مجتمع

“في الحاجة إلى اقتصاد عالمي بديل” .. إصدار جديد للدكتور نوفل الناصري

صدر للدكتور نوفل الناصري، كتاب جديد تحت عنوان “في الحاجة إلى اقتصاد عالمي بديل”، وهو عبارة عن “دراسة تحليلية لاختلالات النيوليبرالية وقراءة نقدية للمرتكزات الرأسمالية ودعوة لتجديد الأفكار الاقتصادية”.

وفي تقديمه للكتاب يقول الناصري، وهو أيضا برلماني بمجلس النواب عن حزب العدالة والتنمية، إنه “لا أحد ينكر أن الاقتصاد العالمي أدى في فترات سابقة من التاريخ إلى التنمية والازدهار في الاقتصادات الكبرى والدول الغربية تُرجمت بتطوير الإنتاج وبارتفاع مستويات الاستهلاك ومعدلات النمو وحجم الثروة، لكنه في الوقت نفسه أدى إلى ازدياد ثراء الأغنياء وتعمق هشاشة الفقراء واتساع الفجوة الطبقية وارتفاع معدلات الفقر وتصاعد التفاوتات المجالية وغياب العدالة الاجتماعية وارتفاع البطالة في غالبية الدول النامية والفقيرة وحتى المتقدمة منها، علاوة على انتشار المضاربات المالية والمجازفات الاقتصادية، وتسارع وثيرة الصدمات المالية، وارتفاع الديون الثقيلة والتهامها للإنتاج والاقتصاد الحقيقي”.

ويضيف: “لقد أسقطت هذه الأزمات المتكررة للاقتصاد العالمي وما واكبها من كوارث، أطروحة نهاية التاريخ لفوكوياما بانتصار الرأسمالية، إذ لم تستطع هذه الأخيرة -لحد الآن- إنقاذ دول العالم من موجات التخلف والفقر وعدم الاستقرار، ولم تتمكن آليات السوق من تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتصحيح اختلالاته، ولم تصل البشرية بعد إلى جنتها الاقتصادية، ولم تعالج آليات التحرير التجاري تراجعات النمو العالمي، ولم تستطع الخطط المالية والسياسات النقدية الحد من سرطان المديونية، ولم تتمكن البرامج الاجتماعية على محاربة الفقر والجوع والهشاشة وتحقيق العدالة والحماية الاجتماعية، ولم تنتصر الديمقراطية الليبرالية التمثيلية على كافة أشكال الحُكم الأخرى؛ بل تواجه الأيديولوجية الرأسمالية صراعا عالميا محتدما مع قوى صاعدة كالصين وروسيا التي طورت قدرات ومؤهلات من نفس جنس الاقتصاد الرأسمالي وتنافسها على الصدارة العالمية”.

ويؤكد من خلاله إصداره أن “المنظومة الاقتصادية عرفت عدة محاولات ومقاربات لتجديد المنطلقات الفكرية التي يقوم عليها الاقتصاد العالمي، وهي التي ساهمت في تغيير ملامح النظام الاقتصادي الدولي وعدَّلت بعض المرتكزات والمفاهيم التي تطرق إليها الكتاب، وذلك استجابةً للتطورات التاريخية ومحاولةً لتصحيح الاختلالات والمعوقات التي عرفها الفكر الرأسمالي والاقتصاد النيوليبرالي”.

وأبرز الناصري أن “الكتاب يجمع بين التحليل والتفكير والتنظير، وهو يفتح مساحة جديدة لإعادة التفكير في صدقية المفاهيم والأسس الاقتصادية التي درج عليها غالبية الاقتصاديين خصوصا في الوطن العربي والتي قبلها الجميع على أساس أنها مسلمات نظرية لهذا فإن الطروحات والأفكار التي تطرق إليها الكتاب، لا تهدف فقط إلى كشف وتحليل وشرح الاختلالات الكامنة في الأسس الفكرية والنظرية لنظام الاقتصاد العالمي وواقعها التطبيقي والتحولات الجذرية في بنيته وآلياته، ولكنها دعوة إلى حوار علمي هادئ وصريح حول مستقبل الانسانية وملامح النظام الاقتصادي العالمي الكفيل بتحقيق المصلحة العامة والتنمية العادلة والشاملة والمتوازنة والمستدامة ..”.

ويتضمن الكتاب الفصول التالية:

– الفصل الأول: بوادر الانهيار التدريجي لنظام الاقتصاد العالمي؛

– الفصل الثاني: السياسات الاقتصادية ما بين توسع أدوار الدولة وصعود النيوليبرالية؛

– الفصل الثالث: اختلالات ونواقص نظام الاقتصاد العالمي؛

– الفصل الرابع: مساءلة أسس ونتائج السياسات النيوليبرالية؛

– الفصل الخامس: تجديد الفكر الاقتصادي والحاجة لنظام اقتصادي عالمي بديل؛

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *