الأسرة، مجتمع

خديجة .. سيدة مغربية تعشق الزربية “السباعية” وتحافظ عليها (فيديو)

تحرص السيدة خديجة سراج على العمل جاهدة لتضفي قيمة جمالية على “الزربية السباعية”.

مثلها مثل هذه التحفة الفنية ذات الأصول المختارية (نسبة إلى منطقة سيدي المختار إقليم شيشاوة)، تستمد خديجة قوتها من الطبيعة ذات الألوان الساحرة، لكن بمساحة واسعة يهيمن عليها الأحمر القاني ويحيط جوانبه اللون الأسود المميز لها.

تقول خيجة لجريدة “العمق” بصوت هادئ، إن هذه الزربية موروث ثقافي وحضاري لا يمكن بأي حال التفريط فيه، وهو مستمر بعمل نساء المنطقة الممتاز والمميز.

بداية

تحكي خديجة كيف بدأ شغفها بهذه التراث المحلي، وارتباطه القوي به، حين بدأت عمل تعاونيا أسسته منذ بداياته الصعبة، قبل أن يتوسع عملها ويشمل عدة نساء، تقوين بالتضامن وسرن في طريق النجاح.

تعترف هذه السيدة الأربعينية أن النجاح في هذا العمل التعاوني كما في الحياة، لا يكون ميسرا، إذا لم تصاحبه إرادة صلبة، وعزيمة صامدة، وإيمان قوي، قادر على أن يمنح المرأة تلم القوة لتواجه نظرة المجتمع لها أولا ونظرتها لنفسها ثانيا وأخيرا.

تضيف وقد ملأها الحماس وهي تشرح مشروعها: “من يقترب كثيرا من فن الزربية، يجد أسرارا خفية يلمسها بقلبه قبل أن تتجلى مظاهرها أمام أعينه”.

دخل

تهتم خديجة بنساء المنطقة ليس فقط في إنتاج الزربية التي ذاع صيتها وشاركت بها في معارض شتى، ولكن علمتهن كيف يكن مستقلات بذاتهن، قادرات على القيام بأعمال مدرة للدخل.

تحصي رئيس التعاونية العديد من النساء الأرامل أو المطلقات أو المعيلات لأسرهن، ممن شققن طريقهن مرة ثانية تحت واقع مر كبحر متلاطم الأمواج.

وتبرز السيدة خديجة شعارها في الحياة بنوع من الثقة في النفس قائلة: “إن صنعة في اليد، أو شهادة علمية ينتفع بها  وإن كانت المرأة مرتاحة في أسرتها، ضرورية لمواجهة تقليات الحياة التي قد تفاجئ الإنسان في أي وقت”.

إتقان

وحده الإتقان ما يجهل الصانع أو الصانعة مميزة، ففيه بركة من الله، وأيضا رضا في النفس وسمعة طيبة لدى الناس، كما تقول فاضمة إحدى المتعاونات لجريدة “العمق”.

وتحكي أنها كانت لا تعلم شيئا عن صناعة الزربية، لكن ما وضعت يدها على أول خيط حتى غشاها إحساس رائع بالجمال وطمأنينة في النفس.

تضيف فاضمة وهي أم لثلاثة أطفال ” لا شيء أفضل في هذه الدنيا من تأكل من عرق جبينك، بل مما تصنع يداك.

بينما يقول عبد السلام، وهو أحد أبناء المنطقة الشغوفين بالصناعة التقليدية لجريدة العمق: “عرفت التعاونية بالإتقان وأصبحت عنوانا له، مما جعل الكثير من الزوار والسياح من مناطق بعيدة يقصدونه بدون تيه وسط  سوق الزرابي المكتظ بالمقلد والمغشوش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *