حوارات، سياسة

عيروض: إعفاء أبودرار فاجأني.. وحكومة العثماني فشلت في تدبير الجائحة

علق المهندس وأحد القيادات الشابة بحزب الأصالة والمعاصرة، وأبرز وجوه تيار “المستقبل” الذي دعم عبد اللطيف وهبي قبل مؤتمر الجرار، هشام عيروض، على قرار وهبي القاضي بإعفاء محمد أبو درار من رئاسة الفريق النيابي، بالقول إن القرار “فاجأني”.

عيروض في هذا الحوار مع “العمق” انتقد تدبير حكومة سعد الدين العثماني لزمن الجائحة، لكنه في نفس الوقت رفض تبخيس العمل السياسي ، كما أبدى وجهة نظره في الدعوات إلى “حكومة تكنقراط”، وعلق على السجال الذي رافق وفاة الزعيم الاتحادي والوزير الأول الأسبق عبد الرحمان اليوسفي ومقارنته برئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران.

1. كيف تقيم جهود حكومة العثماني في مكافحة جائحة كورونا ؟

أولًا مبادرات جلالة الملك جنّبت البلاد الأسوء و هذا بشهادة الجميع من الداخل و الخارج، كما أنه مرة أخرى أبان الشعب المغربي عن يقظته و التحامه بالعرش إذ ساهم بشكل فعال إلى جانب أطر وزارة الداخلية والسلطات الصحية والأمنية في التصدي للجائحة والحد من خطورتها، والمؤشرات الحالية تبعث الأمل. لكن مع غياب رئاسة الحكومة وجمود بعض القطاعات تتجه حكومة العثماني نحو الفشل في طرح تصور واضح و شمولي لما بعد الجائحة لا سيما أن معدلات البطالة في ارتفاع مخيف و العديد من القطاعات الحيوية ولجت غرف الإنعاش. كما أن وضعية المغاربة العالقين بالخارج عنوان عريض لفشل حكومة العثماني في تدبير الأزمة.

أمام ضعف رئاسة الحكومة و تنازلها عن أدوارها الدستورية في الإشراف على تدبير الأزمة و أيضا عجزها عن تقديم تصور استشرافي لما بعد الجائحة يمكن أن نجزم أن حكومة العثماني فشلت في تدبير الجائحة.

2. هل بالفعل تم استغلال الجائحة للتضييق على حقوق الإنسان وأن قانون تكميم الأفواه جاء في هذا السياق، كما يرى البعض؟

للاسف هذه الحكومة عوض أن تقدر التضحيات الجسيمة للشعب المغربي كافة، وتشجعه على الاستمرار في هذه الروح التضامنية العالية التي قللت بشكل كبير من آثار الجائحة على الكثير من الطبقات الهشة، حاولت استغلال الوضع الحالي بتمرير قانون رجعي يستهدف حجر الحريات و تكميم الأفواه ضاربة عرض الحائط كل المكتسبات الحقوقية والتوافقات التاريخة التي أسست لهذا العهد الجديد.

3. ما رأيك في الدعوات لحكومة تكنوقراط بدعوى مكافحة الجائحة؟

في وجهة نظري الخاصة، دستور 2011 حسم في معالم و مساطر تشكيل الحكومة مما يجعل الخوض في هذا الطرح لا جدوى منه و الأصوات المنادية بهذا تساهم ربما عن دون قصد في تبخيس العمل السياسي و تعمّق أزمة الثقة في المؤسسات وتطعن في المنهجية الديمقراطية.

4. وفاة عبد الرحمان اليوسفي رحمه الله فتحت باب للسجال بين عدد من الفاعيلن، خصوصا بعدما قارن البعض تجربة اليوسفي بتجربة بنكيران، ألستم معنيين بهذا النقاش؟

جميع رؤساء الحكومة السابقين سواء المنتمين لأحزاب الحركة الوطنية أو غيرها أو المستقلين، يجب أن يظلوا محترمين لأنهم ببساطة كلهم ساهموا في بناء هذا المغرب، ودائما الاختيار الملكي لهؤلاء كان يتميز ببعد النظر وبالحكمة والبصيرة ولهذا وجب عدم الدخول في مقارنات و حسابات ضيقة في زمن التلاحم الشعبي مع الملكية وفي زمن الإجماع الوطني.

5. بعد تولي وهبي للأمانة العام للبام أعلن عن مرحلة جديدة قوامها الانفتاح على جميع الأحزاب، أنتم كقيادات شابة كيف انخرطتم في هذه المرحلة؟

من الطبيعي أن ينخرط كل قيادات الحزب في هذا التوجه لأن انفتاح السيد الأمين العام على جميع التوجهات السياسية هو تنزيل صريح لمخرجات المؤتمر الوطني الرابع و تمرين جديد للحزب يبني فيه علاقات متجددة مع المحيط السياسي أساسها الاحترام و التقدير المتبادلين.

6. دعمتم في تيار المستقبل عبد اللطيف وهبي قبل المؤتمر، كيف تقيّمون أداءه خلال هذه المدة من توليه قيادة الحزب؟

من جهة الخوض في أي تقييم أو إصدار احكام سريعة سابق لأوانه في ظل الجو العام تحت وطاة الأزمة الصحية، ومن جهة أخرى حجم انتظارات قواعد الحزب و المهتمين بالشأن البامي يحث القيادة الجديدة على الكثير من العمل و كذا الإلتزام التام واللامشروط بتعاقداتها مع المؤتمر الوطني الرابع و تكريس القطيعة مع الممارسات الهدامة للمرحلة السابقة.

7. سرعان ما ظهرت خلافات بين وهبي وبين عدد من القيادات، حيث وجهت له اتهامات بخرق قوانين الحزب، هل تتفق مع هذه الاتهامات؟

للحزب مؤسساته الداخلية التي تبث في التدافعات التنظيمية و كذا المنازعات القانونية أما ما راج من اتهامات صادرة عن بعض المناضلين أمر عادي و القيادة الحالية لا تدَّعي الإجماع المطلق، بالعكس وجود معارضة متينة داخل أجهزة الحزب مطلوب لمراقبة عمل مؤسسات الحزب، الجميع معني بتدبير الحزب كل من موقعه في إطار القوانين المنظمة للحياة الحزبية.

8. في فترة وجيزة اتخذ الأمين العام عدد من القرارات، أبرزها إعفاء رئيس فريق الحزب بمجلس النواب، أليس مثل هذه القرارات هي التي كانت تثير غضبكم في مرحلة بنشماس؟

سأكون صريحا معك، قرار إعفاء الأمين العام لرئيس الفريق النيابي فاجئني شخصيا في أول وهلة لكن نحن أمام قيادة جديدة وفق عقليات جديدة و منهجية جديدة مما دفعها إلى الضخ بدماء جديدة في عمل الفريق و هي تتحمل مسؤوليتها في هذا الشان و القادم من الأيام كفيل بتأكيد صواب هذا القرار كما يجب الإشارة إلى أن هذا القرار لقي إجماعا قويا داخل الفريق النيابي.

9. منذ شهور والبام غارق في مشاكل تنظيمية هل ترى بأن باستطاعة الحزب تجاوز هذه الوضعية قبل موعد الانتخابات؟

قدر البام هو أن يبني نفسه تحت القصف الخارجي و في أجواء مشحونة داخليا، ربما التركيبة الفريدة لمكونات الحزب ساهمت في تأجيج الأوضاع فيما سبق، المؤتمر الأخير أشر على مرحلة جديدة تتخذ من الديمقراطية الداخلية منهجية وحيدة لتصريف الطموحات و تجعل من التدبير الجهوي للحزب أهم مدخلات التأسيس لحكامة جيدة ترتقي بعمل الحزب وتحصنه مستقبلا من المطبات التنظيمية التي أثرت سلبًا على عمل مؤسسات الحزب. البام خلق ليعيش كبيرا أو يموت والإنتخابات القادمة كفيلة بتأكيد مكانة الحزب في المشهد السياسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *