وجهة نظر

هل ما تعيشه أمريكا من القدر أم من سوء الاختيار؟

إن عناد الرئيس ترامب يجعله دائما لايستسلم لأي ضغط كيف ما كان نوعه، فهو لا يكتفي بالوعيد فقط بل يهتم بالتنفيذ أيضا، فبعد ما قيل بأنه اختبئ بالقبو المحصن لم يتحمل هذا الافتراء على حد تعبيره، فأخبر مساعديه لكي يظهر بشكل مباشر أمام الناس، وفق ما أفادت به شبكة CNN (الثلاثاء 02 يونيو 2020) عن مصدر أمريكي مطلع لم تكشف عن اسمه. فالقول إن رغبة ترامب في الظهور في مكان الاحتجاجات كانت من أسباب خروجه لالتقاط صورة بالقرب من كنيسة أمام البيت الأبيض، وأخذ يلوح بالإنجيل يمينا وشمالا، وكان معه في خرجته هذه ابنته إيفانكا، ووزير العدل وليام بار، وأدت زيارته القصيرة هذه إلى موجة من الانتقادات الإضافية خاصة من قبل رجال الدين، ومن بينهم مايكل كاري كبير أساقفة الكنيسة التي توجه إليها ترامب، إذ عبّر الأخير عن غضبه من استخدام الرئيس الكنيسة التاريخية لالتقاط الصور، وكتب الأسقف على موقع تويتر “لقد استخدم مبنى كنسيا والإنجيل المقدس لأغراض سياسية حزبية”.

وهنا يحق لنا أن نستنتج أن ترامب يستخدم كل ما من شأنه أن يكون داعما له في حكمه، وكلنا نتذكر استمالته للإنجليين عند انتخابه رئيسا للبلاد، فقد عين السيدة (وايت)مستشارته الروحية وكانت أول امرأة في تاريخ العم سام تتلو الصلاة خلال تنصيب الرئيس لأداء اليمين سنة 2017.

ومن جرّاء الاحتجاج تعرضت الكنيسة لحريق صغير مساء الاثنين، كما سجلت بعض أعمال العنف والشغب في موطن وقوع حادثة قتل المواطن الأمريكي من طرف الشرطي، لينتشر الاحتجاج في العديد من الولايات الأمريكية كنيويورك.

وفي خطابه مساء الاثنين، أعلن الرئيس ترامب بأنه أمر بنشر “آلاف الجنود المدجّجين بالأسلحة” في واشنطن لفرض الأمن والنظام فيها واصفاً أعمال الشغب التي تشهدها منذ أيام عشرات المدن بالعم سام بأنّها “إرهاب داخلي”، كما أعلن أنه دعا حكام الولايات لأخذ الإجراءات اللازمة “للسيطرة على الشوارع”، مهدداً بنشر الجيش لوقف كل أعمال النهب والتخريب الذي يقوم به المتظاهرون. وبالموازاة مع ذالك استخدمت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين المحتشدين أمام البيت الأبيض حين كان ترامب يتلو خطابه تحسبا لوقوع أي شكل من أشكال العنف.

ومن جهة أخرى اتهم المرشح الديموقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن الرئيس ترامب بأنه “يستخدم الجيش الأميركي ضد المواطنين حيث قال في تدوينة له على تويتر: ” ويستخدم الغاز المسيل للدموع ضد “متظاهرين سلميين” وكل هذا قصد الترويج لنفسه بأنه السلطة القوية بالبلاد.

خير الكلام :

كانت بلام العام سام هادئة تنعم بالاستقرار، لكن بمجرد وصول ترامب إلى سدة الحكم تغير كل شيء، فهو لا يجيد سوى كتابة تغريدة في تويتر وبعد ذالك تتبعها عاصفة من الانتقادات، كما أنه متسلط لا يحب التنازل عن رأيه ولو كان خطأ، فبهذه العقلية فإنه سيجر البلاد إلى الهاوية كما قال الصحفي الأمريكي بول كروغمان في صحيفة نيويورك تايمز، فقد أشار في مقاله إلى أن سياسة ترامب ستؤدي إلى حرب أهلية، وأضاف الكاتب بأن ترامب يعمل على إشعال لهيب النار بالبلاد بدل من تهدئة الأوضاع، فكل خرجاته عبارة عن ردود أفعال.

فهل ما يعيشه العم سام من سوء الأوضاع هو القدر أم مسألة خطأ في اختيار من يتولى شؤن البلاد؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *