رمضانيات

“صحافة الأمس”.. الكلاوي يستقبل محمد الخامس بمراكش قبل أن يصبح منبوذا

“صحافة الأمس”.. إطلالة قصيرة خلال أيام رمضان على مغرب الأمس بعيون صحافيين كانوا يرزحون تحت رقابة الاستعمار الفرنسي والإسباني أو تحت رقابة المخزن، ويشتغلون بوسائل بسيطة. ونفض للغبار في كل مرة عن خبر من مجلة أو جريدة صدرت قبل عقود من الزمن.

في عددها الخامس الصادر عام 1932، أشارت مجلة “المغرب” إلى الزيارة التي قام السلطان الراحل محمد الخامس لمدينة مراكش سنة 1932، حيث كان المغرب يرزح تحت الاحتلال الفرنسي، وكان التهامي الكلاوي حينها قد أمضى حوالي 5 سنوات بمنصب باشا المدينة.

وقالت “المغرب” إن الكلاوي كان في طليعة من استقبلوا السلطان، وأضافت أن زيارة محمد الخامس لعاصمة الجنوب أفرحت الناس فـ”أقاموا مظاهر وحفلات فخيمة أدت كل ما يوجبه عليهم الولاء نحو جنابه الكريم، وكان على رأس هؤلاء” الكلاوي، الذي وصفته بـ”بطل الجنوب”.

وأفادت المجلة أن الزيارة الملكية لمراكش كانت زاخرة بالحفلات والتنقلات ورحلات الصيد، لكنها اعتذرت لقرائها بأنها لم تتمكن من الحصول على صور توثق للزيارة.

“وقد كان بودنا أن نمتع قراء المجلة التي هي لسان المغرب ومرآته بشيء من صور وأخبار الحفلات والتنقلات ومناظر الصيد الملوكي لتشوف القراء إلى الاطلاع على مهام مثل هذه الحوادث الطريفة التي فتح بها سيدنا عهدا جديدا يذكرنا بنشاط ملوك المغرب من أسلافه الأكرمين (…) ولكن لم يتسن لنا ذلك”، تقول المجلة.

وكان الكلاوي دائم التقرب من سلطات المخزن، كما تقرب بد ذلك من سلطات الحماية الفرنسية، وكان هدف الكلاوي، الذي تولى منصب باشا مراكش عام 1927، هو الحصول على مزيد من النفوذ والقوة والجاه، وبذل في هذا المسعى جهودا حثيثة.

حرص الكلاوي على توطيد العلاقة مع محمد الخامس قبل أن يصبح ملكا، حيث إنه أهداه “باهية” عام 1927، المرأة التي أصبحت زوجة له فيما بعد وغير اسمها ليسميها “عبلة”، وهي التي قامت بربط الاتصالات السرية مع رجال الحركة الوطنية، حسب ما يحكي الصحافي الراحل مصطفى العلوي.

علاقة السلطان بباشا مراكش ستتوتر فيما بعد، حيث انطلق شرارة هذا التوتر عام 150 عندما طرد الراحل محمد الخامس الكلاوي من القصر بعد تطاول الأخير على الملك بسبب استقبال وفد لحزب الاستقلال خلال تجديد البيعة للملك، فعاد الكلاوي رفقة ما جاء معه أدراجهم، لكنه فيما بعد حشد عدد من القبائل لإعلان الحرب على السلطان عام 1951، قبل ان يتورط في مساعدة فرنسا في محاولة يائسة لتعيين محمد بن عرفة سلطانا للبلاد، بعد نفي محمد الخامس رفقة عائلته 1953.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *