وجهة نظر

نحن وزمن كورونا

هل ستفعلها ألمانيا، بلد الفلسفة والعلم والأدب، وتصنع دواء/ تلقيحا لإنقاذ ساكنة هذا العالم، وتزداد احتراما وتقديرا، بل ستدخل تاريخ خدمة الإنسانية من بابه الواسع، ام سيتم التواطؤ بين القوى الكبرى كالعادة وتترك الدول الفقيرة في حجر صحي دائم، وهي الدول التي فرطت في علمائها وباحثيها الذين هم اليوم يشتغلون داخل مختبرات هذه الدول المتقدمة؟. اليوم تاريخ عالمي اخر يصنع ومحركه فيروس كورونا الذي لا يشاهد بالعين المجردة.

تاريخ علينا كدول تتسارع وتتصارع اليوم أمام مؤسسات بيع المواد الغذائية، ان نفتح صفحة جديدة في التركيز على العلم والمعرفة والبحث والفكر، وان نتوقف عن صناعة النماذج والقدوات التافهة التي هي اليوم لا تملك الا حسابات بنكية مكدسة بالمال، دون القدرة حتى على كتابة مقال من فقرة واحدة تعرف فيه فيروس كورونا وبأي لغة شاءت …

في اعتقادي المتواضع، ان زمن خلخلة واقعنا التربوي والثقافي والفكري قد حان، في أفق ان نبني منظومة قيم ومعرفة وعلم وفكر، جديدة، تعطى فيها المكانة لأهل العلم والمعرفة … هيمنة التفاهات على ساحات الدول الفقيرة، كابوس مؤلم وموجع للجميع ! لابد من بناء قيم جديدة تجعل العلم ولاشيء غير العلم هو المهيمن . كتابة تاريخية جديدة اليوم تشتغل في صمت، بها ستقاس ما أنجزته الدول من مؤسسات علمية واجتماعية واقتصادية ، الخ، قادرة على الوقوف أمام زحف فيروس كورونا!.

سبق ان نشرت مقالا بالقدس العربي معنون ب: فيروس كورونا ومنافعه، بينت فيه ان لزمن هذا الفيروس منافع عديدة من جملتها طرح أسئلة تتعلق بقيم التضامن والتآزر ووضع ما قمنا به في المحك لكي يقاس، الخ . زمن تاريخي جديد سيكتب اليوم في كل العالم أيضا .

هل نريد عالما انسانيا تضامنيا ام ستزداد آلية تقسيم هذا العالم، تتقوى نحو اقطاب جديدة مهيمنة ، يكون فيها الخاسر الأكبر ، الدول الفقيرة التي لازالت لم تحسم اختياراتها وأولوياتها!. هذا مجرد احساس مواطن يحترم كل ما يصدر من قرارات تخص زمن كورونا وجالس في بيته وفق ما تقتضيه شروط الصحة في مثل هذا الزمن ويطل بين الفينة والأخرى من نافذة غرفته ليجد ان زمنًا اخر غير زمن كورونا، موجود في الشارع !.

* أستاذ باحث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *