مجتمع

التعليم الخصوصي .. أولياء تلاميذ بجهة بني ملال: بلاغات الأكاديمية لا تعنينا

لم تفلح اجتماعات أكاديمية بني ملال خنيفرة في إيجاد حل للخلاف القائم بين الأسَر التي يتمدرس أبناؤها في بعض المدارس الخصوصية من جهة، وأرباب هذه المدارس من جهة ثانية، في تقريب وجهات النظر بين الطرفين، إذ أعلن العديد من هذه الأسر رفضها لما جاء في بلاغات أصدرتها الأكاديمية بهذا الشأن.

وفي هذا السياق قال نورالدين السبع رئيس المكتب الإقليمي لفيدرالية جمعيات أمهات وآباء واولياء تلاميذ بإقليم أزيلال، إن بلاغات الأكاديمية لا تعنينا كآباء لتلاميذ التعليم الخصوصي في شيء، مستنكرا استدعاء جمعيات للتعليم العمومي للحديث عن التعليم الخصوصي بالجهة.

وبشأن غياب جمعيات الآباء بمؤسسات التعليم الخصوصي، أوضح المتحدث في تصريح لجريدة “العمق” أن مشكل جمعيات الآباء بالمؤسسات الخصوصية قديم بسبب سوء فهم لأدوار هذه الجمعيات في النهوض بالمنظومة ككل، مؤكدا أن بعض المؤسسات الخصوصية “تكن عداء” لهذه الجمعيات وتحاول قدر الإمكان وضع عراقيل حتى لا يتم تأسيسها، وفق تعبيره.

خليل رباني، ولي أمر تلميذ بإحدى المؤسسات الخصوصية ببني ملال، عبر عن تحفظه لما جاء في بلاغات الأكاديمية خصوصا أنهم غير ممثلين في لجنة الحوار، مشددا على أن الخلاف بين الآباء ومدارس التعليم الخصوصي لا يتعلق بجائحة كورونا الذي يحاول البعض تسويقه، بل هو مرتبط باختلال العقد الذي يربط الآباء بهذه المؤسسات والذي كان مبنيا على الحضور والتفاعل والحجرات والقيام بمناولات وتجارب.

وأوضح المتحدث أن الطرح الذي يتم التسويق له هو طرح مغلوط، مشيرا إلى أن مطلب الآباء والامهات مطلب واضح يتجلي في ضرورة إعادة النظر في المقابل المادي بسبب الوضع الجديد واعتماد التعليم عن بعد الذي تم دون استشارة الآباء فيه.

تصريحات متطابقة خص بها العديد من أولياء أمور المتعلمين جريدة العمق ذكرت أن الخلاف بين المؤسسات والآباء محصور في عدم تنفيذ المؤسسات لالتزامها التعاقدي مع الآباء والأمهات في شقه الرئيسي المتمثل في استقبال التلاميذ بالمؤسسة وما يقتضيه ذلك من مراقبة وتوجيه وتلقين مختلف العلوم وما تستلزمه من دروس تطبيقية وتوجيهية حضورية، مع مطالبتها الآباء بالآداء الكامل.

التصريحات ذاتها اوردت أن نقل التعليم الحضوري إلى تعليم عن بعد في غياب أية عقدة خاصة او تعديلية لبنود التعاقد الاولي يجعل المطالبة بالواجب كاملا غير ذي أساس منطقي أو مسوغ تعاقدي مقبول، وطالب أصحاب هذه التصريحات الجهات المعنية بالتدخل لإقرار عدالة اقتصادية بين الالتزامات المتقابلة للعقد الرابط بين الطرفين، وفق تعابيرهم.

وشدد المتحدثون على أن التركيز على الأسر المتضررة من جائحة كورونا هو محاولة لتحوير الموضوع، موضحين أن مطالبهم هي التخفيف من مبلغ الآداء بنسبة 50 %، “وللمؤسسات الخصوصية آنذاك أن تتحدث عن موضوع المتضررين من جائحة كورونا وأن تعفيهم من الآداء بشكل كامل إن هي رغبت في ذلك”.

وكان مقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال خنيفرة قد احتضن أمس الجمعة، اجتماعا خصص لتقريب وجهات النظر، وتجاوز المشاكل المطروحة، في ظل الظروف الاستثنائية المرتبطة بإعلان حالة الطوارئ الصحية للحد من انتشار وباء كورونا المستجد (كوفيد-19).

الاجتماع خلص إلى ضرورة مراعاة ظروف الأسر المتضررة من توقف أنشطتها الاقتصادية على إثر إعلان حالة الطوارئ الصحية، والتعامل بالمرونة اللازمة، حسب إمكانيات كل مؤسسة تعليمية خصوصية على حدة، فضلا عن ضرورة الارتقاء بجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بمؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي، وتفعيل أدوارها.

يذكر أن أكاديمية بني ملال قد دعت في بلاغ أصدرته، الاثنين الماضي، عقب اجتماعها مع ممثلي التعليم المدرسي الخصوصي بالمجلس الإداري للأكاديمية، وممثلي جمعيات التعليم المدرسي الخصوصي بالجهة، المؤسسات التعليمية الخصوصية إلى تسريع وتيرة تأسيس أو تجديد جمعيات الآباء والأمهات والأولياء بمؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي بداية الموسم الدراسي المقبل.

وتساءل متتبعون في تصريحات لجريدة “العمق” عن الجهة التي تتحمل مسؤولية ما وصفوها بالفوضى التي تعرفها هذه المؤسسات المعنية ببلاغ الأكاديمية منذ سنوات، والتستر على هذه المؤسسات التي لم تؤسس ولم تجدد جمعياتها، “أم أن الأمر يتطلب جائحة كـ”كورونا” لفضح ما يقع بالمؤسسات التعليمية الخصوصية وممارسات المسؤولين تجاهها، وفق تعابيرهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *