رمضانيات، مجتمع

“باب مدينة” .. “باب التوت” بتطوان نقطة انطلاق السكان إلى باقي المدن

لا تخلو مدينة عتيقة من مدن المغرب، من باب أثري أو أكثر يخلد تاريخها العريق، ويشهد على أصالة معمارها وهندسته، كما يروي من خلالها الأحداث التي ارتبطت بها، لتصبح في تاريخنا الحالي محط جذب للزوار من كل حذب وصوب.

ولعل من بين هذه الأبواب، “باب التوت” بمدينة تطوان، حيث سمي بذلك لأن الأراضي الواقعة خارجه، كانت بها أشجار كثيرة من التوت الذي كانت أوراقه تقدم طعاما لدود الحرير الذي كان كثيرا بتطوان، ويقع الباب غربي المدينة، بين باب الرمّوز وباب النوادر.

وهناك باب التوت القديم والباب الجديد، الأول أنشئ في القرن 16 عند بناء حومة الطرانكات ،أما الباب الجديدة فأنشئ أوائل القرن 19م، ويقع غرب المدينة العتيقة على الواجهة الجنوبية، وسنة 1913 هدمه الإسبان.

وسماها الإسبان “puerta de cid ” تيمنا بأحد الفرسان الملقب بالسيد الذي يضرب به المثل عنده خلال حربه على المرابطين بالأندلس .

يعد الباب من أكثر الأبواب استعمالا، إذ كان هو الباب الذي يخرج منه إلى طنجة وشفشاون والقصر وباقي مدن المغرب، فالمسافرون من تطوان أو الواردون عليها من طريق البر، جلهم كانوا يستعملون الباب.

منه يدخل متسوقو المداشر الواقعة في الجهة الغربية من قبيلة الحوز وأنجرة، وأهل قبائل بني يدر وباقي القبائل الكثيرة الواقعة غربي تطون.

وأصبح الباب الآن وسط العمارة، وصار واقعا بين المدينة القديمة والمدينة الجديدة، التي بها يسكن جل الأوربيين القاطنين بتطوان كما يسكن بها جميع أغنياء اليهود.

وقد هدم سور المدينة القديمة الذي كان متصلا بهذا الباب ممتدا لجهة الجنوب، فلم تبقى للباب فائدة سوى أنه مع القوس القريب منه والسقاية المتصلة به أثر من الآثار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *