منتدى العمق

أوروبا، ليس كل ما يلمع ذهبا .. تجربة عمل (ج1)

نحن في أواخر سنة 2003 أخر سنة جامعية لي بابن زهر أݣادر، بالضبط يوم 22 دجنبر من تلك السنة وهو أخر يوم لي بأرض الوطن بعد حصولي على تأشيرة المغادرة من القنصلية الفرنسية في مراكش.

وكباقي الشباب الذي كان حلمه الهجرة إلى الأرض الموعودة وجنة الله على أرضه كما كنا نتخيلها (رغد ونعيم وعيش كريم ولا في الأحلام) فبعد فرح شديد لا يتصور بهذه التأشيرة، حان موعد شد الرحال.

أنا الآن بميناء بني إنصار (الناظور) آخر نقطة حدودية لمغادرة البلاد، اختلطت علي الأحاسيس وبدأت في نسج أسئلة وأجوبة في حوار مع نفسي (مونولوج) عديدة هي تلك الأسئلة والمتمنيات التي تخالج خاطري.

أسئلة منها التي أجبت عنها في الحين وأخرى لم يتم الإجابة وتحقيقها إلا بعد حين، وأخرى لازلت لم أدرك ولم أفك رموز شفرتها إلى الآن لكن طور البحث عنها لازال قائما…

بعد ست ساعات من الإبحار ليلا ها أنا ذا تطأ قدماي لأول مرة أرض القارة العجوز، أرض حضارات الإغريق والرومان أرض الفلاسفة الأقحاح من أرسطو إلى نيتشه مرورا بفلاسفة عصر الأنوار.

بعد مرور 20 يوما من استكشاف العالم الجديد والوقوف على بعض الحقائق الصادمة التي لم تكن في الحسبان أو بالأحرى تلك المتخيلات التي نسجتها أغلبها كان العكس تماماً…(سوف أخصص لها مقالات أخرى لاحقاً).
الأيام تمر و الزاد قليل، لقد حان وقت البحت عن عمل، في إسبانيا كما يعلم الجميع أنه وبدون رخصة إقامة وعمل لا يمكن أن تحصل على عقد عمل قانوني، لذلك يلجئ أغلبية المهاجرين السريين إلى العمل في حقول الفلاحة بشكل غير قانوني.

وباعتبار أنني ولجت منطقة يقطنها أهل بلدتي ساعدني هذا الأمر في الحصول على أول فرصة عمل، وكانت البداية في ليلة هادئة كانت الساعة تجاوزت الثانية عشر ليلا في ملتقى طرق يسمى (كواترو كامينوس) أنتظر في جو بارد رفقة صديقي قدوم (خوصي أول لقاء لي معه) بسيارته ليأخذنا الى مكان العمل.

ترقب وارتعاش من برد ليلة من ليالي شهر يناير القاسي (السمايم) رباه ها قد وصل (خوصي ) على سيارة رونوا C1 بيضاء مهترئة، نزل من السيارة حيانا بصوته الخشن وفتح لنا المقطورة للصعود، لقد كان داخل السيارة 5 عمال آخرين كلهم أبناء تنغير الحبيبة، أول ما شد فظولي كوننا 8 أفراد في C15 .

ظننت أنني تركت (الخطافة ) في المغرب لكن وجدتهم في استقبالي هنا في اسبانيا….
يتبع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • Mezane mef
    منذ 4 سنوات

    تحية للاخ خالد حيمي. لقد جعلنا نعيش الله اللحظة و كأننا معه في أحداث التي عاشها ... وفقك الله