مجتمع

نقابة الصحافة: قانون 22.20 من أخطر القوانين التي عرفها المغرب ونطالب بسحبه فورا

وصفت النقابة الوطنية للصحافة مسودة مشروع قانون رقم 22/20 الذي يروم تقنين استعمال شبكات التواصل الاجتماعي، بأنه “أكثر القوانين خطورة التي عرفها المغرب، والتي تستهدف حرية التعبير والصحافة والنشر والتفكير”، مطالبة الحكومة بسحبه “فوارا”.

وقالت النقابة في بيان إنه “مشروع قانون يعارض المقتضيات الدستورية خصوصًا الفصول 25و 26 و27 و28 منه، ويناقض كل المواثيق والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحرية التعبير والصحافة والنشر وحقوق الإنسان التي صادق عليها المغرب”.

وانتقدت النقابة “استفراد الحكومة بهذا المشروع، حيث اشتغلت عليه بصفة سرية و مغلقة، ولم تحترم مقتضيات قانونية تحتم عليها الاستشارة في شأنه مع المجلس الوطني للصحافة بحكم علاقة هذا المشروع بصفة مباشرة بحريات التعبير والنشر والصحافة، كما لم تحترم الأعراف و التقاليد باستشارة المنظمات المهنية الصحافية و المنظمات الحقوقية صونًا للمكتسبات وحماية الحريات، وبذلك ألغت المقاربة التشاركية التي تم العمل بها في العديد من المناسبات خصوصًا مع النقابة الوطنية للصحافة المغربية، و هي ربما بهذا السلوك كانت تدرك جيدا أن المشروع لا يمكن أن يستحق مجرد النقاش فيه فبالأحرى الموافقة عليه، لذلك تعمدت السعي إلى محاولة تمريره في غفلة من المهنيين و الرأي العام المنشغل بظروف صعبة تجتازها بلادنا”.

وتابع المصدر ذاته “إذا كانت النقابة الوطنية للصحافة المغربية تطالب باستمرار بتجويد مضامين شبكات التواصل الاجتماعي وشبكات البث المفتوح والشبكات المماثلة، والابتعاد بها عن الأخبار الزائفة وافتعال الوقائع والسب والقذف وتصفية الحسابات، مما يتناقض مع قواعد الأخلاقيات في هذا الصدد، فإنها لن تقبل أبدا بتوظيف هذه الانشغالات والاهتمامات كمبررات لاستهداف حرية التعبير والتضييق عليها من خلال قانون يعود بالبلاد إلى أزمنة نعاند اليوم من أجل تجاوز مخلفاتها الكارثية”.

وقالت النقابة إن الحكومة “تعمدت محاولة استغلال هذه الظروف لتمرير قانون يضرب في العمق جميع المكاسب التي راكمها المغرب لحد الآن في مجال حرية الصحافة و حقوق الإنسان، و هي بذلك سعت، من حيث تدري أولا تدري، إلى التشويش على الجهود الكبيرة و العظيمة التي تبذلها بلادنا لمواجهة جائحة كورونا، و بذلك فإن الحكومة أخطأت موعدها مع التاريخ”.

وأوضح المصدر ذاته أ “تشريع قانون من هذه الطبيعة يقتضي فتح مشاورات جدية مع المنظمات المهنية والحقوقية والسياسية في بلادنا للتوصل إلى صيغة تحفظ حقوق الأشخاص والجماعات والمجتمع، ولكنها تصون أيضا حرية التعبير وتكرسها في تجربة يسعى المغاربة إلى تطويرها”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *