مجتمع

“احتلال” شواطئ المضيق الفنيدق بـ”مظلات الكراء” يثير غضب المصطافين وسط صمت السلطات (صور)

شواطئ الشمال

عادت ظاهرة إقامة المظلات الشمسية والكراسي المخصصة للكراء على شواطئ عمالة المضيق الفنيدق، إلى الواجهة من جديد في ظل الانتقادات التي يوجهها مجموعة من المصطافين لأصحاب تلك المظلات بـ”احتلال” أهم الأماكن بالشواطئ التي تعتبر ملكا عموميا، وسط دعوات لتدخل السلطات المحلية والمنتخبة من أجل تنظيم الشواطئ وإلزام مكتري المظلات على احترام كناش التحملات.

ويشتكي عدد من المصطافين من سكان مدن تطوان ومرتيل والمضيق والفنيدق وزوارها، من عدم إيجاد مكان فارغ بشواطئ الشريط الساحي “تامودة”، خاصة الشواطئ التابعة للمضيق ومرتيل، من أجل نصب مظلاتهم الخاصة رفقة أسرهم والاستمتاع بمياه البحر، مشيرين إلى أن أغلب الأماكن الجميلة بتلك الشواطئ “يحتلها” أشخاص بمظلات وكراسي مخصصة للكراء.

ورغم أن السلطات المحلية أقامت مظلات مجانية مصنوعة من القش، إلا أن أصحاب مظلات الكراء يضعون طاولاتهم وكراسيهم تحتها من أجل كرائها، وبالتالي يصبح استعمالها بالمقابل، وتتراوح أسعار كراء المضلات بتلك الشواطئ بين 25 و40 درهما، وبين 5 و10 دراهم للكرسي الواحد، بالرغم من أن الجماعات المحلية حددت المبلغ في 25 درهما.

مصطافون استقت “العمق” آراءهم، عبروا عن استيائهم مما اعتبروه “احتقارا” لهم عبر هذه الظاهرة، مشيرين إلى أنهم ليسوا ضد كراء تلك المظلات، فهناك مصطافون لا يتوفرون على مظلات ويحتجاون لكرائها، لكنهم يطالبون بترك المساحة الكافية للمصطافين وعدم نصب تلك المظلات في الصفوف الأولى للشاطئ، وإعادة النظر في سلوك عدد من أصحاب المظلات في تعاملهم مع المصطافين.

شواطئ الشمال

واعتبر مصاطفون أنه بالرغم من التذمر الواسع بسبب هذه الظاهرة، إلا أن السلطات المحلية لم تحرك ساكنا، خاصة وأن الأمر يتكرر كل موسم صيف، مشيرين إلى أن الأمر تحول من عملية كراء المضلات إلى حيازة الشاطئ، والأصل أن إقامة المظلات والكراسي لا يجب أن تتم إلا بعد طلب الزبون، داعين الجهات المعنية إلى التدخل لوقف ما أسموه “تشويه صورة المنطقة”.

كناش التحملات المتعلق بتحديد شروط عملية كراء المظلات الشمسية بشواطئ المضيق، والذي اطلعت عليه جريدة “العمق”، ينص على عدم إقامة ونصب المظلات على الشاطئ من طرف المستفيدين من رخصة الكراء، كما لا يحق لهم حرمان المواطنين من نصب المظلات، مع اتخاذ التدابير الملائمة لتجنب كل ما من شأنه إقلاق راحة المصطافين.

ويُلزِم الكناش أصحاب المظلات باحترام المصطافين وعدم مضايقتهم، وتعليق شارة تحمل هويتهم ورقم المجموعة، والاقتصار على عدد المظلات المرخصة وتوحيد لونها، مع ترك مسافة 3 أمتار بين مظلة وأخرى، وعدم كراء المظلة الواحدة لأكثر من 3 أشخاص، إلى جانب ارتداء لباس موحد وعدم المبيت بالشاطئ والحفاظ على جماليته وتنظيفه باستمرار، وإخلاء المكان عند نهاية مدة الترخيص.

شواطئ الشمال

وفي حالة وجود أي مخالفة أو الإضرار بالغير، ينص كناش التحملات في مادته السادسة على أن للإدارة الصلاحية التامة في سحب الرخصة كلما دعت الضرورية لذلك، بحيث لا يحق المطالبة بأي تعويض مادي، ويمنع صاحبها من الاستفادة مرة أخرى.

الإعلامي ورئيس فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية بتطوان مصطفى عباسي، قال إن “هناك احتلالا تاما للشواطئ، ليس من طرف أصحاب الإقامات، بل أيضا أصحاب كراء المظلات، هناك مصادرة حقيقية لحق المواطن في الاستفادة من الشاطئ”، مردفا بالقول: “عدد من الناس كرهوا راسوم وكرهوا يخرجوا ولادوم، لأنهم غيدابزوا وغيمرطوا ومغيجبروا للي يسمعلوم إذا مشاوا اتشكاوا”.

واعتبر  أن “السلطة متواطئة ماشي غير ناعسة، فإذا كان المنتخبون معروفين بالتخلويض ديالوم وما يجري في منح الرخص الموسمية ولمن كتعطى، فعلى الأقل المسؤولين دالسلطة، وكنقصد مباشرة عامل عمالة المضيق الفنيدق، لأن هاد الفوضى مكايناشي فالشواطئ التابعة لتطوان، عليه أن يتدخل ويوقف سيبة الاحتكار والاحتلال للي كتعرفوا المنطقة ديالو، بدل ما نراه من إهدار للطاقات فشيحاجات ما عندا تا فايدة”.

شواطئ الشمال

وتابع عباسي قوله: “السيد العامل، لا يعقل نهائيا وكليا وأبدا أن يتم نصب مئات المظلات على طول سواحل منطقتكم منذ أول ساعات الصباح، وعلى طول النهار، لتبقى جلها فارغة دون كراء، لأنه أصلا الدنيا باقا خاوية. راه ماعندها تا معنى أن الناس اتكرفصوا باش اوصلوا للبحر، ها للي هابط فجوج طوبيسات ها للي ماجي فالطاكسي وفرحان مع وليداتو وخاسر فليسات، وفالأخير ما يجبر فاين يگلس، وإذا قرب من ديك المظلات، يهان ويتحگر ويمكن ياكل العصى قدام عائلتو، واش هادي دولة محترمة؟”.

ياسين الجواهري، أحد سكان مدينة تطوان، عبر عن غضبه الشديد من انتشار هذه الظاهرة أمام صمت المسؤولين المحليين، موضحا أنه تفاجأ أثناء ذهابه رفقة زوجته ووالدته إلى أحد شواطئ المنطقة من “احتلال” أغلب مساحات الشاطئ بالمظلات الكراسي المخصصة للكراء، بما فيها المظلات العمومية.

وقال الجواهري في تصريح لجريدة “العمق”: “بعد مشقة المواصلات والطريق بحثا عن ساعة من الاستجمام تنسينا تداعيات الحجر الصحي، استبقت الذهاب إلى الشاطىء لكي نحظى أنا وأسرتي بالقليل من السباحة بعيدا من أنظار البشر، فإذا بنا نتفاجأ أن البحر لا يكاد يخلو من المظلات والكراسي، لم نجد مكانا نقيم عليه مظلتنا على الرغم من أننا توجهنا نحو الشاطئ منذ التاسعة صباحا”.

شواطئ الشمال

وأشار المتحدث إلى أن مظلات الكراء تم وضعها من طرف أصحابها ضمن صفوف طويلة، يستحيل معها إيجاد مكان مناسب للجلوس رفق الأسرة، مضيفا: “والأسوء أن مضلات القش العمومية محجوزة كذلك، هذا الوضع جعلنا نشعر بالإهانة والاحتقار، خاصة أننا لم نستطع التكلم مع أصحاب تلك المظلات تفاديا لردود أفعالهم العنيفة”.

وفي نفس السياق، علق أحد على النشطاء على فيسبوك بالقول إن “لوبي الكراسي والطاولات والمظلات يخلق مشهدا يسيء إلى السياحة المغربية”، في حين كتب آخر: “أنا أضربت عن الهبوط إلى البحر منذ العام الماضي، حيث اُهنت مع أولادي من طرف شاب غير عادي منعني من غرس مظلتي قرب الموجة بدعوى أنه فضاؤه، وكل عام كنت احضر على مشاكل وكلام نابي من طرف ـصحاب المظلات مع الضيوف”.

شواطئ الشمال

ولفت ناشط آخر إلى أن هناك طريقة أسهل لتنظيم هذه العملية، وذلك بتخصيص أماكن خاصة لأصحاب المظلات بعيدا عن الشاطئ أو في الكورنيش، وكل من أراد أن يكتري يتوجه إليهم، مضيفا بالقول: “أما هذه الحالة القائمة فاللهم هذا منكر، عاملين الباراج دالمظلات على طول الشاطئ، وخصك تهبط الهراوة باش تضمن حقك في متر رمال قدام البحر”.

يُشار إلى أن الشريط الساحلي الممتد ما بين تطوان والفنيدق يضم عددا من الشواطئ المطلة على البحر الأبيض المتوسط، تعرف إقبالا كبيرا جدا في فصل الصيف من طرف زوار الشمال من داخل المغرب وخارجه، إلا أن الظروف الاستئنائية التي يمر بها المغرب والعالم بسبب جائحة “كورونا” هذا العام، جعلت الإقبال يتراجع نسبيا مقارنة بالصيف الماضي.

شواطئ الشمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 8 أشهر

    كيف تتجاهل الساطات وتتعاما عن هذه الزيادات في المظيق خاص أين المراقبة واين استهلاك المواطنين