باحث مغربي: كورونا قادر على الوصول إلى الدماغ وتدمير الجهاز العصبي

خلص بحث علمي أجراه الطالب ياسين ياشو إلى أن الفيروس المسبب لمرض كورونا “SARS-CoV-2″يمكن أن يصل للدماغ عن طريق استعمال الأعصاب، مثل عصب الشم، مشيرا إلى أنه عند دخول الفيروس من الأنف يمكن أن يستعمل الخلايا العصبية المسؤولة عن حاسة الشم والمرتبطة بالدماغ، أو عن طريق عصب vague الموجود في الرئة للوصول إلى الدماغ.

وأشار “ياسين” ضمن بحثه الذي أشرف عليه كل من Vladimir Belapasov أستاذ أمراض الجهاز العصبي بجامعة “استرخان” بروسيا، رئيس قسم الأمراض العصبية وجراحة الجهاز العصبي، وسعيد أيت بنعلي أستاد جراحة الدماغ في جامعة القاضي عياض بمراكش، ورئيس قسم جراحة الدماغ والعمود الفقري، وعبد السلام الإدرسي أستاذ في جامعة نيويورك بالولايات المتحدة، رئيس قسم البيولوجيا العصبية ومدير مركز البحث، (أشار) إلى أن هدا الفيروس قادر على الوصول للجهاز العصبي وتدميره عند بعض المصابين وترك أضرار خطيرة على المستوى البعيد.

وأوضح ياسين يشو أن الفيروس ليس هو العدو الحقيقي الذي يدمر الدماغ، بل الاستجابة المناعاتية داخل الدماغ، مشبها ذلك بالحرب، فالمتحاربان هما الفيروس والخلايا المناعاتية، وأرض المعركة هي الدماغ الذي يتم تدميره بسبب مخلفات هذه الحرب.

وفي نفس السياق، استنتج الباحث من خلال دراسته أن فقدان حاسة الشم عند المصابين بفيروس كورونا هو مؤشر جيد للاستجابة المناعاتية، إذ ان فقدان الشم هو ناتج عن استجابة مناعتية للخلايا العصبية الموجودة في الأنف، وبذلك يستحيل على الفيروس الوصول إلى الدماغ لأن الخلايا التي من الممكن أن يستعملها كطريق تم تدميرها.

ومن ضمن ما توصل اليه الباحث أن الأمراض المزمنة على المستوى البعيد هي ناتجة عن كون الجهاز المناعتي يتعرف على فيروس SARS-CoV-2 من خلال تعرفه على ملامحه، أي على البروتينات الموجودة على سطحه.

ويضيف البحث أن بعض الخلايا العصبية يوجد على سطحها بروتينات تشبه ملامح فيروس SARS-CoV-2 ، مما يدفع الجهاز المناعتي للمتعافين إلى مهاجمتها يشكل مستمر ومن تم تدميرها والذي قد يؤدي إلى أمراض مستعصية لدى المصابين بكورونا في المدى البعيد.

وأشار إلى أن المسنين أكثر عرضة لهذه الأمراض العصبية الناتحة عن الإصابة بكورونا، لأن جلهم يفقد حاسة الشم بفعل السن، بالتالي لا وجود للخلايا المناعاتية على مستوى الأنف وهو ما يسهل انتقال الفيروس من الأنف الى الدماغ.

ويهدف البحث إلى التعرف على الفيروس من خلال دراسة خلفيته الجينية في إطار علاقته بتدمير الجهاز العصبي على المدى القصير والمتوسط والبعيد.