مجتمع

“الخبز الكارم” يتحول إلى مصدر قوت عائلات بالبيضاء خلال أزمة كورونا

في تمام الساعة العاشرة من كل صباح، يسمع سكان إقامة “النهضة” بحي أناسي بالعاصمة الاقتصادية للمغرب، يبرز صوت شاب يدعو للتبرع له ببقايا الخبز.

“خبز كارم.. خبز كارم.. عاونو طالب”، هكذا يردد عبد الله وهو يجر عربة صغيرة يجمع فيها ما يقدمه سكان الأحياء التي يتجول بها.

الطالب الجامعي يؤكد أن الخبز الكارم أضحى مصدر قوت لأسرته التي يعولها وللعشرات خلال أزمة تفشي كورونا كوفيد 19 بالبلاد.

يقول عبد الله في تصريح لجريدة “العمق”، إنه كان يعمل نادلا في أحد المطاعم قبل هذه الأزمة، وذلك بغية توفير مبلغ مالي كل شهر يستطيع عبره توفير الحاجيات الضرورية لإخوته ووالدته بعدما عجز تقاعد والده عن ذلك، “لكن أزمة كورونا قلبت كل شيء، حيث أضحى التقاعد معيلنا الوحيد ولأنه منخفض جدا، قررت البحث عن عمل آخر ونصحني أحد جيراننا بجمع الخبز الكارم”.

ويضيف عبد الله الذي يدرس علم الاجتماع بالمحمدية: “أستيقظ باكرا وأبدأ جولتي في أحياء مختلفة بالدار البيضاء، وفي تمام الساعة الثالثة أتوجه لبيع ما جمعته بمبلغ 1.20 للكيلوغرام الواحد، والحمد لله استطعت عبره توفير المنتجات الغذائية لأسرتي خلال شهر رمضان وقبله، والدواء لوالدتي المريضة”.

من جانبه، كشف لحسن البالغ من العمر أزيد من 60 سنة، أنه امتهن جمع الخبز “الكارم” منذ أزيد من 15 سنة، موضحا بالقول: “هذه المهنة استطعت عبرها تربية أولادي، وخلال أزمة كورونا مازلت أوفر من خلالها قوتي اليومي”.

ويردف المتحدث في تصريح لجريدة “العمق” قائلا: “منذ بدء الحجر الصحي بالمغرب، أصبحنا نستقبل أكياس الخبز الكارم من النوافد عوض الأبواب.. والصراحة أن الكميات تضاعفت ولا أعي بالضبط سبب ذلك”.

أما رشيد الغزواني، وهو أحد التجار الذين يشترون الخبز الكارم من المتجولين، فيؤكد أن الخبز “الكارم” تجارة قائمة الذات، وقبل الأزمة كانت توفر عملا للعديد من المغاربة ومازالت كذلك.

يقول في هذا الصدد: “نستقبل يوميا أزيد من 30 شخصا جمعوا مئات الكليوغرامات، والتي تحتاج في بداية الأمر فرزا دقيقا وبعد ذلك يتم طحنها وبيعها مرة ثانية لمن يحتاجها وخاصة الراغبين في استعمالها كعلف للمواشي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *