مجتمع

الآلاف يتظاهرون بسبتة ضد “معاداة الإسلام” في أكبر مسيرة بالمدينة (فيديو وصور)

عاشت مدينة سبتة، أمس الجمعة، يوما استثنائيا في تاريخها، إذ خرج إلى شوارع المدينة الآلاف من السكان أغلبهم من المسلمين، في مسيرة حاشدة تنديدا بالأفكار والتوجهات “العنصرية” التي يروجها حزب “فوكس” اليميني في المدينة ضد الإسلام وإلصاق تهمة “الإرهاب” به، كما حذروا مما اعتبروها “حالة اختناق اقتصادي” تمر بها المدينة.

فقد تظاهر أزيد من 6 آلاف شخص وفق تقديرات الشرطة الإسبانية، و8 آلاف حسب تقديرات المنظمين، في مسيرة جابت أهم شوارع المدينة، انطلاقا من حي “الأمير” الذي يقطنه المغاربة، وانتهاءً بمقر حكومة سبتة المحتلة، رافعين لافتات وشعارات تعبر عن مطالبهم في العيش بتسامح وتعايش بين مختلف الديانات والأعراق.

ووفق المنظمين، فإن المسيرة جاءت في ظل حملة تستهدف مسلمي المدينة يقودها حزب “فوكس” اليميني، خاصة بعدما فاز الحزب بالمقعد البرلماني الوحيد لسبتة، حيث يصف قادة الحزب المسلمين بـ”الإرهابيين” ويطلقون حملات تحريضية من أجل محاربتهم وتشويه سمعتهم، فيما وصف الإعلام الإسباني المسيرة بأنها الأكبر في تاريخ المدينة.

المتظاهرون رفعوا لافتات وشعارات تندد بحملة الكراهية والعنصرية التي تستهدف الإسلام والمسلمين بسبتة، مطالبين بتعزيز التسامح والتعايش بين جميع أطياف السكان، مشيرين إلى أن سبتة هي واحدة من أبرز المدن في العالم التي يُضرب بها المثال على التسامح والتعايش.

وردد المحتجون شعارات من قبيل: “نحن مهانون.. والحكومة تشيد”، “التعايش والاحترام.. والمساواة الحقيقية”، “حزب فوكس ارحل”، “عدم التسامح مطلقا مع الجريمة”، “نريد تجارة لائقة”، كما هتفوا مخاطبين الإسبان الذين كانوا يتابعون المسيرة بالشوارع، قائلين: “لا تنظروا إلينا.. انضموا إلينا”.

المسيرة دعت إليها زهاء 40 هيئة إسلامية وثقافية ورياضية وجمعيات الأحياء بسبتة، كما شارك في التظاهر شبان مغاربة قدموا من مدن إسبانية أخرى، خاصة بعد تسريب محادثات بين قادة حزب “فوكس” المتطرف على تطبيق “واتساب”، تدعو لمحاربة مسلمي سبتة، إضافة إلى نشر أغنية تحريضية ضدهم.

وشارك في المسيرة أيضا إسبان ومهاجرون أجانب، حيث عبر فيها المسلمون عن اعتزازهم بدينهم وانتمائهم لسبتة، محذرين من أن الحملات التي تستهدفهم تهدد تماسك النسيج المجتمعي بالمدينة، رافعين لافتات كُتب عليها: “أنا مسلم وفخور”، “أنا إسباني، هل تشك في ذلك؟”، “العنصرية ليس لها مكان بسبتة”.

المتظاهرون لم يفوتوا الفرصة من أجل التعبير عن تذمرهم من الوضع الاقتصادي “المتردي” الذي تمر به المدينة خاصة بعدما أغلق المغرب المعبر الحدودي باب سبتة وأنهى نشاط التهريب المعيشي الذي كانت تستفيد منه المدينة بشكل كبير، مطالبين الحكومة المحلية بتحسين مستوى العيش عبر خلق بدائل اقتصادية تخرج المدينة من “أزمتها الخانقة”.

البيان الختامي للمسيرة، شدد على تشبت ساكنة سبتة بالتعايش والتسامح والتماسك الاجتماعي بين مختلف تيارات وفئات المجتمع، مشيرا إلى أن مسلمي المدينة يتبرؤون من أي عمل يخل بقواعد الاحترام مهما كان مصدره.

وسائل إعلام إسبانية، وصفت مسيرة الأمس بأنها الأكبر والأضخم في تاريخ المدينة خلال القرن الحالي، كاشفة أنه لم يسبق أن بلغ عدد المتظاهرين 6 آلاف في أي مسيرة أو وقفة احتجاجية بسبتة.

يُشار إلى أن رئيس حكومة سبتة المحتلة كان قد التقى بنظيره رئيس حكومة مليلية، خلال الأسبوع الجاري، من أجل تدارس الإجراءات المناسبة للخروج من “الأزمة الاقتصادية” بعد إيقاف المغرب لنشاط التهريب المعيشي، حيث اقترح رئيس حكومة سبتة فرض التأشيرة على سكان تطوان والمضيق والفنيدق ومرتيل كرد سياسي.

وكان المدير العام للجمارك بالمغرب النبيل لخضر، قد كشف أن المغرب يريد تحويل المواقع الحدودية لمدينة سبتة ومليلة المحتلتين إلى ممرات “شبيهة بالمطار”، مع الحد من النشاط التجاري، وبدء تنفيذ الحملة ضد التهريب في مليلية المحتلة قريبا.

جدير بالذكر أن تقرير للمهمة الاستطلاعية البرلمانية المغربية للوقوف على أوضاع النساء الممتهنات للتهريب المعيشي بباب سبتة، كان قد أماط اللثام عن معاناة النساء الممتهنات للتهريب، حيث سجل تعرضهن لسوء المعاملة والتحرش والسرقة والأمراض، والتعاطي للمخدرات.

* الصور والفيديو لموقع “منارة سبتة” الإسباني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *