل في القاعدة وتنظيم الدولة، وذلك بعدما أعلنت الإمارات أنها قامت بسحب قواتها التي كانت تقاتل في اليمن من خمس سنوات.

وأضاف الريسوني: “ما لم يقله المزروعي بعد خمس سنوات من هذه الحرب الطاحنة في اليمن، هي ماذا جلبت لأهل اليمن؟ هل جعلت البلاد وشعبها أكثر وحدة؟ أو أكثر سلما وأمنا؟ أو جعلته في حالة أفضل من العيش؟ وكم قتل أو أصيب فيها من اليمنيين، وكم شرد منهم داخل اليمن وخارجه؟ وكم دمر من المساكن والمنشآت العامة والخاصة؟ وكم كلفت هذه الحرب من أموال وخراب اقتصادي؟ وإلى متى ستستمر هذه الحرب بكل أوزارها، في ظل استراتيجيتكم الجديدة؟”.

واعتبر أن دولة الإمارات “تتميز وتنفرد عن باقي دول العالم بأن لها وزارة خاصة بنشر التسامح، ووزارة خاصة بنشر السعادة. ومن شدة تسامحها وإسعادها لشعبها، أنها أتتهم بأصنام بوذا ويهوذا وبعبدة الشيطان، وما إلى ذلك من معابد الشرك والوثنية والدعارة.. لكن حين ذهبت إلى اليمن، أين تجلى نشرها للتسامح والسعادة في اليمن السعيد؟”.

وأشار الريسوني إلى أن الإمارات “استوردت عددا من المشايخ والمتصوفة والمفكرين والصحفيين وحكماء المسلمين، المشهورين بدعوتهم ودعايتهم الدائمة للسلام والوئام والتسامح وتعزيز السلم والعيش المشترك والاعتدال ونبذ العنف.. فأي أثر لهؤلاء في كبح الحروب والأحقاد والمؤامرات، التي تنشرها دولة الإمارات في كل أنحاء العالم؟ أم هؤلاء مخصصون فقط للتمويه والتغطية وتبييض الجرائم السوداء؟”.

ولفت إلى أن الإمارات “دخلت إلى اليمن وتخوض حربها فيه، باسم الشرعية، ولدعم الشرعية وتثبيت الشرعية، ولدحر الانقلاب الحوثي اللاشرعي.. وكذلك مشايخها المستوردون، يعلنون دوما وقوفهم مع الشرعية وضد الخارجين عنها والمعارضين لها.. فلماذا كانت الإمارات ومشائخها هم أول الخارجين عن الشرعية، الداعمين للانقلابيين، في مصر وتركيا وليبيا؟!”.

وختم الريسوني مقاله بالتساؤل: لماذا تضع الإمارات كل إمكاناتها، وإمكانات حلفائها، لمحو الشرعية ودعم الانقلاب والبغي في ليبيا، بزعامة أمير الحروب والدماء خليفة بن حفتر آل نهيان؟!”، وفق تعبيره.

وكان المزروعي قد أفاد في حفل استعراضي عسكري مضخم، بالقول: “لقد شاركَت القوات المسلحة البرية، وحرس الرئاسة، والعمليات الخاصة بجميع وحداتها، بأكثر من 15 ألف جندي في 15 قوة واجب، في مختلف المدن، حسب ما جاء في مقال الريسوني.

وأوضح المزروعي، أن “القوات الجوية الإماراتية المقاتلة في اليمن قد أنجزت أكثر من مائة وثلاثين ألف طلعة جوية، وأكثر من نصف مليون ساعة طيران. وأن القوات البحرية فقد شاركت بثلاث قوات واجب بحرية، بأكثر من خمسين قطعة بحرية مختلفة، وأكثر من ثلاثة آلاف بحار مقاتل”.

وأضاف المزروعي، وفق مقال الريسوني، “أنهم قد دربوا وأهَّلوا أكثر من مائتي ألف (200000) جندي يمني، لكي يقوموا بتنفيذ الاستراتيجية الجديدة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 4 سنوات

    من المؤسف أن نعطي الأشياء أكبر من حجمها فكلنا يعلم أن أصحاب القرار بدويلة الإمارات ليسوا سوى كراكيز تتلاعب بها أصابع خارجية لفائدتها وليست سوى أداة تحركها قوى أكبر لحلب ما يمكن حلبه من بترودولار وتوسع لهذه القوى على حسابها في مختلف البلدان العربية بما في ذلك انشاء الموانئ وما تتطلبه وزرع الحروب والفتن وما له من مآرب تخريبية للبلدان وشعوبها لفائدة هذه القوى أما تغطيتها عن أفعالها الخبيثة فلا تنطوي على عارف و لا متتبع للمشهد .