أدب وفنون

ناقد: “طوندونس” صدم الجمهور لأنه عكس وجهه في المرآة.. والفد فنان ذكي

دخل الناقد المغربي عبد الكريم واكريم على خط الجدل الدائر حول الحلقة الأولى من السلسلة الرمضانية “طوندونس” للفنان الكوميدي المغربي حسن الفد.

وقال واكريم، إن الفد من خلال المحاكاة الساخرة لشخوص من اليوتيوب في “طوندونس” صدم بعض من الجمهور لأنه من متابعيها وممن يشكلون جمهور الطوندونس الحقيقي، ولأنه جعلهم يرون أنفسهم في المرآة الأمر الذي لم تتقبله شريحة كبيرة منهم”.

وأضاف واكريم في تدوينة عبر حسابه على “فيسبوك”، أن الفد قبل أن يشتهر بشخصية “كبور” التي اعتبر أنها كادت أن تنمطه، انتهج “الباروديا” كقالب فني كوميدي في سلسلات ك “الشاليني تيفي” و”كانال 36″ و”قناة السي بي بي”، لكنه عاد إليها اليوم من خلال “طوندونس” بشكل أكثر عمقا، ومُسَلحا بوعي مؤلف وممثل ناضج، إذ لم تتم رؤيته في الحلقة الأولى من هذه السلسة وهو يتسول الضحك ولا القهقهات من المشاهدين إلى درجة أن البعض تساءل عن أين الكوميديا في الجزء الأول من الحلقة”.

وأشار الناقد المغربي إلى أن بطل سلسلة “طوندونس” استطاع منذ الحلقة الأولى أن يخلق طوندونس حقيقيا وأن،” يُقَسِّم المشاهدين إلى قسمين، الأول يدافع عنه انطلاقا من معرفته بأعماله ومتابعته له قبل “الكوبل” وأيضا لعشقه لأسلوبه الكوميدي المتميز منذ سنوات خلت ، والثاني لم ير ولا يريد أن يرى فيه سوى شخصية “كبور” ويرفض إصراره على الانسلاخ عن هذه الشخصية التي كادت أن تنمطته وحان الوقت لكي يتخلص منها أو على الأقل يضعها على جنب ويعمل على التنويع بشخوص أخرى وأداء آخر مختلف”.

ووصف واكريم حسن الفذ بالكوميدي “الذكي”، لأنه “استطاع ومنذ بدايته أن يُشكل قاعدة جماهيرية له دون أن يسقط في الابتذال والتهريج الذي سقط فيه أغلب إن لم نقل كل الكوميديين المغاربة حتى أولئك الذين يمتلكون منهم موهبة حقيقية لكنهم ضيعوها في التفاهات وفي ما يطلبه التلفزيون،  وذلك من منطلق المقولة الشهيرة لكن الخاطئة “الجمهور عايز كدة”.

واعتبر المتحدث أن الكوميدي المغربي أثبت وطيلة سنوات أن مراهنته على الكوميديا الجادة والمختلفة لم يكن رهانا خاسرا، إذ مكنه ذلك من “الوصول إلى قلوب الناس دون السقوط في الوحل واستجداء وتسول القهقهات العابرة والبئيسة”، لافتا إلى أنه وبدل “النزول إلى الأذواق المبتذلة التي جعلت الكثيرين يتمرغون في وحل التفاهة والرداءة والبؤس الفني”، قرر منذ بدايته ركوب الصعب  عبر جذب الجمهور إليه وإلى فنه.

وتابع الناقد الفني واكريم قائلا: “أن الفد من خلال الكوبل وشخصية كبور استطاع  أن يربح شريحة واسعة من المشاهدين الذين يحسبون على الكوميديا الشعبوية، مع الحفاظ على جمهوره القديم، الذي تعرف عليه من خلال الباروديا، وذلك راجع ربما إلى مزاوجته بين أدائه القديم وبين نوع متاح من كوميديا الموقف، مع إضافة بعض القفشات خصوصا في الجزئ الثاني من الكوبل وكبور والحبيب”.

وأشاد عبد الكريم واكريم خلال نقده الفني بقرار “انسلاخ” حسن الفد ولو لفترة عن شخصية “كبور” رغم تحقيقها لنجاح منقطع النظير، مشيرا إلى أنها خطوة لها صعوبتها ومخاطرها لكونها ليست مضمونة العواقب جماهيريا، إلا أن “الأذكياء والمتميزون” هم فقط من يقدمون عليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • نعاون الفد فالطونضونس
    منذ 4 سنوات

    لا أشك فيما يسمى مهاجمة الفد من طرف العشابي، سوف تساهم في “الطونضونس”، السؤال هل المهاجمة حقيقية أم إشهارية، “زيد هزني وانت طلع على ظهري”، أو كما يقول الفرنسيون « le renvoie d’ascenseur »، على كل هذه هي الفترة المناسبة للتعاون من أجل الإستمرار في الوجود في ظل الحجر والفراغ الذي يملؤهما البعض عبر وسائط التواصل الملئ بالتبركيك، وللأمانة، الفد كانت له اطلالات عبر اشهارات بالخصوص فكاهية ومتميزة قبل 1999، اعمالها كلها ليست مقبولة لكن كلها متميزة مع ذلك من حيث قوته في التشخيص وايصال المرجو من العمل، ويكفي انه انطلق وعرف وتميز في المغرب، السيد العشابي نحترم اطلالاته الاولى عبر الاستجوابات “المخبولة” لبعض الفنانين في بداياته، رغم ان الفكرة منقولة من برنامج فرنسي لسنوات التسعينات لمنشط اسمه رفاييل مزراحي Raphaël Mezrahi، ولم يشر الى ذلك بتاتا، فعلا سلسلة كبور كذلك مستوحاة ربما من سلسلة فرنسية “ولد وبنت” « un gars et une fille » ولم يصرح بذلك كذلك، لكن السي الفد أبدع فنيا بشكل جد مميز، رغم انه كان دائما يلعب في ملعبه بعيدا عن التزاحمات والكلام بدون عمل وهذا يحسب له، اما السي العشابي، لحد الآن صرخة وتلاشت، عنده مميزات أكيد، لكن العمل الجماعي اذا لم يتوفر فالامكانيات الفردية يجب ان تمكنه من الابداع والانتاج، ويكفيه مثال خاله الفنان الاستثنائي السنوسي (بزيز) لما كان يشكل مع السيد بنياز الثنائي (بزيز وباز) ياحسرة على ذلك الفريق