أدب وفنون، مجتمع

بعد تطبيعها مع إسرائيل.. انسحاب الأدباء والنقاد المغاربة من جوائز الإمارات يتواصل

أعلن يحيى بن الوليد، الكاتب والأديب المختص في قضايا التراث والنقد الثقافي، عن انسحابه من الترشح لجائزة الشيخ زايد (فرع التنمية وبناء الدولة) بالإمارات، بعد إعلان أبو ظبي تطبيعها رسميا مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، أمس الخميس.

وقال يحيى بن الوليد، إنه قبل حوالي شهر، وبعد اتفاق مع الراحل إلياس فركوح صاحب دار “أزمنة”، قام بترشيح كتابه حول “المثقفين العرب” لجائزة الشيخ زايد (فرع التنمية وبناء الدولة)، غير أن ما حصل قبل اليوم من تطبيع فظيع بين ساسة دولة الإمارات والكيان الإسرائيلي الغاصب، جعله يعدل نهائيا وبشكل طوعي عن هذا الترشيح.

وأضاف أن القرار إجراء متواضع يتضامن فيه مع شعبنا الفلسطيني في صراعه العادل من أجل نيل مطالبه المشروعة، مشددا على أن فلسطين كرّس لها أكثر من بحث (سردية فلسطين، وإدوارد سعيد ومحمود درويش).

في السياق ذاته، قال الأديب أبو يوسف طه في تصريح لجريدة “العمق”، إنه في البداية كان متحفظا من الجوائز الأدبية والفكرية باعتبارها مشروطة، ولأن روايته التي قرر الترشح بها لم تكن مقيدة بإملاء من جهة، بادر إلى المشاركة بها في الجائزة مستندا إلى إمكان وجود مسافة ما بين الثقافي والسياسي، وكان هذا خطأ في التقدير، وفق تعبيره.

وأضاف بالقول: “منذ مدة طويلة قدمت ترشيحي إلكترونيا علي أساس استيفائه كاملا، وهو الأمر الذي عدلت عنه بعد الاتفاق المسخ بين إسرائيل والإمارات، وهذا أمر لا يقبله إنسان مؤمن بحق الشعب الفلسطيني ، وينبذ كل تخاذل أو تآمر لا على مصيره في الاستقلال والكرامة بل على مستقبل الأجيال القادمة”.

وشدد طه على أن انسحابه من الترشح للجائزة هو موقف سياسي يتجاوب مع قناعاته ومبادئه، “وقد أتى في شرط ملائم، أي التطبيع المخزي”، مشيرا إلى أنه أراد من هذا التزمين أن يكون دعوة للإقتداء من طرف مثقفينا وأدبائنا للخروج المشرف من نطاق الآخرين الذين يبيعون الأوطان جملة وتقسيطا، حسب قوله.

وأبرز أن موقفه لم يكن سعيا لكسب معنوي بل التزاما بقضايا الاستقلال الكامل عن أي إذعان، وصونا لشرف الكتابة، وحفظا بكبرياء المثقف.

من جهته قال الأديب والناقد عبد الرحيم جيران: “فلسطين خط أحمر.. وكل تطبيع مع الكيان الصهيوني مرفوض مهما كانت الجهة التي تتبناه.. وبوصفي مثقفا أعلن انحيازي إلى الحق العربي؛ فبه أحدد علاقتي بأي جهة ثقافية كانت.. المجد للشهداء”.

وأعلن جيران عن استقالته من هيئة تحرير مجلة الموروث التابعة لمعهد الشارقة احتجاجا على عملية التطبيع وكل الأنشطة التي تقيمها الإمارات.

وكان الروائيان والمترجمان أيو يوسف طه وأحمد اللويزي، قد أعلنا انسحابهما رسميا من الترشح لنيل جائزة الشيخ زايد للكتاب، تعبيرا منهما على استنكارهما إعلان الإمارات التطبيع الرسمي مع “تل أبيب”.

وأمس الخميس، أعلنت الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، رسميا، عن إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما، وفق حسب بيان مشترك أصدره رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان بوساطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، توصل الإمارات وإسرائيل لاتفاق سلام واصفا إياه بـ “التاريخي”، لتكون أبو ظبي أول دولة خليجية وثالث دولة عربية توقع اتفاق سلام مع تل أبيب، فيما اعتبرت حركة حماس الخطوة بانها “طعنة غادرة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *