سياسة

هل تعيد إجراءات مواجهة “كورونا” الثقة للمغاربة في مؤسساتهم؟

ما أن أعلنت الحكومة المغربية عن إجراءات جديدة وصارمة للتصدي لفيروس “كورونا”، حتى انطلقت تدوينات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تشيد بما تم اتخاذه من قرارات احترازية لحد الآن، وتدعو لإجراءات أكثر لمواجهة انتشار هذا الفيروس القاتل الذي فتك بدول متقدمة.

وقررت وزارة الداخلية، أمس الاثنين، إغلاق المقاهي والمطاعم والقاعات السينمائية والمسارح وقاعات الحفلات والأندية والقاعات الرياضية والحمامات وقاعات الألعاب وملاعب القرب في وجه العموم، حتى إشعار آخر.

كما أفتى المجلس العلمي الأعلى، بناء على طلب من الملك محمد السادس، بضرورة إغلاق أبواب المساجد سواء بالنسبة للصلوات الخمس أو صلاة الجمعة ابتداء من يوم الاثنين 16 مارس 2020 الموافق لـ21 رجب 1441هـ.

مرحلة استثنائية

واعتبر المحلل السياسي، عمر الشرقاوي، في حديث مع “العمق”، أن الكل يجب أن يقتنع بأنها “مرحلة استثنائية” ليس فقط من حيث المقتضيات الدستورية بل أيضا من حيث الواقع، مضيفا أن “تدبير هذه المرحلة يتم بإجراءات استثنائية قد تصل إلى حد أن تمس الحقوق الفردية والجماعية وهذا أمر طبيعي لأن النظام العام والأمن العام والمصلحة العامة تتطلب مثل هذه الإجراءات”.

وأوضح الشرقاوي، أنه “لحدود الساعة الإجراءات التي تتخذها السلطات خصوصا الحكومة لا يمكن لأي عاقل أن يكون ضدها، لأنها إجراءات تروم حماية المواطن وعدم الدخول في نفق مظلم”.

وتابع أستاذ العلوم السياسية، أن هناك نوع من الثقة في الحكومة بعد الإجراءات التي اتخذتها، مضيفا أن “اليوم ليس لحظة للخلافات الجانبية والظرفية اليوم نحن أمام عدو يتربص بالجميع كيفما كانت عقائدهم السياسية وتوجهاتهم الإيديولوجية”.

وشدد على أن “جزء من عناصر النجاح في المعركة هو وحدة الجميع واستبعاد عناصر الاختلاف ولذلك يمكن أن يكون هناك دعم لا مشروط لإجراءات الحكومة ولكن هذا لا يعني توجيه الحكومة في بعض الأمور التي يجب أن تأخذها بعين الاعتبار، لأن هناك قرارات أخذتها الحكومة مطلوبة وضرورية ولكن يجب أن تكون مصاحبة بإجراءات أخرى لتحمي الفئات الهشة”.

نفس جديد

بدوره، قال الناشط والفاعل الجمعوي، عبد العالي الرامي، إن الإجراءات التي اتخذتها الدولة لمواجهة تفشي فيروس “كورونا”، “كان لها الأثر الطيب في نفوس المغاربة، وأعطت نفسا جديدا لإعادة الثقة في المؤسسات الرسمية، خصوصا بعد القرار الملكي بإحداث صندوق لمحاربة هذا الفيروس”.

واعتبر الرامي في تصريح لجريدة “العمق”، أن خير دليل على تجاوب المغاربة مع قرارات الحكومة، هو “تفاعل جل أصحاب المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية مع القرارات الصادرة من وزارة الداخلية بدون أدنى مشكلة وأيضا العمل الميداني من طرف المسؤولين لتعقيم فضاءات العامة والإدارات ووسائل النقل”.

وأشار المتحدث، إلى أن قرار تعليق الدراسة وإطلاق عملية “التدريس عن بعد”، “أعاد الحماس في المغاربة للتطوع والمساهمة في حماية وطنهم وأبنائه وهذا شيء إيجابي وبعد وطني كبير يجب الإشادة به”، مضيفا بقوله: “ننتظر المزيد من القرارات الصادرة ومبادرات من رجال الأعمال وجميع الوطنين لترسيخ البعد التضامني بين جميع شرائح المجتمع المغربي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *