مجتمع

المتعاقدون يحيون ذكرى وفاة حجيلي.. وابنته لـ”العمق”: مازلنا ننتظر نتائج التحقيق

سنة مرت بعد أن سلّم عبد الله حجيلي روحه إلى بارئها، بعد إصابته خلال تدخل أمني في إحدى المعتصمات التي دعت لها التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد بالرباط. ومنذ ذلك الحين رفعت مطالب للكشف عن نتائج التحقيق القضائي الذي فتح حول مقتله.

التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، ستكتفي بتخليد ذكراه الأولى طيلة أيام 24 و25 و26 أبريل الجاري، من خلال مشاركة وسائط رقمية لتزامن الذكرى مع حالة الطوارئ الصحية التي أعلن عنها المغرب جراء انتشار فيروس كورونا.

ليلة أبريل المظلمة

تروي ابنة عبد الله حجيلي، هدى، وهي أستاذة متعاقدة، لجريدة “العمق”، “لقد مرت سنة على وقوع الحادث الأليم ليلة 24 أبريل المظلمة، بعدما لبيت نداء التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، لكوني واحدة من المفروض عليهم الإشتغال بهذه العقدة”.

تضيف هدى، “كما العادة، كان أبي هو المساند الرسمي لفلذة كبده، رافقني للمعتصم النضالي بالعاصمة الرباط، من أجل إسقاط مخطط التعاقد أمام قبة البرلمان، وبعد أن فُضّ المعتصم منتصف تلك الليلة، تدخلت القوة الأمنية بعنف، مخلفة مجموعة من الإصابات في صفوف الأساتذة، وكانت أبلغها من نصيب أبي رحمة الله عليه”.

بصوت متقطع ويدان ترتجفان، تحكي هدى أنه “بعد إصابته خلال التدخل بخراطيم المياه القوية، وضرب أمام ملأ العين، بدأ كل الحاضرين بالصراخ: قتلوه قتلوه…”.


واجهنا بأمل لكن..

جرى نقل المرحوم عبد الله إلى مستشفى السويسي بالرباط، وابنته لم تكن على علم بالحادث إلا بعد إخبارها من طرف زملائها، تقول هدى: “فوجئت بالحادث الأليم الصادم، لأنني لم أكن بجانبه نظرا لتفريق تجمع الأساتذة بواسطة خراطيم المياه”.

تستمر هدى في حديثها مع الجريدة، “عندما وصلت إلى المستشفى حينها، وجدت المكان يعج بالاستاذة الشاهدين على الحدث، ناولني الطبيب ملابسه المبللة، وأنا مصدومة بما وقع، لا أريد التصديق”. 

واسترسلت القول “رقد أبي بالمستشفى مدة شهر، لم يحرك ساكنا، الأعراض التي سمعناها لا يمكن أن تُبقي شخصا على قيد الحياة، حاولنا أن نواجه أمر الواقع تلك المدة بالأمل، رغم أن الطاقم الطبي كان يؤكد على أن حالته جد خطيرة؛ نزيف في الدماغ، أجريت له عملية على مستوى العين، انقسام الطحال، كسر على مستوى الرجل، التهاب في الرئة وعدم بقائها في مكانها، فشل الكليتين انكسار في الأضلع، لك أن تتخيل أي جسم سيتغلب على هذه الأعراض”.

تحقيق “مجهول” 

كان قد فارق حجيلي الحياة صباح يوم الثلاثاء 29 ماي، في قسم الإنعاش بالمركز الاستشفائي ابن سينا بالرباط، بعد إصابته يوم 24 أبريل. وكان وكيل الملك بالرباط قد أمر بفتح بحث قضائي حول ظروف وملابسات هذه الوفاة بتعليمات من النيابة العامة، وإجراء تشريح طبي على جثة الهالك لتحديد طبيعة الوفاة. 

في هذا الصدد قالت هدى للجريدة “إنه تم استدعاؤنا بعد الوفاة رفقة أمي للتحقيق، وأخبرونا أنه بمجرد انتهاء التحقيق سيتم إشعارنا به، ثم انصرفنا لحالنا إلى يومنا هذا لم نتوصل بأيه نتائج”.

وكان وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان، مصطفى الرميد، قد كشف في برنامج شباب VOX، في أكتوبر من السنة الماضية، أن نتائج التحقيق الذي فتح في قضية مقتل عبد حجيلي متوفر لدى الجهات المختصة، ويمكن الإطلاع عليها”.

سر التضامن واستمرار النضال

وأرجعت حجيلي، سر التضامن الواسع الذي حظي به أبوها من طرف “الأساتذة والعديد من الفعاليات الحقوقية والمدنية والسياسية، “كونه قتل بينهم وهو يناضل على قضية وطنية مهمة، وهي التعليم”، مشيرة إلى وجود “فيديو يوثق الحادث والأساتذة ملتفين حوله يصرخون بهستيرية: قتلوه قتلوه”.

حادث فقدان الأب لم يزدها إلا تشجيعا لحضور جميع المعارك النضالية التي تلت المعتصم الذي أصيب فيه، مؤكدة أن “فكرة التوقف عن النضال لم تراودني البثة”.

موضحة أن معركة الإدماج في الوظيفة العمومية، “لا أربطها بوفاة أبي واستشهاده؛ قطعا، وهذا ما أشدد عليه في تنسيقاتنا الوطنية، لأنني كنت مقتنعة تماما بمعركتي قبل الواقعة، وأنا ناضلت بحياته قبل مماته، أي أن وفاة أبي في تلك الظروف ليست السبب في استمراري في النضال، فبالنسبة لي نضالي واستشهاد أبي خطان متوازيان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *