الأسرة، مجتمع

“إيمان” تحكي للعمق القصة الكاملة لـ”ميلاد طفلة جميلة” على متن قطار “أطلس”

“كان شعورا بفرحة عارمة ممزوجا بالرضا لا يضاهيه إحساس آخر، وانا أستقبل مولودة جديدة غاية في الجمال وأضعها على صدر أمها، بينما يواصل القطار مساره بين مدينة القنيطرة وسيدي سليمان”.

هكذا تصف “القابلة” الشابة (24 سنة) في حديث خاص لجريدة العمق لحظة ميلاد طفلة مغربية، فاجأ أمها المخاض أمس الأحد 12 يوليوز وهي متوجهة إلى المستشفى من أجل وضع مولودها الجديد.

تقول إيمان درابش المنحدرة من بادية القنيطرة “شاء القدر أن أزور أهلي خلال نهاية الأسبوع، وهي أول زيارة لي لهم بعد تعييني قبل ستة أشهر بدار الولادة بقرية “تانديت” ضواحي بولمان، إذ أن الرغبة في التأقلم مع العمل في البداية منعني من ذلك قبل أن يفرض الحجر الصحي على الجميع المكوث في أماكنهم”.

وتضيف إيمان، وهي ممرضة مجازة من الدرجة الأولى ومتخرجة من المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بالقنيطرة، “بمجرد أن وصلت إلى مكاني المخصص في القاطرة المفتوحة حسب الرقم المكتوب على التذكرة، حتى شاهدت سيدة في مقتبل العمر (ما بين 24 و28 سنة)، تصرخ ألما وثلاث نساء التففن حولها لمساعدتها على البقاء هادئة”.

عرفت إيمان بحكم مهنتها وخبرتها أن الأمر يتعلق بحالة ولادة مستعجلة، لم تتردد كثيرا في تقديم المساعدة ل”سيدة” باتت تحت الخطر، واجبها المهني ومسؤوليتها القانونية وفوق كل ذلك ضميرها الإنساني دفعوها إلى الإسراع في التدخل بدون إضاعة وقت.

مكث الركاب في أماكنهم دون أن يقتربوا أو يحدثوا ضجيجا، في حين فضل رجال كانوا قريبين من السيدة مغادرة القاطرة للحفاظ  على حميمية اللحظة، يينما أخرجت نساء بعضا من ملابسهم من حقائب السفر،  في حركات متسارعة ومتضامنة تنم عن ذوق رفيع للمغاربة كما تصف ذلك إيمان.

في لحطة ما سادت الصمت في القاطرة، لا يقطعه إلا أنين يصدر من الأم  بين الفينة والأخرى، ودعوات للصبر والهدوء ومواصلة التنفس العميق، والدفع بأقصى قوة.

بدون معدات طبية، وبكثير من المهارة، ساعدها وضع طبيعي جدا للمولودة، استطاعت إيمان خلال عشرين دقيقة أن تكمل مهمتها بدون مشاكل، قبل أن تطلق المولودة الجديدة صرخة الحياة، أعقبتها تكبيرات وصلوات على النبي، ثم تصفيقات في القاطرة ودعوات الخير من الركاب والمراقبين.

مرت الدقائق العشرون كأنها ساعات، حافظت فيها إيمان على هدوئها وأخرجت كل مت في جعبتها من حنكة ودراية، حيت أنهت إيمان مهمتها بنجاح أخذت نفسا عميقا ثم استلقت مسترخية على كرسي القاطرة، حمدت الله على أمر لم يكن في الحسبان سيحسب لها في مسيرتها المهنية، لكن الأهم من ذلك أجرا كبيرا عند الله سبحانه وتعالى.

وصل الخبر إلى إدارة السكك الحديدية، وما أن وصلت القطار محطة سيدي سليمان حتى أنزلت الأم ووليدتها اللذين كانا في حالة صحية لا تدعو إلى القلق، وأركبتا  سيارة الإسعاف لنقلهما إلى المستشفى المحلي وإخضاعهما للمراقبة الطبية اللازمة.

جاءت المولودة على متن القطار “أطلس”، هل سيكون لاسم المولودة نصيب من ذلك، تجيب إيمان بابتسامة عريضة..ربما…

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *