مجتمع

بعد وصوله المملكة .. مغاربة يواجهون فيروس “كورونا” بسلاح السخرية

قبل حتى أن يعلن المغرب عن أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس “كورونا”، ومنذ انتشاره بعدد من الدول، والمغاربة ينسجون النكت وينشرون عبارات كلها سخرية من هذا المرض على مواقع التواصل الاجتماعي.

وزادت حدة السخرية من فيروس “كورونا”، مساء أمس الاثنين، بعد إعلان وزارة الصحة عن تسجيل أول إصابة مؤكدة بـ”كوفيد 19″، وهي لمواطن مغربي قادم من إيطاليا، وعلق أحدهم ساخرا: “المهم الفيروس جانا من إيطاليا وليس الصين، حنا نحبوا الماركات”.

وتنبأت صفحات فيسبوكية، بوصول “الفيروس الصيني” إلى المغرب، مباشرة بعد ظهور أول إصابة به في السعودية، بالقول: “منين بان كورونا لبارح فالسعودية، كان باين غيبان اليوم عندنا حيث السعودية ديما سابقانا بنهار بحال فرمضان والعيد”.

وراجت على “فيسبوك” تدوينات تسخر من أول خروج إعلامي لوزير الصحة خالد أيت الطالب، الذي طمأن المغاربة بخصوص حالة المصاب بفيروس “كورونا”، وجاء في هذه التدوينات: “الصين: لا خروج من المنزل، إيطاليا: لا دراسة، لا عمل، السعودية: لا حج لا عمرة، المغرب: لا داعي للقلق”.

وأبدع المغاربة بخفة الظل المعروفة عنهم حيث كتب أحدهم: “وفاة فيروس كورونا بعد إصابته بمغربي” بينما روج آخرون فيديو لامرأة بدوية بسيطة وهي تنصح ابنها المتواجد في إيطاليا بأن يختبئ (يتضرك) كلما رأى الفيروس مارا في الشارع.

وقد تداول آخرون صورة مفترضة للمصاب بفيروس كورونا بالمغرب وهو يبتسم بعد إجراء الفحوصات وعلقوا عليها: “يبتسم وكأنه تجاوز الاختبار الطبي للانضمام إلى فريق برشلونة بينما جاء يحمل فيروسا يهدد البلاد بأسرها”.

وقال أستاذ العلوم السياسية، عمر الشرقاوي، على حسابه بـ”فيسبوك”، “شيء مطمئن أن نجد المغاربة يواجهون كورونا بوابل من السخرية والتنكيت. أيها السادة السخرية من الكوارث ليس عيبا بل هي في بعض الأحيان مطلوبة للتخفيف من ثقل ما نشعر به من هواجس”.

والمؤكد أن المغاربة، يضيف الشرقاوي، “يبدعون في تحويل المصائب إلى مدعاة للتهكم، ومنذ إعلان وزارة الصحة عن تسجيل أول حالة لمصاب بفيروس كورونا تحولت السخرية في حسابات المئات من أصدقائي إلى سيدة للمشهد التواصلي”.

وأضاف قائلا: “فنحن شعب يبدع في السخرية وإنتاج القفشات ليس فقط لحظة الفرح والأمان بل نسخر من أنفسنا حتى في قلب البلايا والمصائب”.

وأعلنت وزارة الصحة، مساء أمس الاثنين، أنه تم تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد، تم تأكيدها مخبريا بمعهد باستور المغرب، لمواطن مغربي، مقيم بالديار الإيطالية.

وقالت الوازرة في بلاغ توصلت به “العمق”، إن “الحالة الصحية للمصاب مستقرة ولا تدعو للقلق. وأنه يوجد حاليا تحت الرعاية الصحية بوحدة العزل بمستشفى مولاي يوسف بالدار البيضاء حيث سيتم التكفل به وفقا للإجراءات الصحية المعتمدة”.

وقال وزير الصحة خالد آيت الطالب، إن المغربي المقيم في الديار الإيطالية الذي أصيب بفيروس “كورونا”، قد حل سابقا بمستشفى مولاي يوسف في البيضاء، غير أنه لم تكن لديه أي أعراض تشير إلى إصابته بمرض كورونا، حيث تم وصف له دواء يتعلق بألم في البطن قبل أن تتطور حالته الصحية في اليوم الموالي.

وأكد آيت الطالب، في ندوة صحفية، اليوم الثلاثاء بمقر الوزارة بالرباط، عقب تسجيل المغرب أول حالة مؤكدة لفيروس كورونا المستجد بمدينة الدار البيضاء، أن حالة المريض مستقرة، ويوجد الآن في عزلة طبية تامة، مبرزا أنه يتماثل للشفاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *