منتدى العمق

في اليوم العالمي للمرأة: نساء الأرشيف.. بناة الذاكرة

في سياق سلسلة مقالاتنا حول “أرشيف المغرب”، واحتفاء باليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من شهر مارس من كل سنة، لا يسعنا إلا أن نوجه البوصلة نحو مستخدمي “أرشيف المغرب” وتحديدا “نساء الأرشيف” اللواتي يمارسن مهامهن الاعتيادية داخل فضاءات مؤسسة “أرشيف المغرب” بالرباط، وفق ما سطره القانون رقم 69.99 المتعلق بالأرشيف ومرسومه التطبيقي من مهام وتدخلات وصلاحيات، في صمت وبدون كلل أو ملل، يرصعن قلادة مشتركنا التاريخي والثقافي والهوياتي والتراثي بعيدا عن الأنظار، في مهمة ليست بالهينـة، تجعلهن بشكل مستدام، وجها لوجه، أمام أرصدة أرشيفية، صنفت في خانة “الأرشيف النهائية” بعدما انتهت وظائفها الإدارية، لكنهن يمنحنها القيمة والحياة، بمهنية عالية، معالجة وتنظيما وحفظا وإتاحة لعموم الجمهور في إطار الحق في المعلومات، في ظل مهنة “مواطنة” لا تخلو من المخاطر الصحية.

وإذا كانت مؤسسة “أرشيف المغرب”، قد حققت – رغم عمرها القصير – عدة مكاسب ومنجزات مهنية وتواصلية وإشعاعية، فلا شك أن لنساء الأرشيف، نصيب مما تم كسبه من رهانات متعددة الزوايا، ليس فقط، فيما يتعلق بالتدبير اليومي للوثائق الأرشيفية (معالجة، ترميم، تصنيف، رقمنة، إتاحة للباحثين الوافدين على قاعة المطالعة ..)، ولكن أيضا، فيما يبدل من مجهودات تواصلية وإشعاعية متعددة الزوايا، لا تخلو من “بصمة نسائية”، سواء على مستوى ما ينظم برواق المؤسسة من أنشطة وتظاهرات ثقافية وعلمية، أو على مستوى مواكبة الزيارات التي تقوم بها الهيئات والبعثات الدبلوماسية والعلمية للدول الأجنبية، أو على مستوى الزيارات التربوية المنظمة لفائدة عدد من المؤسسات التعليمية ومعاهد التكوين وغير ذلك من الأنشطة.

وبالقدر ما نستغلها فرصة لتهنئة وتثمين ما تبذله “نساء أرشيف المغرب”، بالقدر ما نؤكد أن المناسبة تقتضي، تنزيل وأجرأة التوصيات التي تمت المصادقة عليها بمناسبة انعقاد المجلس الإداري لمؤسسة أرشيف المغرب يوم 22 دجنبر 2017 (الدورة الثامنة)، ومن ضمنها “مراجعة النظام الأساسي لمستخدمي المؤسسة، بشكل يسمح بتخصيص تعويضات عن الأخطار المهنية لفائدة المستخدمات والمستخدمين”، و”تحيين الهيكلة التنظيمية للمؤسسة، لملاءمته مع المتطلبات الملحة للمؤسسة ” و “وضع تصور لإحداث مراكز جهوية للأرشيف في إطار الجهوية المتقدمة و”التعجيل برصد الاعتمادات المالية الضروريــة لبناء المقر الجديد للمؤسسة”، وإذا وجهنا البوصلة نحو “نساء أرشيف المغرب”، فمن خلالهن، نقدم بطاقة تهنئة وتقدير، إلى النساء الأرشيفيات على مستوى “لجن الأرشيف” و”البنيات المكلفة به ” بمختلف الإدارات العمومية، حيث ينتج أو يكون ما يجمعنا من مشترك تاريخي وثقافي وهوياتي وتراثي، قبل انتهاء رحلة الحياة في “أحضان أرشيف المغرب” بالرباط، فتحية شكر وتقدير لكن جميعا، لأن “قلادة” الهوية و”سجادة” الذاكرة الجماعية والتراث المشترك، ترصع وتنسـج بأناملكن، بوطنية وصدق وإخلاص وتفان من أجل الوطن، ونختم بإهــداء “بطاقة تهنئــة” من الفؤاد، مهداه لنســاء “أرشيف المغرب” بناة الذاكرة وحماة الهوية .. لنساء المغرب .. لنساء العالم .. وكل عام والمرأة بألف خير..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *