مجتمع

تجربة فريدة.. التدريس بأربع منصات وآباء يصرون على أداء الواجب كاملا (فيديو)

التدرس عن بعد مراكش

منذ توقيف الدراسة بالمؤسسات التعليمية الخاصة أو العمومية في السابع عشر من مارس الماضي، وجد التلاميذ والأطر التربوية أنفسهم أمام نمط جديد من التدريس لم يكن معمولا به في المنظومة التربوية المغربية.

هذا النمط التعليمي الجديد المتمثل في “التعليم عن بعد” خلق عدة تحديات لدى الأسر والتلاميذ وكذا المؤسسات التعليمية والأطر والتربوية، كما تسبب في بروز خلافات حول طبيعة العقدة التي تجمع الآباء بالمدارس ومدى أحقية المؤسسات باستخلاص الأجور ومدى نجاعة عملية التعليم عن بعد.

جريدة “العمق” حاولت البحث عن نموذج إيجابي في التعاطي مع التحدي الذي فرضته جائحة “كوفيد19″، وبعد بحث طويل استطاعت الوصول إلى نموذج تعاطت فيه المؤسسة إيجابيا مع التجربة البيداغوجية الجديدة وكذا مع التحديات الاجتماعية التي فرضتها الجائحة على الأسر، وصل مستوى الإشادة بها إلى حرص بعض الآباء غير المتضررين من الجائحة إلى أداء الواجبات الشهرية كامل بما في ذلك التعويضات عن الخدمات التي لم تؤد خلال فترة الجائحة مثل خدمات النقل وغيرها.

أربع منصات للتدريس

المديرة التربوية لمؤسسة المعالي بمراكش حفيظة حسنين، أوضحت في حديثها لجريدة “العمق” أن المؤسسة اعتمدت أربع منصات للتدريس عن بعد، اثنين متعلقين بالبث المباشر لشرح الدروس للتلاميذ، ومنصتين لوضع الدروس مكتوبة ومتابعة أداء التلاميذ للواجبات المنزلية وحل التمارين والإجابة عن الأسئلة.

ووقفت جريدة “العمق” خلال اطلاعها على المنصات المعتمدة على وجود زاوية خاصة بالآباء والأمهات من أجل الحصول على الشروحات اللازمة التي تساعدهم على مواكبة أبنائهم، وكذا لاستقبال اقتراحاتهم وشكاواهم.

أستاذ مادة الإعلاميات بالمؤسسة محمد هلال الذي يعد عضوا بالفريق الذي أشرف على تتبع المسار التقني لعملية التدريس عن بعد بالمؤسسة، أفاد أنه بمجرد إعلان الوزارة لتوقيف الدراسة بالمؤسسات التعليمية، اعتكف فريق أساتذة الإعلاميات على إعادة تجريب مجموعة من المنصات الرقمية ودراسة فعاليتها وجدوائية استعمالها في التدريس عن بعد.

وأضاف أن الرأي استقر على استعمال منصة للبث المباشر ومنصتين لوضع الدروس، وتم الشروع في استعمالهما بعد أسبوعين من التجريب ومن تأهيل جميع الطاقم التعليمي بالمؤسسة لاستعمالها، كما أن فريق أساتذة الإعلاميات بقي رهن إشارة الأسر لتقديم الدعم التقني لتمكين التلاميذ من الولوج إلى المنصات المذكورة.

وتابع أنه بعد أن قررت الوزارة استخدام منصة “تيمز” أعادة الفريق دراستها وشرحها للأساتذة، وتم إدراجها إلى جانب المنصات السابقة في لائحة المنصات المعتمدة رسميا في التواصل مع التلاميذ وضمان الاستمرارية البيداغوجية.

 

التفاتة اجتماعية سباقة

وقالت المديرية إن المؤسسة كانت سباقة للالتفات إلى الأسر المتضررة من الجائحة، وأقرت تخفيضا بسيطا في الواجبات الشهرية خلال شهر أبريل الماضي، مضيفة أن استمرار ظروف الحجر الصحي دفعها إلى اتخاذ مزيد من المساعدات وصلت إلى الإعفاء الكلي بالنسبة للمتضررين بشكل كلي.

وأضافت أن المؤسسة التي بقيت حريصة على التشاور مع أطرها التربوية ومع جمعية آباء وأولياء التلاميذ وكذا بشكل مباشر مع عدد من الآباء، دعت الأسر المتضررة بالتقدم للمؤسسة بطلب يوضح مدى تضرر الأسرة، لتعمل المؤسسة على الرد على طلبه في ظرف أقصاه 48 ساعة، وتقرر التخفيض الذي تراه مناسبة لكل حالة.

وقررت المؤسسة تخفيضا بنسبة 10 في المائة لجميع التلاميذ بدون استثناء، حتى لفائدة أبناء الأسر غير المتضررة من الجائحة، فيما تختلف نسبة الإعفاء للمتضررين حسب كل حالة، ووصلت في حالات متعددة إلى الإعفاء الكلي عن أداء واجب الشهور التي شملتها فترة الطوارئ الصحية.

آباء متطوعون

المديرة التربوية حديثها لطاقم جريدة “العمق” أفادت أن بعض الآباء قرروا عدم الاستفادة من التخفيض الذي خصص للجميع، وأصر على أداء واجبات تدريس أبنائه كاملا، وذلك بعد أن اكتشف أن المؤسسة حافظت على أداء أجور جميع موظفيها بما فيهم السائقين والمساعدات التربويات ناهيك عن الطاقم التعليمي والإداري.

وقالت “رغم البيان الصادر عن المؤسسة بخصوص الإعفاء الجزئي وكذا الإعفاء من واجبات النقل إلا أن بعض الآباء فضلوا التضامن مع فئة السائقين والموظفين، وأصروا على أداء الواجب كاملا مصحوبا بواجب التنقل لفترة الجائحة”.

عملية مستمرة

المديرة التربوية حفيظة حسنين شددت على أن “التعليم عن بعد” أصبح اليوم ضرورة ملحة، وأن المؤسسة تفكر في استثمار إمكانياته في المواسم الدراسية المقبلة، واعتماده إلى جانب التعليم الحضوري.

وأشارت إلى أن المؤسسة واعية بـ”أن التعليم الحضوري لا يمكن تعويضه عن بالتدريس عن بعد” وكذا بـ” الصعوبات التي واجهت الأسر خلال فترة الجائحة”، كما أكدت أن المؤسسة ستعمل خلال مطلع الموسم الدراسي المقبل على محاولة إعادة تثبيت معارفة الموسم الحالي وسد الثغرات التي تركها التعليم عن بعد قبل الانطلاق فعليا في تلقين مقرر السنة المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *