رمضانيات

رائدات: ثريا الشاوي.. فاسية حاربت مرضها بالطيران لتصبح أول ربانة عربية(صور)

اغتيلت ثريا الشاوي وعمرها لم يتجاوز التسعة عشر ربيعا، لكنها استطاعت وفي هذه المدة الوجيزة حجز مكان لها في كتب تاريخ المغرب، باعتبارها أول مغربية وعربية تدخل مجال الطيران.

ولدت ثريا الشاوي في 14 من شهر دجنبر بمدينة فاس وتحديدا بحومة “القلقيين”، وبدأ ولعها بالطيران بمحض الصدفة، بعد أن أصيبت بمرض نادر وهي في سن الثالثة، وبعد استشارة العديد من الأطباء من طرف والدها، نصحه أحدهم بأن العلاج المثالي لابنته يتمثل في ركوب الطائرة لأيام متتالية في الساعات الأولى من الصباح.

لم يستطع والد ثريا الشاوي تنفيذ وصية الأطباء بسهولة بسبب ما كان يعيشه المغرب في فترة الحماية الفرنسية، لكن إصراره جعله يطرق العديد من البلدان، وبالفعل استطاع إقناع أحد الطيارين بمكناس بمساعدة ابنته الصغرى، لتبدأ رحلة العلاج من خلال جرعات يومية من التحليق في الجو انتهت بتماثلها للشفاء.

تخلصت ثريا من المرض لكنها بالمقابل أصيب بولع الطيران وصارت تبحث عن كل فرصة سانحة لركوب الطائرة، وبمساعدة والدها الذي كان يرافقها أينما حلت وارتحلت استطاعت الحصول على شهادة الكفاءة ورخصة السياقة وعمرها لم يتجاوز الخامسة عشر سنة.

أدائها الاستثنائي خلال امتحان الحصول على شهادة الكفاءة جعل مدير المطار المدني يتوجه نحوها ويحملها بين ذراعيه إعجابا وتقدير إلى أن أوصلها للقاعة التي أدت فيها امتحانا شفويا اخر نجحت فيه بسهولة بالغة، وذلك حسب ما يشير إليه كتاب مؤرخ المملكة عبد الحق المريني حول سيرة ثريا الشاوي.

تعرضت ثريا لعدة محاولات اغتيال، كان أولها حسب المصدر نفسه (كتاب المريني) سنة 1954 حين وضعت لها قنبلة بباب الفيلا التي كانت تسكنها، بشارع “أليسكاندر مالي”، والثانية في أواخر دجنبر من السنة نفسها، حين تم إطلاق النار عليها بواسطة رشاش أوتوماتيكي من دون أن تصيبها أي رصاصة من الطلقات الثمانية، والثالثة تمت في غشت من سنة 1955، حين حاول رجلان فرنسيان إطلاق النار عليها وهي بداخل سيارتها صحبة والدتها.

وكانت آخر محاولة اغتيال في سنة 1956، والتي لقيت على إثرها ثريا حتفها، وهي لم تتجاوز 19 سنة، عندما كانت تستعد للقيام بمناسك العمرة على متن طائرتها الخاصة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *