منتدى العمق

أكويدير.. حصن الإقصاء والتهميش

تقع منطقة كويدير بجماعة المواريد إقليم الصويرة على مرتفع تحيط به هضبة مرتفعة نسبياً، تتشكل أساساً من صخور، يسود فيها غطاء نباتي هزيل يتكون من نبات الكبار.

في الطوبونوميا نجد بأن لفظة “كويدير” تصغير عربي للكلمة الأمازيغية الأصلية أكادير، وتعني لغويا السور، الحائط، الجرف.

وفي المعنى الأصلي، الحصن، المخزن الجماعي، والجمع نكودار، والتصغير تاكاديرت… ولا غرابة أن نجد اللفظتين منتشرتين على نطاق واسع بالمناطق الامازيغية بالمغرب.

رغم صعوبة تضاريس كويدير بجماعة المواريد، فإنها تنتشر بها تجمعات سكنية مهمة،تتكلم اللغة الأمازيغية، وتحتفظ بتقاليد وعادات الأمازيغ، تسكن في منازل تقليدية تتميز بانخفاض علوها وحصانتها.

يتعاطى أغلب ساكنة كويدير فلاحة معيشة بورية في معظمها[ الشعير، القمح، الخروب…] وسقوية تعتمد على مياه العيون المنتشرة بالمنطقة خصوصاً في الفترة التي يرتفع في الصبيب، حيث تثأتر هذه العيون الطبيعية بفترات الجفاف التي تضرب المنطقة التي تتحكم فيها المؤثرات الصحراوية الجافة والحارة. كما تتميز المنطقة بزراعة بعض الأشجار المثمرة اللوز، الزيتون، التين…

بالإضافة إلى الفلاحة يتعاطى سكان كويدير لتربية الماشية [الأغنام، الماعز] ويرتاد معظمهم أسواق المواشي[الرحبة] لشراء وبيع المواشي…

لعل موقع المنطقة وصعوبة تضاريسها وعزلتها القسرية نظراً لغياب طريق يرقى إلى مستوى كرامة الساكنة التي تعيش بها، وتضطر في زمن الثورة التكنولوجية إلى مزاحمة الدواب في مسارب وطرق طبيعية صعبة للوصول إلى السوق الأسبوعي حيث تتوفر بعض أساسيات العيش الكريم… أثرت بشكل كبير على مستوى عيش الساكنة ومتابعة أبنائهم لدراستهم، لذلك نجد أن نسبة الهدر المدرسي مرتفعة في هذه المنطقة خصوصاً وسط الفتيات، مع إرتفاع نسبة الفقر والأمية.

الأمر الذي يحتم على المسؤولين المحليين والإقليمين والمنتخبين إعطاء الأولوية لهذه لمنطقة، مع وضع تصور تنموي يخرجها من واقع العزلة ويدمجها في التنمية المحلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *