سياسة

بنشماش يتواصل عن بعد مع زعماء برلمانيين بأمريكا اللاتينية

أجرى عبد الحكيم بن شماش، رئيس مجلس المستشارين، رئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، الاثنين، لقاء عبر تقنية التواصل عن بعد مع رئيسات ورؤساء الاتحادات البرلمانية الجهوية والقارية بأمريكا اللاتينية والكاراييب، تمحور حول سبل تعزيز التعاون البرلماني في ظل جائحة كورونا.

في مستهل هذا اللقاء، عبر رئيس المجلس عن اعتزازه بالنجاح في عقد هذا اللقاء الهام، معتبرا إياه بغير المسبوق والاستثنائي نظرا لانعقاده في ظروف عصيبة لم يسبق للبشرية في العقود الأخيرة أن عاشت مثيلة لها، مع ما حمله وباء كورونا المستجد، من مآسي إنسانية وما فرضه على دول وشعوب الجنوب خاصة وعلى المنتظم الدولي ككل من رهانات وتحديات اقتصادية واجتماعية متعاظمة وجديدة، مؤكدا أن البرلمانيين والمؤسسات التشريعية مطوقة بضرورة ابداع طرق جديدة وتعبئة موارد ووسائل عمل استثنائية، سواء على المستوى الوطني أو في علاقاتها الثنائية ومتعددة الأطراف، من أجل التصدي للتداعيات الصحية والاجتماعية والاقتصادية لهذه الجائحة.

وفي هذا الصدد أبرز بن شماش المبادرة المولوية السامية التي قدمها الملك محمد السادس، والرامية إلى إنشاء إطار عملي يهدف إلى مواكبة البلدان الإفريقية في المراحل المختلفة لمواجهة وباء كورونا، من خلال السماح بتبادل الخبرات والممارسات الفضلى لمعالجة الآثار الصحية والاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن الوباء، حيث أكد رئيس المجلس في هذا الاطارعلى أهمية تنسيق الجهود وتبادل التجارب والخبرات بين بلدان المنطقتين الافريقية والأمريكو لاتينية ودول الجنوب عموما، في التعاطي مع مختلف التحديات المرتبطة بجائحة كورونا، مؤكدا على ضرورة طرح مبادرات وبرامج نوعية تعيد تعريف الدولة الوطنية وتعزيز دورها في دعم الصحة والتعليم ومختلف القطاعات الاجتماعية وجهود الاستفادة من الثورة الصناعية الرابعة وتصحيح الاختلالات المتصلة بمنظومة العدالة الاجتماعية والمجالية.

كما قدم بن شماش المؤشرات والمستجدات الأخيرة لتطور انتشار فيروس كورونا بالمملكة المغربية، مستعرضا الاستراتيجية المتكاملة والاستباقية التي اعتمدها المغرب بتعليمات وإشراف مباشر ومتواصل من الملك محمد السادس، في مواجهة تفشي وباء كورونا وتداعياته، والتي أكدت فعاليتها من حيث الحد من التبعات الصحية والاجتماعية والاقتصادية للوباء، مبرزا أن المغرب كانت له استجابة جد سريعة وحاسمة منذ اللحظة الأولى التي تم فيها تسجيل أول حالة إصابة وافدة بفيروس كورونا المستجد على أراضيه بداية شهر مارس الماضي، حيث بادر إلى إغلاق حدوده البرية والجوية والبحرية، كما اعتمد إجراءات وتدابير استثنائية وجد صارمة أثبتت نجاعتها ومردوديتها وكانت محط اشادة العديد من الدول والمنظمات والهيئات الدولية وضمنها جل الاتحادات البرلمانية الجهوية والقارية بأمريكا اللاتينية.

وفي هذا الإطار، استحضر بن شماش، الأهمية الاساسية لقرار إحداث “الصندوق الخاص لتدبير ومواجهة وباء فيروس كورونا”، تنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس الداعية إلى توفير شروط تمويل الإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا والحد من آثاره الى جانب إحداث وحدات للطب العسكري رديفا للطب المدني.

ولم يفت رئيس مجلس المستشارين تجديد التعبير عن اعتزاز المجلس بقيم التضحية والتضامن الوطني والتعبئة الجماعية التي أبانت عنها مختلف أطياف المجتمع المغربي، والاعتزاز بروح التكافل والتضامن التلقائي واللامشروط التي عبرت عنها كافة مكونات البرلمان المغربي، من خلال الانخراط الواسع في حملة المساهمة في تمويل “الصندوق الخاص بتدبير جائحة كورونا”، الى جانب الانخراط في التعبئة الوطنية لمكافحة هذا الوباء، من خلال مواصلة أداء وظائفه الرقابية والتشريعية ، لا سيما على مستوى تقديم الأسئلة الشفوية والكتابية بغرض إيصال قضايا المواطنات والمواطنين إلى الجهات المختصة والسعي إلى إيجاد الحلول المناسبة لها، مشيرا الى مختلف التدابير الاستثنائية والجديدة التي اتخذها المجلس لضمان استمرارية أداء وظائف المجلس وخصوصا التجربة الرائدة التي دشنها مجلس المستشارين في المجال التشريعي من خلال اعتماده آلية التصويت الإلكتروني عن بعد.

من جانبهم، نوه رؤساء ورئيسات الاتحادات البرلمانية الجهوية والقارية بأمريكا اللاتينية والكاراييب، بمبادرة عقد هذا اللقاء الهام معتبرين انه الحدث البرلماني الأهم في مسار العلاقات المتعددة الأطراف بين اتحادات المنطقة مع نظيراتها بالمنطقة الافريقية، بعد الإعلان التأسيسي عن المنتدى البرلماني الافريقي الامريكو لاتيني الموقع من طرفهم الى جانب البرلمان المغربي ورؤساء الاتحادات الجهوية والإقليمية بالقارة الافريقية بتاريخ فاتح نونبر 2019 بمقر مجلس المستشارين.

كما أشاد المتدخلون بالإجراءات والتدابير الاستباقية التي باشرتها المملكة المغربية منذ بداية تفشي وباء كورونا، كما عبروا عن أهمية هذا اللقاء في تجسيد ضرورة تمتين التعاون البرلماني الثنائي والمتعدد الأطراف بشأن القضايا المشتركة والتحديات الجديدة التي فرضتها الأزمة على المستويات الصحية والاجتماعية والاقتصادية، والترافع المشترك من أجل إرساء منظومات اقتصادية إقليمية ودولية تروم تحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية ومحاربة الهشاشة والحد من عبء المديونية خاصة لدى الدول الأكثر هشاشة.

وتوج هذا اللقاء التواصلي الهام بالمصادقة على الإعلان المشترك، الذي نوه بمبادرة الملك محمد السادس الرامية الى إرساء إطار عملي لمواجهة تداعيات هذا الوباء على المستوى الافريقي، حيث اعتبر رؤساء ورئيسات الاتحادات البرلمانية الجهوية والقارية الحاضرة أن الركائز والمبادئ والقيم المثلى لمبادرة الملك تشكل أرضية صلبة لصياغة خطة عمل مشتركة بين كافة دول الجنوب من أجل مواجهة هذا الوباء وتداعياته على جميع المستويات.

ودعا المشاركون إلى وضع “خطة انقاذ عالمية عادلة ومنصفة” لمساعدة الدول الاكثر تضررا من تبعات جائحة كورونا، بإسهام من الدول الكبرى والمقاولات المتعددة الجنسيات والصناديق السيادية الكبرى، تمكن من توفير التمويلات والمواكبة والمصاحبة المناسبة من أجل ضمان تعافي اقتصادي واجتماعي سريع لكل دول العالم.

كما وجه الإعلان نداء الى كافة المنظمات والاتحادات البرلمانية الجهوية والإقليمية والدولية من اجل الترافع المشترك والمطالبة بضمان مجانية اللقاح المرتقب لفيروس كوفيد 19 لفائدة الإنسانية جمعاء، مطالبين منظمة الصحة العالمية بالتفكير في إطلاق “اتفاقية متعددة الأطراف لمواجهة الجوائح والأوبئة”، تشكل إطارا أخلاقيا دوليا للتعاون والتنسيق وتقاسم المعطيات والمعلومات والممارسات الفضلى من أجل مواجهة الكوارث الصحية المرتبطة بالفايروسات السريعة الانتشار عالميا.

وتعهد المشاركون بتطوير خطة وبرنامج عمل مشترك للعمل البرلماني في مواجهة هذا الوباء وتداعياته على جميع المستويات، من خلال المرافعات البرلمانية وسن التشريعات التي من شأنها إعداد وتنفيذ سياسات عمومية من شأنها إعادة تنشيط الاقتصادات الوطنية، وتعميم التمدرس والتعليم الجيد، ودعم الشركات الصغرى والصغيرة جدا والمتوسطة، ومعالجة القضايا المرتبطة بالقطاع غير المهيكل والإدماج الاجتماعي، وتقوية تكافؤ الفرص في الولوج الى التكنولوجيات الحديثة من خلال توفيرها بأسعار مناسبة وتوسيع الحق في تعلمها لكل المواطنات والمواطنين، بجانب دمقرطة آليات التعلم عن بعد وجعلها في متناول كافة الطبقات الاجتماعية.

حضر هذا اللقاء إلى جانب رئيس مجلس المستشارين، رئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، عبد الحكيم بن شماش، الذي كان مرفوقا بالخليفة الرابع للمجلس عبد القادر سلامة، كل من خورخي بيزارو سوطو، رئيس برلمان أمريكا اللاتينية والكاراييب، ونادية دي ليون، رئيسة برلمان أمريكا الوسطى، مونيكا بالبوا فيرناندز ، رئيسة منتدى رئيسات ورؤساء المجالس التشريعية بأمريكا الوسطى والكاراييب، أوسكار لابوردي، رئيس برلمان الميركوسور، وفيكتور رولاندو سوسا، رئيس البرلمان الانديني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *