اقتصاد

أقصبي: أزمة “كورونا” كشفت فشل رهان الدولة على القطاع الخاص

اعتبر الخبير الاقتصادي، نجيب أقصبي، أن أزمة “كورونا” كشفت فشل رهان الدولة على القطاع الخاص منذ أزيد من نصف قرن، مؤكدا على ضرورة إعادة الاعتبار للخدمة العمومية.

أقصبي الذي كان يتحدث، الثلاثاء، في ندوة تفاعلية حول “الاقتصاد المغربي في ظل وما بعد الجائحة”، نظمتها الجمعية المغربية للتنوير، أكد على أن أزمة “كورونا” جاءت كـ”مرآة مكبرة” عرت الواقع، وفتحت أعين من كان لا يريد فتحها.

وربط أقصبي بين أزمة “كورونا” وبين اختيارات المغرب الاقتصادية في ستينيات وسبعينات القرن الماضي، مشيرا إلى أنه “بالنسبة للاختيار الرئيسي قيل لنا نريد اقتصاد السوق، واقتصاد يرتكز على القطاع الخاص، والذي سيقوم بالاستثمارات وخلق مناصب الشغل ..”.

وأوضح المتحدث، أن ما يعانيه القطاع الصحي حاليا من هشاشة، هو نتيجة مباشرة لهذا الاختيار، مضيفا أن “هشاشة قطاع الصحة نعرفه، ولكن كان من الضروري أن تأتي هذه الأزمة حتى يظهر للمسؤولين أيضا بأن هناك فعلا خصاصا في هذا القطاع”.

وزاد قائلا: “كان يقال بأن مهمة الدولة هو دعم الاقتصاد الخاص، من خلال منحه القروض والامتيازات والإعفاءات الضريبية وفتح الأسواق له، وبالتالي خدمة نمو اقتصاد السوق وعبره طبقة برجوازية وطنية كان الهدف منها أن تقوم بدور تاريخي في نمو البلاد”.

وبحسب أقصبي، فإن الخطاب الذي كان سائدا، هو أن “القطاع الخاص هو الذي سيحل كل المشاكل بما فيها الخدمات العمومية الأساسية”، ولذلك وظفت الدولة كل إمكانياتها حتى يتمكن هذا القطاع من النمو، وبالمقابل رفعت يدها على المرافق العمومية.

المشكل مع هذا الاختيار، يضيف الخبير الاقتصادي نجيب أقصبي، “هو أن الدولة لم تربح هذا الرهان، وفشلت فشلا ذريعا”، متسائلا: “هل يمكن أن نقول بأن هذا الرهان تم ربحه، والحال أن الإحصائيات تقول بأن القطاع الخاص لم يقم بدوره المطلوب”.

وفي هذا الإطار، أوضح أقصبي، أن لجنة النموذج التنموي على عاتقها اليوم أن تساعد على بلورة اختيارات أخرى وجديدة، لأنه من غير المعقول والجميع يرى فشل هذا الاختيار، الاستمرار فيه، متسائلا: “هل من الممكن اليوم وبعد هذه الجائحة وما كشفت عنه، أن نقوم بنفس الاختيارات بنفس الأدوات ومع نفس الطبقة المعنية؟ هذا ليس ممكنا”.

وشدد على أن ما يعانيه المواطن من هشاشة سببه عدم تمكنه من الولوج إلى الخدمات الأساسية، من صحة وتعليم وبنيات تحتية والماء، لافتا إلى أنه ما دام القطاع الخاص لم يستطع بعد تجربة 50 سنة أن يقوم بدوره فيجب الرجوع إلى الصواب.

وخلص أقصبي، إلى أن الدرس الرئيسي المستخلص من أزمة “كورونا” هو ضرورة العمل على توظيف كل الإمكانيات من أجل تلبية حاجيات المواطنين، والانطلاق من هذه الأزمة للعمل باختيارات مغايرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *