أدب وفنون، حوارات

مخرج “سلمات أبو البنات” يكشف موعد الجزء 2 ويتحدث عن أضرار “كورونا” على القطاع (حوار)

هاجر شريد – صحفية متدربة

تحدث المخرج المغربي هشام الجباري عن موعد الجزء الثاني من مسلسل “سلمات أبو البنات”، وكذا تصوير الجزء الثاني من مسلسل “الماضي لا يموت” لفائدة القناة الأولى.

واعتبر الجباري في حوار مع جريدة “العمق” أن السينما والمسرح تضررا من تداعيات أزمة “كورونا” أكثر من الدراما التلفزيونية، لأن هذه الأخيرة، مدعومة من القنوات التلفزيونية.

وأضاف المتحدث، أن الدراما المغربية شهدت وتنوعا مُهما مقارنة مع السنوات السابقة، وأن الجمهور كان أمام اختيارات متعددة تسمح له بحق اختيار ما يناسبه وهذا أمر إيجابي وجيد.

تفاصيل أخرى ضمن هذا الحوار:

حدثنا عن تجربة  “سلمات أبو البنات” ؟

كانت تجربة متميزة لا من ناحية الإخراج وحتى الكتابة، ويرجع السبب في ذلك إلى اشتغالي مع ممثلين كبار متمرسين في مجال التمثيل، كما أنني حاولت العمل على إطار اجتماعي معين، فالمسلسل تطرق إلى عدة مواضيع اجتماعية منها الإجهاض السري، والتحرش الجنسي والعلاقات خارج إطار الزواج وغيرها من المواضيع التي لامست شريحة كبيرة من المجتمع المغربي. فالمسلسل حظي بمتابعة كبيرة من قبل الجمهور وتجاوب معه بطريقة جميلة.

كيف جاءت فكرة مسلسل ” سلمات أبو البنات”؟

فكرة مسلسل “سلمات أبو البنات” خطرت ببالي منذ سنوات، وبدأت الاشتغال عليها سنة 2011، فقصة المسلسل تتمحور حول قيمة الأب داخل الأسرة المغربية، إذ أن أغلب الأعمال الدرامية تتحدث عن قيمة الأم وتتغاضى عن دور الأب، لكننا بالتأكيد لا نستطيع نكران قيمة الأم التي تلعب هي أيضا دورا أساسيا داخل الأسرة.

حاولت في المسلسل أن أختار أسرة تتكون من البنات فقط من أجل إعطائه طابعا من التميز، وإضفاء لمسة خاصة عليه. فالمسلسل عالج مجموعة من المشاكل اليومية التي تعيشها الكثير من الأسر المغربية، حيث أن هذه المشاكل تتحول داخل المسلسل من سطحية وبسيطة إلى قوية وعميقة، وهنا نجد قيمة وتطور شخصية الأب التي لا تتقوى إلا بوجود الأم التي تساهم في تحقيق ذلك التوازن الجميل داخل الأسرة.

مع بداية الرفع التدريجي للحجر الصحي يتساءل الكثير من متتبعي المسلسل عن موعد الجزء الثاني؟

المسلسل كما هو معلوم حقق نجاحا منذ بداية بثه في شهر رمضان على القناة MBC5، وسيكون للجمهور المغربي على موعد مع الجزء الثاني من المسلسل قريبا، لكن حاليا لا يوجد تاريخ محدد لبداية التصوير، فكل ما تقرر هو الاشتغال على موسم جديد، لذا فالفكرة هي قائمة بين المسؤولين والشركة المنتجة.

فمسلسل “سلمات أبو البنات” لقي اهتماما كبيرا من قبل الجمهور المغربي، لكونه تناول مواضيع اجتماعية مختلفة تهم الأسر المغربية، إلى جانب قوة الأحداث والوقائع التي عرفها جزء الأول، الأمر الذي يدفعنا لتحضير لسيناريو قوي بأحداث أكثر قوة.

الجزء الثاني من المسلسل هل سيعرف مشاركة وجوه جديدة؟

وجود وجوه جديدة سيظل رهينا بالأحداث التي سيعرفها الجزء الثاني، وأيضا  ستكون بعض المفاجآت في هذا الجزء الذي أتمنى أن ينال إعجاب الجمهور المغربي.

ما هو تقييمك للدراما المغربية؟

في كل حواراتي السابقة، أؤكد دائما أنني فخور لما آلت إليه الدراما المغربية لا من ناحية الكم أو الكيف، فعدد الأعمال الرمضانية هذه السنة كان مرتفعا  ومُهما مقارنة مع المواسم السابقة. وهو أمر إيجابي في حد ذاته لكونه يساهم في إنتاج فني جيد.

فالجمهور المغربي وجد نفسه هذه المرة أمام اختيارات متعددة من مختلف الأجناس الدرامية مثل الكوميدية والتاريخية والاجتماعية، الأمر الذي يجعل الدراما المغربية تأخذ موقعها داخل خريطة الدراما العربية، فالمُشاهد المغربي يبقى متعطشا لرؤية المزيد من الأعمال الجديدة وبتالي تكثر الإنتاجات والأجناس.

 يرى بعض النقاد أن الدراما المغربية تعاني ضعف على مستوى السيناريو والكتابة هل تتفق مع ذلك؟

بطبيعة الحال يبقى دائما الحديث عن جودة وقيمة السيناريو والكتابة الدرامية باعتبارها من أساسيات نجاح أي عمل درامي، لكن هذا الموضوع لا يهم الدراما المغربية فقط بل يهم حتى الدراما العربية، لكن هذا لن يمنعنا من إخفاء أهمية السيناريو والدور الذي يقوم به.

بطبيعتي إنسان متفائل، لذا أرى أنه إذا تم إعطاء وقت أكثر لهذه الأجناس الإبداعية يمكننا تجاوز هذا المشكل الذي تعرفه بعض الأعمال.

فالدراما المغربية في السنوات الأخيرة عرفت تطورا يستحق التقدير، لأنها كانت تعرف ضعفا كبير في الكتابة وتواجه الكثير من المعيقات على خلاف اليوم حيث أننا نجد بعض الأعمال التي تتوفر على سيناريو قوي يعالج مواضيع جريئة ومهمة سواء في التلفيزيون أو السينما أو المسرح، وهو أمر إيجابي وجيد، ودليل على أن الدراما المغربية تسير في الاتجاه الصحيح، لكن ينبغي التركيز أكثر على الكتابة والتنوع في الأجناس من أجل جودة أفضل.

كيف ترى مشاركة مشاهير السوشيل ميديا في الإنتاجات الدرامية؟

ليس مشاهير السوشيل ميديا فقط بل هناك أيضا بعض الفنانين في مجالات مختلفة يشاركون  في أعمال درامية، وهذا يدل على أن العمل الدرامي المغربي أصبح يجذب العديد من الوجوه ليس فقط الأشخاص الذين تلقوا تكوينا في مجال التمثيل. وبالنسبة لي فهذه الظاهرة صحية، لأن الأمر يتعلق بمدى موهبة وقابلية المشاهير لهذه الأعمال، وكيف يتفاعل الجمهور المغربي مع هذه المشاركات.

فبعض منهم ممكن أن ينجح وأن يضع مسارا خاصا به في هذا المجال، والبعض الآخر لن يستطيع ذلك بسبب عدم كفاءتهم وقدرتهم على تقمص الأدوار، وهذا أمر جد عادي فالمهم هو أن نُقيّم هذه الأعمال ونعطي الحق للمشاهير الذين أبدعوا ونجحوا في تقديم أدوارهم.

وبالنسبة للأشخاص الذين فشلوا في تأدية أدوارهم فمن الأفضل أن يبتعدوا عن هذا المجال، لأنه من الضروري أن تكون هناك غربلة دائمة ومستمرة من أجل بقاء أفضل الفنانين الموهوبين والأكثر استحقاقا.

هل قطاع السينما كان الأكثر تضررا في أزمة “كورونا”؟

نعم، فالسينما هي القطاع الأكثر تضررا بالأزمة إلى جانب المسرح أكثر من الدراما التلفزيونية التي تعرف دعما من قبل القنوات التلفزيونية وإن كان هذا الدعم ظل مستمرا رغم جائحة كورونا.

فالمشكل الذي تعاني منه الدراما اليوم هو إيقاف التصوير لبعض الأعمال، إضافة إلى الأعمال التي تم تصويرها بشكل سريع في ظل هذه الأزمة، فهذه الأخيرة كان لها تأثير على صناعة الدراما التلفزيونية وعلى مختلف الأجناس الإبداعية.

وبالنسبة لكل من السينما والمسرح فقد تم توقيفهما نهائيا، والضرر الأكبر من ذلك هو إغلاق القاعات لمدة أربعة أشهر تقريبا الأمر الذي سيؤثر على هذا القطاع، لأن القاعات السينمائية ممولة من الخواص ولا تملك أي دعم، فحتى الدعم الذي تم تقديمه في المجال الثقافي والفني لم تستفد منه.

ورغم بداية الرفع التدريجي للحجر الصحي، عادت الكثير من القطاعات إلى نشاطها ما عدا قطاع السينما والمسرح وبالتالي يبقى هذا القطاع الأكثر تضررا من هذه الأزمة.

هل ستؤثر أزمة كورونا على صناعة السينما المغربية؟

بالتأكيد فإن أزمة  كورونا ستؤثر  بشكل كبير على صناعة السينما كما أشرت سابقا، حيث أنها عرفت انخفاضا مقلقا وعلى الحكومة وضع إستراتجية لدعم هذا القطاع والنهوض به من أجل عودته إلى حالته العادية.

وفي السنوات الأخيرة شهدت السينما المغربية مجموعة من المشاكل والعقبات المرتبطة بالأزمة المالية، حيث كان هناك تراجع كبير في عدد وميزانية الأفلام، وبالتالي جائحة فيروس كورونا ستضاعف هذه السلبيات التي يعاني منها هذا القطاع، وعلى الحكومة المغربية التدخل من أجل إنقاذه.

هل تحضر لعمل جديد غير الجزء الثاني من “سلمات أبو البنات”؟ وهل ستلهمك أزمة كورونا في إعداد فيلم أو مسلسل؟

نعم، يتم الآن التحضير للجزء الثاني من مسلسل “الماضي لا يموت” لفائدة قناة الأولى الذي سنعمل على تصويره في الأشهر القادمة من أجل تسليمه للقناة.

وبخصوص إعداد فيلم أو مسلسل حول كورونا، ليس لدي حاليا أي فكرة تتعلق بهذا الموضوع، لكنني أتمنى أن يكون هناك نص متميز يعطي لهذه الأزمة قيمتها الحقيقة.

فأزمة كورونا ستبقى نقطة مختلفة في تاريخ البشرية، ولا يمكننا أن ننسى يوما أنها وحّدت جميع المجتمعات بجميع اختلافاتها و انتمائها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *