وجهة نظر

العيد في زمن الكورونا

عيد الأضحى المبارك

عيد بأية حال عدت يا عيدُ بما مضى أم بأمر فيك تجديد
الشاعر العربي المتنبي

لقد جاء العيد، لقد جاء العيد بثوب جديد محملا معه هذه السنة كل أنواع الهموم والأحزان؛ بسبب الفيروس الذي انتشر بسرعة في جل أنحاء العالم كالنار في الهشيم، ضاربا بذلك عرض الحائط كل الأفراح التي عاشتها الأمة العربية خاصة، منذ أن شرَّع الله هذه الشعيرة في عهد نبيه إبراهيم الخليل، وكل المسلمين في العالم لأكثر من أربعة عشر قرنا هجريا ، وقد أكرمهم الله تعالى بالأضحية فيه وارتداء الملابس الجديدة، وزيارة الأهل والأحباب . عيد ليس كأي عيد مرَّ علينا، عيد بطعم الكورونا والتباعد الاجتماعي ، وارتداء الكمامات والغسيل بالمعقمات الكحولية .

هذا الفيروس اللعين قد أفسد على الناس البهجة والسرور والفرح، وفرق بين الأسر والعائلات في المدن والقرى ، وقطع الطرق برا وبحرا وجوا على الناس ، وجعلهم يتبادلون التحايا والتباريك والصور في مواقع التواصل الاجتماعي ( وتساب، فيس بوك، تويتر )، هذا هو عيد الأمة الإسلامية هذه السنة بطعم الكورونا ، في أجواء خيمت عليها الأحزان والمآسي هنا وهناك في كل قطر عربي إسلامي من المحيط إلى الخليج .

كيف سيمر علينا هذا العيد في ظل هذه الظروف المشحونة بالفيروس والرعب والطوارئ الصحية المتخذة من معظم الدول لمواجهة هذا العدو الخفي ووقف نزيف الضحايا اليومي، إننا أمام حرب، نعم، في حرب حقا مخفية، خاصة وقد عرفت البلاد العربية والعلم موجة ثانية في انتشار الفيروس وارتفاع عدد حالات الإصابة اليومي، مما زاد من تسجيل المغرب يوم قبل العيد أكثر من ألف إصابة مؤكدة دون احتساب الحالات المستبعدة التي خضعت للحجر الصحي أو التحاليل الطبية من طرف وزارة الصحة المغربية ، هذا ما تخوف منه الجميع قد وقع ليلة يوم الأحد الماضي 26 / 07 /2020 ، حوادث وازدحام في الطرق الوطنية المغربية وكذا الطرق السيار بالمغرب .

هذه هي الجائحة التي عصفت بالعالم، وعكرت الحياة منذ أواخر سنة 2019 لازالت تحصد الأرواح في جل بقع المعمور، مخلفة وراءها أزمات مجتمعية ونفسية عويصة تحتج سنوات أخرى للشفاء منها، نهيك عن الخسائر الفادحة : المادية والتجارية والإقتصادية بالإضافة إلى الصراعات الإقليمية والمجالية التي خلفها الفيروس أيضا وتكبدها العالم بأسره بسبب الكورونا _ كوفيد 19.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *