مجتمع

مواجهة المغاربة للأزمات بالسخرية.. تصريف للخوف أم فقدان للثقة؟

في كل مرة يشهد فيه العالم أزمة ما، وينتشر الخوف والذعر بين سكان المعمور، تجد المغاربة يبدعون في نسج النكت ونشر تدوينات ساخرة، كما هو الحال بالنسبة لفيروس “كورونا”، الذي دخل المغرب، منذ يومين، وتم الإعلان عن إصابة ثانية بهذا الفيروس الصيني القاتل.

جريدة “العمق” نقلت سؤال “ظاهرة مواجهة المغاربة للأزمات بالسخرية”، إلى أستاذ علم النفس الاجتماعي، محسن بنزاكور، وكان جوابه بأنه “في الثقافة المغربية، هناك أمران؛ لا نتعلم المسؤولية، ولا نتعلم مواجهة الخوف، ونصرفه بكلمة أضحك معك”، مقدما مثالا على ذلك بأن “الطفل عندما يسأل والده ويرمقه بنظرات غاضبة، يرد عليه بالقول: “غير كنضحك معك”.

وأضاف بنزاكور، أن المغاربة تربى فيهم مواجهة الخوف دائما بالنكتة لا على المستوى الفردي ولا الأسري، مشيرا إلى أن “المجتمع المغربي في سنوات الرصاص واجه القهر بالنكت”، متسائلا: “هل هو متنفس؟ نعم، لكنه في نفس الوقت يفضي إلى حقيقة أساسية أن لا شيء يتغير وبالتالي فهي مخاوف وهواجس عند الإنسان نفسيا تصرف إما بالنكت أو بالعنف وليس بمسؤولية”.

وبالعودة إلى فيروس “كورونا”، يقول أستاذ علم النفس الاجتماعي، إن “العالم كله اتخذ تدابير، إلا السياسيين المغاربة يقولون لا داعي للقلق، فهذا أيضا هو نوع من النكت، وإن كان رسميا” لأنه “كيف أن الأمر لا يدعو للقلق والعالم كله يتخذ احتياطات، إذن فكلمة لا داعي للقلق هي من الأسباب الأساسية التربوية والاجتماعية والنفسية التي دعت المغاربة إلى تبني النكتة”.

وزاد بنزاكور، في هذا الإطار، أن “المواقف غير مسؤولة لأن الربط بين المسؤولية والنكتة وعدم المواجهة لا يمكن الفصل بينهم، لأن كل واحد فيهم يؤدي إلى نفس النتيجة”، مشددا على أن “هناك بعد أخطر بكثير هو أن المغاربة لا يثقون في مؤسساتهم وبالتالي فالنكتة هي حافز لهم”.

وأوضح المتحدث ذاته، أن المعطى الثقافي المغربي حاضر بقوة في هذه الظاهرة، فالمغاربة يقولون دائما، “المصيبة جاية جاية أرا نضحكو”، مضيفا المغربي يقول “ما دام أنني لا أثق في المؤسسات ولا أثق بأن هناك كارثة قادمة، أش كاندير كنضحك، أش فيها الموت جاية جاية اللهم نضحكو”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *