أدب وفنون

مصطفى الكناب .. روائي مغربي لا يفارق المطرقة والسندان

مصطفى الكناب، كاتب روائي، عصامي واجه تحديات بيئته، يشتغل نهارا في ورشة الحدادة وليلا في تقليب صفحات الأدب، عربيّه كانت أو غربيه، حاملا قلمه، خاطا إبداعاته، ليعلن عن أول مولود أدبي عنونه بـ”فرصة أخيرة”.

“فرصة أخيرة”، تصنف ضمن الروايات البوليسية التي تعالج قضية الفساد داخل منظومة الأمن الحساسة، ركز فيها الكاتب على سلاسة الأفكار والسرد المباشر مع التشويق للقارئ، موظفاً سمات وعناصر بناء “الرواية السوداء”.

الرواية تتألف من 90 صفحة، وتضم 3 فصول، يفتتحها بمقولة شهيرة للزعيم الهندي مهاتما غاندي “إذا أردت تطهير الفساد.. ابدأ من الأعلى” ويختتمها الكاتب مخاطبا إحدى الشخصيات في حوار مونولوجي “هنا أَدرك أن فصلا جديدا من الصراع قد فتح، وأن لأخطبوط الفساد أذرعا عديدة، وللتو بدأ معركته الكبرى..”.

الكناب، ولد عام 1981 في مدينة تارودانت (وسط)، لم يكمل تعليمه الثانوي، فامتهن مهنة الحدادة الفنية، رافعا شعار “تطويع الحديد والقلم”، ليقتحم غمار تجربة أدبية شاعت في الغرب، وكانت محدودة عند العرب، ونادرة في المغرب.

وعن مدى إلهام مهنته في الكتابة، يقول الكناب للأناضول: “في البدايات لم يكن هناك رابط مشترك بين المهنة والكتابة، لأن فكرة الإلهام الأولى أتت من خارج نطاق العمل، لكن فيما بعد أصبحت أكتب حتى داخل الورشة وصار الأمر حافزا أكبر”.

يتابع: “الكثير من الأفكار أصبحت تأتي من داخل ورشتي، وعندما أريد صياغة فكرة وحبكها أجد أن ذلك شبيها بفن الحدادة، يحتاج لدقة وصبر وجهد ليكون العمل متقنا.. للحدادة جزء في ذلك الإلهام”.

وعن علاقة “الحدادة” بـ “الرواية” يوضح الكناب: “الأولى مهنة أحبها وأعشقها وأجد فيها ذاتي واخترتها عن قناعة.. هي مصدر عيشي، ولو خيّرت بينهما لن أتخلى عن الحدادة فهي مهنتي بالدرجة الأولى”.

ويضيف: “أما الرواية فهي هواية لم أفكر أبدا في جعلها مهنة، لدي طموح في كتابة المزيد، في صنف الرواية البوليسية ببعد ممزوج بما هو سياسي مجتمعي اقتصادي.. وكذلك تجربة الكتابة السينمائية”.

ويتحدث الكناب عن مهنته بفخر “لا تسبب لي أي حرج، أعتز بها، لأن الإبداع لم ولن يكون يوما حكرا على الأكاديميين وأصحاب الشواهد وربطات العنق”.

ويشدد على أن “الإبداع عالم فسيح يمكن لمن يملك موهبة أو ملكة أن يقتحمه، كوني حداد جعلني أتحدى الكثير من الصعاب والأمور، لأثبت أن الحرفي بصفة عامة قادر على الكتابة، وربما أفضل من خريجي الجامعات ومن ترتبط مهنهم بالقلم والمكاتب”.

ويوضح ذلك بالقول: “لو عدنا لبعض رواد الفن المغربي في المسرح مثلا سنجدهم حرفيين، وحتى كبار الكتاب في العالمين العربي والغربي هم حرفيون ومهنيون.. هذا لا يشكل لي أي حرج بل فخر واعتزاز وأيما اعتزاز، شخصيا أنا متصالح مع ذاتي كليا”.

وعن “فرصة أخيرة”، يؤكد أنها “رواية من الخيال الذي أتمنى شخصيا أن يكون واقعيا خاصة في شقها الأخير، أما باقي الأحداث من البداية إلى قبل بداية المحاكمة فهي متخيل، وممكن أن تكون واقعا معاشا في أي مجتمع سواء المغربي العربي أو العالمي”.

وبشأن مخاض إبداعي قادم يشير أن “هناك أجزاء مكملة لفرصة أخيرة تتراوح بين 3 إلى 5 أجزاء أو ربما أكثر إن تيسر ذلك”.

ويتابع: “كذلك هناك أعمال أخرى مستقلة منها ما هو مكتوب ومنها ما لم يكتمل بعد، ومنها ما يحتاج إلى إعادة الصياغة وترميم الثغرات، وكلها في الصنف الأدبي البوليسي ببعد سياسي”.

ويستطرد “أفضل أن تبقى كتاباتي في الرف حتى تكون جاهزة بجودة جيدة، لا أهتم بكثرة الإصدارات، لكن اهتمامي أن تكون كتاباتي جيدة مقنعة للقارئ، لا أريد أن أكون كاتبا مستهلكا.. بل كاتبا جيدا، خاصة أنني اخترت صنفا أدبيا يحتاج إلى زاد معرفي”.

وبالنسبة لصعوبات الكتابة في المغرب، اعتبر أن “قلة دور النشر والتحديات التعجيزية أحيانا مرتبطة بالماديات أكثر، ومحدودية التوزيع، أسباب دفعت أغلب المغاربة يلجؤون لدور النشر بالمشرق، خاصة مصر ولبنان لنشر أعمالهم، لأن ذلك يساهم في توسيع دائرة التوزيع وإشعاع أكبر لهم”.

ويشدد الكناب على أن “المغرب ظهرت فيه أقلام شابة في مجال القصة الروائية الشعر الزجل…، لكنها تحتاج إلى دعم لتخرج أعمالها على شكل إصدارات لتقوية الساحة الأدبية بالمغرب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • Bnameromar317@gmail
    منذ 4 سنوات

    من أجمل الروايات التي قراتها وأنا في حجر الصحي رواية الكاتب المغربي مصطفى الكناب ، وهي رواية بوليسية