آخر أخبار الرياضة، العمق الرياضي، الكرة المغربية

“ذاكرة رياضية” .. “أسود 2004” كتبوا اسمهم من ذهب في تاريخ الكرة المغربية

عندما نغوص بحثا في التاريخ، تتفجر أنهار الذكريات و الأحداث وتلوح في الأفق عبر ومشاهد ولحظات، لطالما طبعت مرحلة من مراحل الزمن، في عالم الرياضة المغربية، للذكريات طعم أخر، أحداث ومجريات ظلت ملتصقة بالذاكرة، في شهر رمضان تحاول “العمق الرياضي” من خلال سلسلة ” ذاكرة رياضية”، النبش في أغوار تاريخ الرياضة المغربية والعالمية، تفوح بنسائم الفرجة والمتعة.

لعل أبرز الذكريات التي يحتفظ بها المغاربة، هي وصول المنتخب المغربي لكرة القدم، إلى المباراة النهائية كأس الأمم الإفريقية سنة 2004 تونس، بعد عدد من الإخفاقات المتوالية، منذ مونديال فرنسا 98.

بقيادة المدرب الوطني بادو الزاكي، حقق “أسود الأطلس”، نتائج جيدة للغاية، بلاعبين شباب سطع نجمهم في الملاعب الإفريقية، مثل مروان الشماخ، جواد الزايري، يوسف المختاري، وتلة من أصحاب الخبرة والتجربة مثل نورالدين النيبت، طلال القرقوري، عبدالسلام وادو، يوسف السفري.

وكانت قرعة كأس أمم إفريقيا 2004، أوقعت المنتخب الوطني في مجموعة ضمت كل من نيجيريا، جنوب إفريقيا والبنين، حيث ظن الجميع أن الأسود سيعودون الى الديار في أول طائرة، لكن التشاؤم لم يعمر طويلا لدى المغاربة، بعدما حققوا المفاجأة بفوزهم في أول مباراة على نيجيريا بهدف دون رد عبر النجم يوسف حجي.

وواصل الأسود تحقيق المفاجأة في الدور الأول، بالفوز على منتخب البنين، برباعية نظيفة، من تسجيل مروان الشماخ، عبد السلام وادو، طلال القرقوري ويوسف المختاري، ثم تحقيق التعادل  أمام منتخب جنوب إفريقيا بنتيجة  هدف لمثله، بعدما سجل  يوسف السفري الأول، قبل  أن يسجل منتخب الجنوب إفريقي هدف التعادل عن طريق ضربة جزاء، وهو ما خول لهم  المرور للدور الثاني برصيد 7 نقاط.

وكانت مباراة “أسود الأطلس” و”ثعالب الصحراء” برسم دور ربع النهائي، من المواجهات الراسخة بالأذهان، حيث تمكنت النخبة الوطنية من الفوز بثلاثية، سجلها المهاجم مروان الشماخ في الدقائق الأخيرة من الوقت الأصلي، قبل أن يتم اللجوء للأشواط الإضافية التي حسمها المغاربة لصالحهم بهدفي كل من يوسف حجي وجواد الزايري، ليواجه المغاربة منتخب ماليفي مباراة نصف النهائي التي انتهت بفوز ابناء الزاكي برباعية نظيفة، سجلها يوسف المختاري منها هدفين، إضافة إلى يوسف حجي ونبيل باها.

وفي المشهد الختامي، أمام “نسور قرطاج”، على أرضية ملعب”رادس” خسر الأسود بسذاجة بعدما كانوا قريبين من كتابة التاريخ من جديد بتحقيق اللقب الإفريقي الثاني في تاريخ الكرة المغربية.

ورغم الروح القتالية العالية للأسود، والسيطرة على أطوار المباراة، الا أن المنتخب التونسي عرف من أين تؤكل الكتف،  لتنتهي المباراة بهزيمة المنتخب المغربي بهدفين لواحد “هدف يوسف المختاري” إلا أن جيل (2004) كتب اسمه من ذهب في سجل أبطال الكرة المغربية، رغم مرارة ضياع اللقب، حيث منذ ذلك الحين، لم يتمكن الأسود الوصول إلى المباراة النهائية في “الكان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *