وجهة نظر

ليبيا .. أو من أجل رؤية النور في نهاية النفق

الأزمة الليبية

1 – ما من شك في أن ليبيا الشقيقة أضحت “وليمة” تسيل لعاب عدد كبير من الدول “الشقيقة و الصديقة” ، لما تتوفر عليه من موارد طبيعية ضخمة ، ممثلة في النفط و الغاز ، و من موقع جيو ستراتيجي استثنائي ، و لما تعانيه من ضعف و تفرقة جراء الحروب المفتعلة ، التي أوقدها أعداء الشعب الليبي البطل بعد أن أطاح “بالثائر المستبد” معمر القذافي . معلوم أن مسعى الشعب الليبي بعد الثورة ( 2011 ) كان و مازال يروم بلورة كيان سياسي ديمقراطي ، و بناء دولة مدنية متقدمة ، توفر العدل و الحرية و الكرامة للجميع ، لكن أعداء الشعوب العربية و مخططي الثورات المضادة للأحلام العربية بالنهضة و التنمية ، أبوا إلا يمارسوا هوايتهم في العبث بمقدرات الأمة العربية ، كما فعلوا في مصر و اليمن و سوريا و العراق ..

2 – و هكذا نزلت روسيا بكل ثقلها العسكري و اللوجستيكي في أرض (عمر المختار) للسيطرة على الحصة الكبرى من “الكعكة” ، بمساعدة شنيعة من قبل مصر السيسي و السعودية و الإمارات و فرنسا “الأنوار” ! و بعد أن هاجم “قائدهم” العسكري خليفة حفتر المدن و القرى ، و عاث في الأرض فسادا ، و حاصر البلاد و العباد ، و تفنن في إقامة قبور جماعية مرعبة ، “أتى من أقصى المدينة رجل” اسمه رجب طيب أردوغان ، بعد أن أبرم اتفاقا رسميا قانونيا مع المجلس الرئاسي المعترف به أمميا ، و الذي كان حصيلة مؤتمر دولي رفيع بالمدينة المغربية “الصخيرات” ، من أجل حماية الشعب الليبي و الوقوف إلى جانب الشرعية و القانون الدولي ، و في فترة زمنية قصيرة تم التمكن من إلحاق الهزيمة النكراء “بالحفتريين” ، مما جعل أعداء الاختيار الديمقراطي “العرب و العجم” يصابون بسعار و قلق غير مسبوقين .

3 – و الآن روسيا بصدد التخطيط مع فرنسا “الأنوار” و محور الانتكاسة العربية ( مصر السعودية الإمارات ) لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء ، من أجل منع الشعب الليبي الشقيق من رؤية النور في نهاية النفق ، خوفا من تحقق الحلم الديمقراطي ، و انتقال “عدواه” إلى باقي مدن ملح المشرق العربي . و في الجهة المقابلة نرى تركيا المنتصرة تنسق مع إيطاليا و أمريكا بمباركة المحور الاعتدال العربي ( المغرب تونس و قطر الكويت .. ) . أما نحن الشعوب العربية المغلوبين على أمرنا فلا يسعنا إلا أن نصلي من أجل الحق و الخير و الحرية لليبيا الغد ، مع الإشارة إلى أن ما حصل لسوريا و اليمن .. يجعلنا نستنتج دون عناء ، أن روسيا و أنظمة الانقلاب العربي على الإرادة الشعبية ، لا يمكن أن يصدر عنها إلا الدمار و الفساد و الاستبداد !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *