منتدى العمق

كورونا فيروس بين الاحتياطات والهلع

تسارع الاحداث

منذ بضعة أيام من الآن، لم أكن أعير الموضوع اهتماما، كنت أطلب الله السلامة و العافية و أسأله رفع البلاء عن المصابين

فإذا بي الأحد الماضي أتوصل بخبر وفيات و إصابات عن بضع كلومترات من بيتي. هو فعلا وباء يمكن في أية لحظة أن يصيبني أو يصيب أقرب و أعز الناس إلي

لحد الساعة الأمور تحت السيطرة والأخبار التي أتابعها تتحدث عن الحصيلة أو عن الوقاية

يوم مرة بسرعة البرق و مرت معه الأخبار بشكل متسارع غير مسبوق و إذا بي أتوصل بأخبار الناس اتجاه الفيروس حالة من الهلع في كل مكان ، بين صور رفوف المحلات التجارية الخالية و كلمات عنصرية على جدران المحلات الاسيوية و عدة مظاهر اخرى من الخوف الزائد

لنزرع الأمل

لا يمكنني القول إنني لم أحس بالخوف فالخوف إحساس إنساني عادي، الخوف الذي يدفعك أن تأخذ الأمر على محمل الجد وتقوم باتخاذ الأسباب والقيام بالإجرٱت اللازمة للوقاية لك ولعائلتك وكل أقاربك محمود و طبيعي، لكن الخوف الذي يتحول إلى أفعال مؤذية و في بعض الأحيان عدوانية فهو طبعا مبغوض

تذكرت اليوم وأنا في طريقي إلى العمل قول الله عز وجل:” ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ) سورة المعارج
من الآية يتبين ان بطبيعة الانسان إذا لاح له خطرٌ يتهدَّد سلامته، صحته، سلامة من يلوذ به، سلامة المال الذي يحصِّله لتحقيق سلامته، تنهار أعصابُه، وترتعد فرائصه، ويُصاب بخوف شديد، وقلق عظيم
إلا المصلين، أي المتصلين بالله عز وجل، المسلمين أمرهم له، هم من لا تتحقق فيهم الصفة و تطمئن قلوبهم و تكون انفعالاتهم محسوبة

حياتنا اختياراتنا، أن تقوم كل صباح كيفما كانت الظروف و أنت تؤمن أن لن يصيبك الا ما كتب الله لك و تعمل بالأسباب و تسلم امرك لخالقك شيء لكن ان يصيبك الهلع المستمر الذي يمكن ان يتحول الى افعال تؤذي بها نفسك و من حولك فهنا تكون قد تجاوزت مساحتك إلى مساحة الآخرين

فرصتنا للتغيير

اليوم نعيش امتحانا جماعيا يمكن ان نتحول بفضله الى قوة جماعية تسعى لنشر الامل والود و التعاون بيننا عوض ان نستسلم للعجز و الخوف و نحرص على ان لا ينقصنا شيء و ننسى الاخرين
أليس من الواجب علينا اليوم ان نطمئن أنفسنا و ذوينا، أن نذكرهم بما يجب فعله و بما يجب تفاديه و المقالات العلمية و التوعوية كثيرة في هذا المجال، و في نفس الوقت ان نكمل حياتنا بشكل عادي بنفسية إيجابية و أن نمد يد العون لكل محتاج وندعي لمرضانا بالشفاء و للعالم بدفع البلاء

عوض استغلال الفرص لرفع ثمن المعيشة أو احتكاره أليس من الأجدر أن نتشبث بقيمنا

هذه فرصتنا لنرتقي بذواتنا..و نهذب أرواحنا

هذه خواطر أمل ، أبعثها لنفسي أولا و لكم عسى أن تنزل على قلوبنا كالرحمة و عسى أن يكون هذا الوباء فاتحة خير علينا بمزيد من الرقي في أخلاقنا باللطف في تعاملاتنا بالتعاون بيننا و بالإيجابية المستمرة مهما كانت الظروف

لا أدري إن كنت سأحيى غدا لكن أتمنى أن تحيى كلماتي في قلوبكم و تبعث الأمل في أرواحكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *