سياسة

تطبيع الإمارات مع إسرائيل .. لماذا لا يزال المغرب صامتا إزاء “اتفاق العار”؟

في الوقت الذي أيدت فيه دول عربية ما بات يعرف بـ”اتفاق العار” بين الإمارات وإسرائيل، واستنكرته أخرى، واختارت دول التعامل مع الأمر بحذر، لا يزال المغرب الذي يرأس لجنة القدس لم يكشف عن موقفه بعد.

وأعلنت الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، رسميا، الخميس الماضي، عن إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما، وفق حسب بيان مشترك أصدره رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان بوساطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

صمت مغربي
ولم يصدر لحد الآن، أي بلاغ من وزارة الخارجية يوضح الموقف المغربي من تطبيع الإمارات لعلاقاتها من إسرائيل. هذا الصمت المغربي بحسب محمد تاج الدين الحسيني أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، مرتبط بطريقة توقيع الاتفاق والنتائج المترتبة عنه.

وأوضح الحسيني في حديث مع جريدة “العمق”، أن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي لم يحسم في مسألة استرجاع الأراضي الفلسطينية ولا في حدود السيادة الإسرائيلية، لافتا إلى أن “الاتفاق جاء على أساس تعليق بناء المستوطنات علما بأن نتنياهو سارع مباشرة بعد توقيع الاتفاق إلى عقد نوة صحفية أشار فيها بصريح العبارة إلى أنه يمارس السلام مقابل السلام وليس السلام مقابل الأرض”.

ويرى الحسيني إلى أن ذلك فيه “انتقاص للمبادرة العربية التي وافق عليها الجميع بما فيهم المغرب، وبالتالي يضع هذه المبادرة في طي النسيان مادامت إسرائيل قد اتخذت هذا الموقف المتطرف والعنيف اتجاه القضية الفلسطينية”.

توقيع اتفاق مع المغرب
وبخصوص ما إن كان المغرب سيقوم هو الآخر بتوقيع اتفاق مماثل مع إسرائيل، فقد أوضح المتحدث ذاته، قائلا: “لا أعتقد ذلك، لأن المغرب الذي يرأس عاهله لجنة القدس التي هي أساسية فيما يتعلق بحماية الأماكن المقدسة، كان دائما في واجهة البلدان التي تدعم منظمة التحرير الفلسطينية وتدعم حق الشعب الفلسطيني في تأسيس دولته المستقلة”.

وأشار أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، قائلا: “لا أعتقد أن المغرب سيقبل على مثل هذه الخطوة خاصة وأن ردود الفعل الشعبية قد تكون جد قوية”.

تحديات
وقال الحسيني، إن الإدارة الأمريكية تلعب إستراتيجية فريدة من نوعها في المنطقة من أجل حماية مصالحها الحيوية، خصوصا وأنها تعتبر إسرائيل بأنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة والقادرة على حماية المصالح الأمريكية، وبالتالي تدعمها بكل الوسائل.

وهنا يشير المتحدث، إلى أن الإدارة الأمريكية، تلعب لعبة وضع التحديات أمام كل دول المنطقة بهدف توجيهها في إطار معين، “لذلك فإننا نلاحظ أن كل بلدان الخليج البعبع الأساسي المنصوب أمامها هو إيران فكلما حاولت أي منها أن تأخذ نوعا من الاستقلالية في القرار أو التوجه المستقل إلا وهددتها الإدارة الأمريكية بأنها سترفع يدها عن حمايتها من التهديد الإيراني”.

ضغوط في الكواليس

ولم يستبعد محمد تاج الدين الحسيني أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن تكون هناك ضغوط تمارسها الإدارة الأمريكية على المغرب في الكواليس، خصوصا ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، إذ أن الموقف الأمريكي قد يأخذ نوعا من الارتداد إن هو لم يساهم في تمرير مخططات ترامب في الشرق الأوسط.

وشدد الحسيني على أن “متخذ القرار المغربي عليه أن يوازن بين هذه التحديات، خصوصا المصلحة الوطنية وأيضا المصلحة العربية الشاملة لأن القضية الفلسطينية كانت ولازالت القضية المركزية لكل الشعوب العربية”.

“موقف عاجل”

وطالبت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، الدولة المغربية بكل مؤسساتها باتخاذ الموقف السياسي والدبلوماسي اللازم بشكل حازم وعاجل، ضد تطبيع الإمارات مع إسرائيل، واصفة الخطوة بـ”الخيانة الكبيرة”.

وقالت المجموعة في بلاغ لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، إن دعوتها هاته للدولة المغربية جاءت “من موقع مسؤوليات المغرب في رئاسة لجنة القدس ومرجعية مواقف الشعب المغربي الثابتة من رفض التطبيع والداعمة لكفاح الشعب الفلسطيني”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *