وجهة نظر

المغرب اكثر الدول نجاحا في مواجهة كورونا.

ان تتبع الازمة العالمية الناجمة عن جائحة وباء كوفيد19،و الارقام المرتبطة بها من حيث عدد الاصابات المؤكدة والوفيات المسجلة بمختلف البلدان،يؤكد تفوق المغرب على مجموعة من البلدان حول العالم في مجال محاربة كوفيد19.

بالرغم من تصنيف بلادنا في ذيل قاىمة الترتيب في مجال الرعاية الصحية،كما جاء ذلك في التقرير الاخير لموقع نومبيو المختص في مجال الابحاث وتصنيف الدول حيث يتم ترتيب الدول حسب جودة نظام الرعاية الصحية بها.و اشارت نتاىج هذا الموقع أن المملكة حلت في المرتبة الاخيرة (89) من اصل (89 )دولة التي شاملها التقرير، خلف كل من العراق و بنغلاديش و اذربيجان و حازت التايوان على الترتيب الاول بالقائمة.

بغض النظر عن مستوى الدقة العلمية و الموضوعية للبيانات التي تم اعتمادها و التي تم على اساسها تصنيف الدول،و انطلاقا من التقييم المحلي لوضعية منظومتنا الصحية من زاويا مختلفة بعيون مغربية بعيدا عن لغة الدراسات والبحوث و التقارير المنجزة من طرف المنظمة العالمية للصحة أو المواقع الدولية المختصة في الابحاث و تصنيف الدول،و اعتمادا على التقارير الوطنية السلبية و الانتقاذات الموجهة الى وزارة الصحة من طرف المواطنين و المجتمع المدني و الحقوقي و الكم الهائل من الاسىلة الكتابية و الشفوية الموجهة لوزاراء الصحة و رؤساء الخكومات المتعاقبة بقبة البرلمان،علاوة على مجموعة من المؤشرات السلبية المسجلة في مجالات مختلفة ذات صلة بصحة المواطنين،و تصدرت مواضيع الصحة للصفحات الاولى بالمنابر الاعلامية الوطنية بعناوين كبرى رئيسية. كلها خلاصات تؤكد على أن ان القطاع الصحي ببلادنا يعاني فعلا من عدة نواقص و اعطاب كلها ناجمة عن غياب رؤية و ارادة سياسية لدى الحكومات المتعاقبة، من أجل تحسين المؤشرات الصحية و النهوض بهذا القطاع الحيوي الاساسي والهام.

مقابل ذلك حقق المغرب نتائج ايجابية في مواجهة جاىحة وباء كوفيد 19 مقارنة بمجموعة من الدول حول العالم التي تملك امكانيات هائلة وضخمة، باعتبار النتائج المسجلة على مستوى الاصابات المؤكدة والوفيات تعد جد ايجابية،فالى حدود الساعة لم تتجاوز بلادنا 71 حالة وفاة بعد 36 يوم من تسجيل الحالة الاولى يومه 02 مارس، مقارنة مع تركيا التي تجاوزت 500 حالة وفاة علما على ان اول حالة للاصابة سجلت لديها يوم 11 مارس،مما يؤكد ناجعة استراتجية المغرب في مواجهة هذا الوباء،علاوة على أن اسبانيا تجاوزت 12500 حالة وفاة، و فرنسا 7560 حالة وفاة، و امريكا 8500 وفاة، و ايطاليا التي اضحت بؤرة وبائية تجاوزت 15000 حالة وفاة،و الجارة الجزاىر سجلت 152 حالة وفاة.

ان هذا الانجاز الايجابي راجع الى الاجرءات الصحية الوقاىية الاحترازية الاستباقية التي اتخدتها بلادنا بفضل التوجيهات الملكية السامية،منذ اعلان الوباء في المغرب اتخد ملك البلاد اجرءات استباقية يعرفها الجميع، وربما هناك اجرءات اخرى سيتم الاعلان عنها تدريجيا،في اطار التدبير الاستراتجي للازمة .

استطع المغرب في هذه الظرفية الاستتناىية التي يعيش فيها العالم على وقع ساخن ان يبرهن للعالم على ناجعة قطاعه الصحي و ان يعيد ترتبيته في قواىم ترتيب بلدان العالم ،أما الحكومة المغربية،و نواب الامة الذين دخلوا في حجر صحي و سياسي،فهما معا مطالبين باعادة النظر في الاولويات و ايلاء القطاع الصحي المكانة التي يتطلع اليها المواطنين خاصة منهم الفقراء المعوزين وعموم الشعب المغربي.

* فاعل جمعوي وحقوقي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *