سياسة

في الذكرى 12 لتأسيس البام.. وهبي: نملك كامل الشجاعة للاعتراف بأخطائنا ولا تحالف لدينا اليوم

الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة

قال الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة عبد اللطيف وهبي، إن البام يملك كامل الشجاعة في الاعتراف بأخطائه، إن كانت هناك أخطاء، معتبرا أن هذا “خلق اجتماعي وسياسي من شيم الأقوياء، وسلوك حضاري وفضيلة لا يلتقط فلسفتها إلا الكبار، أما الأقزام ذوو النفوس الصغيرة، فسيظل الحقد والضغينة من سماتها”، وفق تعبيره.

وأوضح وهبي في نداء وجهه إلى أعضاء حزبه، اليوم السبت، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، بمناسبة الذكرى الثانية عشر لتأسيس حزب “الجرار”، أن علاقة البام اتسمت في السابق مع باقي الأحزاب الوطنية بالكثير من التوتر والتشنج.

وأضاف بالقول: “ليس لنا أي عقدة في تشخيص طبيعة تلك العلاقات، وإعادة قراءة وقائعها، واستقراء التجربة بسلبياتها وإيجابياتها، وأخذ الخلاصات منها، بل نملك كامل الشجاعة في الاعتراف بأخطائنا، إن كانت هناك أخطاء”.

وكشف زعيم البام أن حزبه “خاض حربا كلامية طاحنة مع بعض الأطراف السياسية التي استغلت حراك 20 فبراير بشكل مفضوح لترمي حزبنا بمختلف التهم، وتجعل من تسخير الشعارات والحملات المسعورة على نسائه ورجالاته مطية وبديلا عن مطالب العدالة الاجتماعية والديمقراطية التي رفعها شباب الحراك بصدقية وعفوية”.

وتابع في نفس الصدد: “كما أن أحزابا أخرى بنت علاقاتها معنا بنوع من الضبابية والاستغلال، تحتمي بقوة حزبنا ليلا، وتدعي خوفها منه نهارا، فكانت النتيجة التموقع المريح داخل مختلف الأغلبيات الحكومية”.

وأشار إلى أن “آخرين (لم يسميهم)، دفعونا للصراع المفتعل الدائم مع قوى أخرى، وكأننا خلقنا للحرب بالوكالة، وغيرها من علاقات اللا توازن مع باقي الأطراف الحزبية، مما أثر بشكل كبير على صورتنا وسط الرأي العام الوطني”.

واعتبر أن هذا الأمر دفع الحزب اليوم إلى الشروع في “تدقيق بعض المفاهيم وتصحيح بعض المغالطات في علاقاتنا مع جميع الأحزاب، وأعلنا للجميع أننا حزب وطني ديمقراطي مستقل يدافع عن القضايا العادلة ويناصر طموحات الشعب المغربي في العيش الكريم”.

وشدد على أن البام “حزب يسعى للاحترام المتبادل مع جميع الفرقاء السياسيين، والاختلاف الراقي معهم حول التصورات والبرامج بشكل واضح وعلني، لن نسمح بعد اليوم بإقحام الحزب برمته في الاختلافات الشخصية أو الصراعات الذاتية”.

وأردف قائلا: “لسنا فوق الأحزاب ولسنا تحت باقي الأحزاب، نحن حزب سياسي محترم يقوم بدوره الدستوري والقانوني في تأطير المواطنين، فلسنا الدولة التي تحاكم الأحزاب، وتراقب مدى قانونيتها كما يتوهم البعض، ولسنا محاكم التفتيش في النوايا ومدى ارتباطها بالتنظيمات السرية والعلنية الداخلية والخارجية”.

وأشار إلى أن حزبه “لن يحل محل الدولة في توزيع الشرعيات القانونية على باقي الأحزاب، نحن حزب وطني له شرعيته القانونية والشعبية التي منحها له الدستور والمواطنات والمواطنون، حزب سيسعى لتعزيز هذه الشرعية خلال مختلف الاستحقاقات القادمة، وبكل الوسائل القانونية النزيهة والحرة والمشروعة”.

وأوضح عبد اللطيف وهبي أن الأصالة والمعاصرة هو “حزب بمرجعية حداثية واضحة تحاور الجميع وتحترم الجميع، لنا علاقات احترام وحوار مع جميع الأحزاب، لا تحالف لدينا اليوم، لنا تنسيق واضح مع أحزاب المعارضة احتراما لمكانتنا وللشعب المغربي وللدستور”.

وفي نفس سياق ذكرى تأسيس الحزب، قال وهبي إن البام “كمشروع سياسي مختلف، متميز، بل أجزم أنه مشروع فريد من نوعه بكل المعايير، سواء من حيث طينة النساء والرجال الذين زرعوا نواة الفكرة، أو من حيث المسار التأسيسي المتميز الذي انطلق بحوارات سياسية في إطار حركة لكل الديمقراطيين، وبحوارات ثقافية مفتوحة في وجه الجميع”.

واعتبر أن الوضع الداخلي للحزب لم يكن في منأى عن جائحة كورونا، “فقد تأثر منهج عمله وأسلوب تواصله، وجعلتنا الجائحة (كما جعلت الدولة ومختلف دول العالم) نتعامل في تدبير شؤون الحزب بطرق استثنائية، فاستندنا على مضمون القانون الأساسي للحزب لاتخاذ قرارات تنظيمية قد تغضب البعض”.

وأشار إلى أن “غايتنا ونيتنا هي عدم الوقوع في خطيئة التدبير الفردي لشؤون الحزب، وهدفنا هو إشراك أكبر عدد ممكن من الأخوات والإخوان من قادة الحزب في تدبير شؤونه، ومن ثم عدم تركه للجمود والسكون ولتأثيرات الجائحة”، وفق تعبيره.

وشدد وهبي على أن المرحلة المقبلة “لا تزال صعبة ودقيقة، وتتطلب منا بكل صدق مضاعفة جهودنا أكثر، والتغاضي عن الأحقاد والضغينة فيما بيننا، وتعزيز وحدة الحزب أكثر، فالحزب محتاج لكل أبنائه نساء ورجالا، من مؤسسين ومناضلين ومنتخبين ومثقفين وشباب وتجار وحرفيين وغيرهم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *