خارج الحدود، مجتمع

معاناة الحيوانات بالشوارع في زمن كورونا بين نقص القوت والمبادرات الإنسانية (فيديو وصور)

في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا، وتزامنا مع تراجع حركة الناس بالشوارع بسبب حالة الطوارئ الصحية، خاصة بعد شهر رمضان، أصبح تطفو على السطح ظاهرة نفوق الحيوانات الضالة أو فقدانها الوعي كل يوم، بسبب شعورها بالجوع والعطش وتعرضها للإهمال.

حيوانات كثيرة تأثرت في زمن الحجر الصحي، من بينها الطيور والكلاب والقطط، فعانت من الحرمان ونقص القوت اليومي الذي بإمكانه أن يجعلها تصمد في وجه الحياة، منها من نفق، وأخرى تعيش في جنبات الطرق وقرب مطرح النفايات، وقلة منهم من جعلهم الحظ يتواجدون بمناطق سكانية تحت مراقبة أناس رحماء.

كوثر كابرا من مدينة الرباط، فتاة تهتم بالحيوانات الضالة منذ أزيد من ستة سنوات، وتهتم خصيصا بالقطط عبر توفير الأكل لهم بشكل مستمر، وعلاج المصابين منهم، قالت في حديثها مع جريدة “العمق”، إن “الحيوانات أمانة لنا في الدنيا ويجب الحرص على الاهتمام بها وعدم تعريضها للخطر أو الأذى”.

وطالبت كوثر بعدم تبني القطط من طرف عديمي المسؤولية بالقول: “إن قررت تبني أي حيوان فيجب أن تكون في مستوى الاعتناء به، وإلا فلا داعي لهذا التبني الأعرج من الأول.

وأوضحت أنها اختارت تبني قطة منذ سنة 2014، وقررت منذ ذلك الوقت تكريس الكثير من الوقت للاهتمام بالحيوانات الضالة في الشارع، معتبرة أن فيروس كورونا ليس مبررا في أن يسمح الناس في حيوناتهم التي اختاروا فيما سبق تبنيها.

وأضافت: “للآن لم يتم تأكيد أن القطط تستطيع نقل الفيروس للإنسان، ولكن على العكس من ذلك يمكن للإنسان أن ينقل الفيروس، وللأسف الحيوانات التي يتم التخلي عنها، من الصعب عليها التأقلم مع حياة الشارع”.

من جهتها، قالت أمل، وهي مهندسة من مدينة سلا، إنه يمكن “مساعدة الحيوانات الضالة المتواجدة في الشوارع، بنفس الطريقة التي يمكن مساعدتهم بها في الأيام العادية، أي وضع الأكل والماء في الصحون بلاستيكية، أو غيرها من حاويات الأكل التي يمكن استغلالها لهذا الغرض، في جنبات الطرق أو قرب أبواب العمارة أو قرب أبواب المنازل، أو قرب المقاهي المغلقة”.

وزادت أمل “الأمر لا يكلف منا الكثير، فقط القليل من الجهد لوضع الأكل المتبقي عنا لتستفيد منه أرواحا عاجزة عن البحث عن قوتها اليومي، وبالنسبة للطيور انثروا فتات الخبز في مكان معزول، وضعوا لهم القليل فقط من الماء في ايناء صغير كي لا تغرق”.

وأشارت في تصريحها لجريدة “العمق”، “إن قمنا بمثل هذا الأمر، سنحمي قططا وكلابا وطيورا كثر من الموت المحقق، وسنتخلص من الكثير من الصور لهم وهم أمواتا، وكثيرا من كلمات الشفقة المرافقة لها”.
لا يتوفر وصف للصورة.

وفي السياق ذاته، قالت أمل: “أريد أن أضيف بأن الأهم من كل ما قيل، هو ضرورة العمل على تقوية ثقافة الرفق بالحيوان، والحرص على تربية الأطفال خاصة على الرحمة بهم، والرفق بهم خاصة في زمن كورونا، نريد التخلص من مناظر أطفال ممسكة بالقطط بطريقة همجية من ذيلها، أو ضربها بأرجلهم، أو تعذيبها تحت مبرر اللعب معها”.

وأردفت: “يجب علينا أيضا تقوية ثقافة تبني الحيوان، وذلك عن طريق عدم التشجيع على بيعها، وخاص ماتبقاش الثقافة ديال les râces، واحد باغي قطة مثلا ولكن خصها تكون من la race الفلانية باش يبان واعر، وأخيرا خصنا مانبقاوش عنصريين مع الحيوانات ونقولو مثلا أن القط الأسود فأل شر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • قطط وكلاب وسخة
    منذ 4 سنوات

    الاهتمام بالحيوانات مطلوب ولكن اليست الاسبقية للمشردين من بني جلدتنا؟ تلك امور تخص مجتمعات تقدمت ومن زمان اما نحن نتطفل على مثل هذه الممارسات ليس الا.كفى من الفشوش والكلام الفارغ.