وجهة نظر

شكرا العثماني!

مرحباً يا رئيس الحكومة،

كيف حالك؟ لا بأس! ليس ضروريا أن تجيبني.. حسناً! أود أن أخبرك أمرا.. ثم شيئا يجب عليك معرفته.. أنا فخور بك كثيرا هذه الأيام.

قد أخالفك في بعض التقديرات السياسية.. قد أنتقد طريقة تعاطيك مع بعض الملفات.. قد أكون مندفعا وحالما أكثر منك.. أو ربما شجاعا.. الله أعلم.. لكنني رغم ذلك.. ورغم عديد ملاحظاتي فخور.. فخور لأنك لا زلت تحافظ على هدوئك.. وتقوم بواجبك -كرئيس حكومة- بقدر استطاعتك، في فترة أزمة عصيبة ومفاجئة، ألمت بكل دول العالم، بما فيهم المغرب.

في الحقيقة، أنا لست أدري السبب الذي كان يجعل بعضنا غاضبا منك.. مع أننا نعلم يقينا أنك ما سرقت.. ما خنت.. وما نهبت؟! ربما كنا غاضبين لأجلك أنت.. لأننا نريدك أن تصير أكثر قوة.. أن تصبح رئيس حكومة بقدرات بطل فلم هندي يستطيع هزيمة عشرين رجلا بضربة واحدة من قبضته.. نريدك خطيبا مفوها بكلام بليغ ومؤثر.. نريد أن نتأكد من أن لك من الشجاعة القدر الكافي لتقوم بـ”الإصلاح” المنشود.. كنا نريدك أن تواجه الحيتان الكبيرة والفسدة والتماسيح والعفاريت…

لا أخفيك بأنه لازال ينتابني الكثير من الوجع حتى هذا الوقت.. والأسباب في ذلك كثيرة، من بينها تلك الطريقة التي أُبعد بها الأستاذ بنكيران بـ”بلوكاج” مفتعل.. لكن لا بأس.. قدر الله ما شاء فعل.

أنت يا رئيس حكومتنا.. أجد أن لديك غلطة واحدة فقط.. هي أنك لا تغضب.. أو حين تغضب تبتسم.. لكن لابأس في ذلك.. لا يهم الغضب من عدمه.. بقدر ما يهمنا أن تتقوى مكانة رئيس الحكومة، وتكسب هذه الصفة -قبل الشخص- ثقة المغاربة…

اليوم، وفي عز الأزمة التي تمر منها البلاد، لازال الإعلام الأصفر شغّالا، لا يكف عن مهاجمتك، بنفس الطريقة التي كان يفعل مع سلفك بنكيران! لذلك.. قررت اليوم أن أقف معك بدوري، لأسندك أكثر مما كنت أفعل، ضدا في المنزعجين من حالة الإجماع الوطني، ونجاح مؤسسات الدولة في كسب رهان مواجهة الوباء بإصدار حزمة إجراءات وتدابير استباقية، تجند لتنزيلها مختلف المسؤولين الذين أبانوا عن تفان وجدية وروح مسؤولية عالية تستحق التنويه والتثمين.

السيد رئيس الحكومة المغربية،

لقد تابعنا الحملة الممنهجة التي شنها ضدكم ذباب الكتروني تابع لجهات خارجية، على شكل تغريدات نُشرت على موقع “تويتر”.. وهي حملة تعكس مدى الإزعاج الذي يسببه الاستقرار السياسي بالمغرب للبعض. كما تابعنا كل تلك الأكاذيب والترهات التي تم ترويجها لتبخيس عمل حكومة المملكة المغربية، كتلك التي تقول بأن “المغرب على مشارف “ثورة جياع” بسبب سوء تدبير “حكومة العثماني” لأزمة كورونا…”.

سيدي رئيس الحكومة،

إن ناكر الفضل جاحد، ولأننا لا نريد أن نكون كذلك، يجب أن نعترف بأن الحكومة المغربية بجميع وزرائها، بصمَت على أداء محترم في تدبيرها لجائحة كورونا لحد الآن، على مختلف المستويات، وفقا للتوجيهات الملكية الصادرة بهذا الخصوص.

أنا هنا، لست أرميك وأعضاء حكومتك بالورود، لكنني بنفس الخلفية، التي دفعت آلاف المغاربة لمواجهة طنين الذباب القادم من الشرق بتدوين “هاشتاغ”: “#شكرا_العثماني”، ليتصدر بذلك وسوم موقع “تويتر”، أقول لك: “واصل يا رئيس الحكومة بلا التفات لمن يريد أن يلبسك “كمامة” لغير غاية صحية في جميع الأحوال والأوقات.. ضع ديدنك خدمة الوطن والمواطنين وامضِ، بارك الله في مجهوداتك ومجهودات الجميع…”.

أخيراً سيدي الرئيس! عندما أشاهد بعض خرجاتك الإعلامية التي لا تشبع حماس الشباب أغضب.. نعم أغضب.. لكن عندما أدلف من باب “اليوتوب” لأرى محاضراتك في “الفقه الإسلامي”.. وحين أجلس إلى مكتبتي لأفتح كتبا موقعة باسمك أحبك.. صدقا أحبك.. وأنتشي بكونك مغربيا.. ومن طينة هذا الوطن التي ينتج ويعطي ولا يبخل.. لكنني رغم كل هذا طماع.. أعذرني رجاء.. فأنا طماع إلى درجة الجشع.. وحالم بأيام أجمل، وخطابات أقوى، وإنجازات أضخم، في وطن بمنسوب ديمقراطية وعدالة وحرية أعلى…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *