مجتمع

برنامج “نتحداو كورونا”.. “إقصاء” لأطفال العالم القروي ودعوات لوزارة الثقافة بتدارك الوضع

أطلقت وزارة الثقافة والشباب والرياضة، مؤخرا، برنامجا وطنيا في العالم الافتراضي بعنوان “نتحداو كورونا جميع”، يتضمن مسابقات التحدي في مجال الإبداعات الثقافية والفنية والرقمية، وذلك عبر مسابقات يومية بمواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار “ابدع واستفد من دارك”.

غير أن مهتمين بميدان الشباب والطفولة، سجلوا ما سموه “إقصاء” أطفال وشباب العالم القروي، خاصة بالمداشر، من هذه المسابقة بسبب عدم توفر أغلبهم على شبكة الأنترنت أو ضعفها بالمناطق التي يقطنون بها من جهة، وعدم توفر شريحة واسعة منهم على الهواتف والأجهزة الذكية من جهة أخرى.

مدير دار الشباب “امتيوة” بمركز الجبهة التابع لإقليم شفشاون، لقمان النجاري، اعتبر أن المشاركة عن بُعد عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الظفر بجوائز تخصص للفائزين المشاركين، يتطلب ارتباط جميع الأطفال والشباب بشبكة الأنترنت وتوفرهم على هواتف ذكية في المنازل، خصوصا الأطفال المداومين والمنخرطين بدور الشباب.

وأوضح النجاري في تصريح لجريدة “العمق”، أن عدم توفر جميع الأطفال والشباب على شبكة الأنترنت أو الهواتف الذكية بالعالم القروي، يعتبر “إقصاءً للطفولة والشباب خصوصا في المداشر، مما قد يُكرِّس الإحساس بالطبقية وتفضيل فئة عن أخرى، وهذا حيف وضرب سافر لحقوق الطفل والإنسان”، وفق تعبيره.

وأضاف المتحدث: “كوني موظف تابع لقطاع الشباب والرياضة، أرحب وأنوِّه لهذه الإلتفاتة رغم تأخرها اللامفهوم من طرف المتتبع والغيور على وطنه، خصوصا خلال الأزمات التي تستوجب التضامن والتكافل ونكران ذات والابتعاد عن “التطاحنات” النقابية والسياسية لأجل المواطن والوطن، غير أن البرنامج مسَّ طبقة وأقصى أخرى”.

وشدد على أن الإعلان عن برنامج عن بعد من طرف قطاع حكومي يمس الطفولة والشباب، “يقتضي الإلتفات إلى العالم القروي (المداشر) الذي من حقه كذلك الإستفادة من طاقاته ومواهبه الخلاقة والأحاسيس الإبداعية الفياضة، وذلك بالبحث عن حلول لتحقيق تكافؤ الفرص بين جميع الأطفال والشباب المغربي ضمانا لحقهم في المشاركة إسوة بنظرائهم بالمدن”.

ودعا النجاري الساهرين على برنامج المسابقات إلى اتخاذ تدابير من شأنها تحقيق مبدأ المساواة بين جميع الطبقات الاجتماعية، مردفا بالقول: “كي لا نقع في إقصاء طبقة لاذنب لها، ولكي لايؤخذ عليكم خصوصا، وعلى القطاع عموما، أن إعلانه يبقى وسيلة ترقيع لأجل شُهرة زائفة”.

وختم تصريحه قائلا: “كنت أتمنى كموظف تابع لقطاع الشباب والرياضة أن يتم اقتراح البرنامج، من طرف اللجنة المشرفة عليه، على الموظفين الراغبين والمهتمين بإدلاء بالتصورات وتقاسم المعلومات التي لربما ستكون فعالة مساهمة في تكافؤ الفرص بين القاطن في القرى والمدن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *