أدب وفنون

معرض الكتاب بالبيضاء يمنع عضوا بالجماعة من توقيع روايته

قال الروائي المغربي، عبد القادر الدحمني، إن تعليمات “مخزنية فوقية”، صدرت بمنع حفل توقيع روايته “معزوفة لرقصة حمراء”، يوم الأحد الماضي، بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، بالدار البيضاء، مشيرا أن المنع بلّغته “جهات معيّنة” إلى موظفي الاستقبال برواق وزارة الثقافة، فتم تشطيب اسمه من لائحة التوقيعات المبرمجة.

وأوضح الدحمني، في بلاغ حصلت جريدة “العمق” على نسخة منه، أنه استفسر عن أسباب المنع والجهة التي أصدرته، قائلا: “أتاني شخصان رفضا التعريف بنفسيهما رغم إلحاحي الشديد على معرفة الجهات المتخفية التي تريد أن تنفذ المنع، وإثر ذلك وضّحتُ لهم أنهم ملزمون بتقديم منع كتابي وتحديد الجهة المانعة إذا كنا فعلا في دولة لها مؤسسات مسؤولة”.

وتابع في البلاغ ذاته، أنه عند امتناعهم، تبين له “بأن الأمر يتعلق بتعليمات غاشمة غير حضارية، ولا تمت بصلة لمفهوم الثقافة أو حرمة الكتاب”، مؤكدا على تشبثه بحقه في التوقيع باعتباره مواطنا مغربيا يدفع ضرائبه ويقوم بواجبات وليس مجرّدا من حقوقه بقرار قضائي.

وأردف بلاغ الروائي المغربي،”أن رواية المعزوفة طبعت بدعم من طرف وزارة الثقافة، وأن هذه السلوكات تضرب في العمق مجمل الشعارات التي يتم ترويجها عن “مغرب الثقافات”، وعن فكرة المعرض نفسها، وأن الجهات “الغامضة” التي أصدرت قرار المنع وحاولت تنفيذه بطريقة مهينة لكرامة الكاتب والقراء، ولم تراع رمزية المكان، إنما تضرب في الصميم سمعة المغرب وتنسف شعارات “دولة الحقوق والحريات” التي يتم تسويقها”.

وأشار الدحمني المنتمي لجماعة العدل والإحسان إلى أنه “بعد احتجاج دام لما يقارب الساعة، وتهديدي بتصعيد احتجاجي، حضر مدير المعرض الدولي للكتاب، وأمنيون آخرون، وتحركت الهواتف، فتم التراجع عن قرار المنع، وطُلب مني أن أشرع في حفلي فيما تبقى من وقت”.

وندد عبد القادر الدحمني، في البلاغ ذاته “بقرار المنع الغاشم، وبطريقة تصريفه التي تحيل على العهود المخابراتية الشنيعة الخانقة للأنفاس”، معبرا عن شجبه لما وصفه بـ”الرقابة الاستخباراتية التي تستهدف كل حامل فكر أو مبدع أو فنّان حر يغرّد خارج جوقة “قولوا العام زين”.

وثمن الكاتب الروائي “كل النيات الحسنة والأيادي البيضاء التي أزعجها المنع أو سعت إلى تصحيحه”، معبرا على أن “هذه اللحظة مناسبة لرفع الصوت عاليا ضد ثقافة الإقصاء والمنع وتكريس الأحادية الثقافية، وضد مصادرة حرية التعبير والإبداع والاختلاف”، داعيا “الكتاب والمبدعين وأهل الفن والحقوقيين هيئات وأفرادا للتعبير عن إدانتهم لهذا المنع الذي يسير في الاتجاه المعاكس للحضارة”.