مجتمع

بن زاكور: كورونا كشفت حقائق مخفية وإجراءات الحكومة أعادت أزمة الثقة للواجهة

محسن بن زاكور

هاجر شريد- صحافية متدربة

قال الباحث في علم النفس الاجتماعي محسن بن زاكور إن “جائحة كورونا كشفت عن العديد من الحقائق التي كانت مخفية من قبل، ولعلا أبرزها أن 4,3 ملايين من الأسر المغربية لازالت تعيش في القطاع الغير المهيكل.” مشيرا إلى أن الملك محمد السادس في خطابه الأخير أكد على ضرورة تعميم التغطية الصحية على كافة المغاربة، “الأمر الذي يبين أن المجتمع المغربي يعاني من ظروف قاسية خاصة على المستوى الاجتماعي”.

وأكد الأستاذ الجامعي على أن “أزمة كورونا كرست من أزمة الثقة بين المواطن والحكومة، ففي بداية الجائحة بدأت تلك الثقة تعود تدريجيا، حيث كان هناك نوع من التضامن الاجتماعي، لكن القرارات الأخيرة التي اتخدتها الحكومة جعلت من أزمة الثقة تعود إلى الواجهة من جديد، وخير دليل على ذلك هو تصريحات بعض المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي”، قائلا إن رفع الحجر الصحي “أظهر عيوبا كبيرة أبرزها غياب النظرة الثاقبة للواقع الاجتماعي المغربي”.

وأوضح بن زاكور في حديث لجريدة “العمق” أن ما وقع ليلة “الهروب الكبير” ليس سببه الفقر كما يظن البعض، “بل المسألة تعدت البعد الاقتصادي بكثير، فكما هو معلوم أن عيد الأضحى هو سنة فقط وليس فريضة مؤكدة. فالصورة المذلة التي شهدناها تلك الليلة تطرح الكثير من التساؤلات المتعلقة بسلوك الفرد داخل المجتمع، والتي تشدد على ضرورة بناء إنسان واع ومسؤول”.

وفي السياق ذاته، يضيف المتحدث، أن “هناك طبقة اجتماعية كبيرة عاشت نوعا من التناقض، وذلك بسبب سلوك الحكومة، ففي بداية الحجر الصحي كنا في طريق يضرب به المثل على المستوى الدولي، لكن مع تقدم الأيام أصبح هناك تراجع على مستوى القرارات، خاصة قرار إغلاق من وإلى ثمانية مدن الذي خلق فوضى عارمة، ودفع بالبعض إلى عدم الاتزام بالإجراءات الاحترازية”.

واسترسل بن زاكور “إضافة إلى أن هناك فئة من الناس لازالت تعتقد أن كل ما يحدث عبارة عن مؤامرة، إذ يعتقدون أن ما يجري مجرد لعبة سياسية بين أمريكا والصين، وأنهم ضحاياها، وغيرها من الأفكار المتداولة بهذا الشأن”، واستدرك “لكن كل هذا لا يفسر عدم الاحتياط والوعي الاجتماعي الذي ينبغي أن يكون حاضراً”.

ويرى بن زاكور أن السبب الذي يفسر عدم امتثال المغاربة للإجراءات الوقائية، هو “بناء إنسان غير مسؤول، ويمكن إرجاع السبب في ذلك إلى المنظومة التعليمية، والإعلامية، والثقافية وبالتالي كل الوزارات مسؤولة حيث أنها لم تنجح في بناء إنسان مسؤول ومواطن حقيقي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *