سياسة

يرأس جماعة الشراط .. اتهامات باستغلال النفوذ تلاحق ابن الراحل الزيدي

رئيس جماعة الشراط

كشفت شكاية وجهتها فعاليات مدنية بجماعة شراط بإقليم بنسليمان إلى كل من وزير الداخلية ورئيس المجلس الأعلى للحسابات والوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالرباط، عن وجود اختلالات في التسيير على مستوى الجماعة، متهمة الرئيس سعيد الزيدي باستغلال منصبه من أجل منح امتيازات إلى أقاربه ضدا على مبدأ المساواة.

وأوضحت الشكاية التي تتوفر جريدة “العمق” على نسخة منها، أن الرئيس الزيدي منح ترخيصا ببناء كشك وسط منطقة خضراء تعتبر متنفسا طبيعيا للساكنة، وهو الكشك الذي تقول الشكاية إن المستفيد منه فتاتين إحداهما نجلة برلمانية من عائلته وأخرى ابنة مستثمر بالجماعة، وهما معا يقطنان خارج النفوذ الترابي للجماعة.

واعتبرت الشكاية أن مَكْمَن الغرابة في الترخيص الذي منحه الزيدي يتمثل في إقصاء الفئات الهشة التي يمكن تفهّم منحها ترخيصا مماثلا من أجل إقامة مشاريع صغيرة تقيهم الحاجة، في حين أن الكشك مُنح حق استغلاله لفتاتين الأولى تقطن بالرباط والثانية بإيطاليا حيث تتابع دراستها، مبرزة أن جماعة شراط “أضحى فيها الرئيس هو الآمر الناهي حتى للسلطة”.

وطالبت الشكاية بفتح تحقيق في الموضوع مع رئيس الجماعة وكذا مع بعض رجال السلطة الذين اتهمتهم بالتواطؤ معه، مشيرة إلى أن الكشك هو الأكبر من نوعه في المغرب على اعتبار أن مساحته تصل إلى 80 مترا، حيث سيتم تخصيصه لإنشاء مقهى ومطعم وسط الفضاء الأخضر، داعية إلى إصدار أمر عاملي بإزالة البناء الأساس للكشك وفتح تحقيق في الموضوع.

وأضافت الشكاية أن الرئيس استغل عطلة ثورة الملك والشعب من أجل منح الترخيص لبناء الكشك، قبل أن يتدخل رئيس دائرة بوزنيقة لوقف الأشغال بعدما لاحظ امتداد الأشغال إلى مساحة غير تلك المرخص لها في الأول (50 مترا)، قبل أن يتفاجأ رئيس الدائرة بتقديم وثيقة أخرى تتضمن مساحة قدرها 80 مترا، بعدما تم التشطيب على رقم 50 وتعويضه برقم 80 ووضع خاتم الجماعة فوقه.

كما اتهمت الشكاية، ابن الراحل أحمد الزيدي الذي تولى رئاسة الجماعة منذ إحداثها سنة 1992 وظل على رأسها قبل أن يباغته الموت سنة 2014، بالتورط في خرق قانوني آخر يتمثل في منح الترخيص لبناء عمارتين بودادية سكنية عشوائية يرأسها هو نفسه وتقع وسط وادي الجماعة، وذلك بالرغم من اعتراض شرطة المياه ووكالة الحوض المائي لأبي رقراق الشاوية.

ومن بين الخروقات التي سجلتها الشكاية أيضا، منح الرئيس ترخيصا آخر لأحد المقربين والذي يدعى “س.ف” بالبناء فوق الملك العام للدولة، حيث قام ببناء مستودع كبير أمام أعين السلطة، مبرزة أن المجلس الأعلى للحسابات سبق له أن سجل، أثناء زيارة ميدانية له بتاريخ 9 نونبر 2017، تلاعبات في تصاميم المباني التي تتوفر عليها مصالح الجماعية والتي تحمل تاريخ 9 مارس 2016.

الرئيس يرد

وفي مقابل ذلك، اعتبر سعيد الزيدي أن الاتهامات الموجهة ضده لا أساس لها من الصحة، مبرزا أنها تأتي من طرف خصوم سياسيين بهدف التشويش على عمل الجماعة، مؤكدا أن كل الرخص التي يقوم بمنحها تدخل في إطار صلاحياته بصفته رئيسا للجماعة.

وبشأن منح ترخيص لكشك على مساحة 80 مترا، أكد الزيدي في تصريح لجريدة “العمق”، أن ذلك يأتي في إطار تثمين موارد الجماعة التي تضررت بسبب تداعيات جائحة كورونا، مؤكدا أنه سيعمل على منح 10 تراخيص أخرى في نفس السياق وذلك بهدف ضمان موارد مالية إضافية للجماعة.

وشدد الزيدي على أن ما أشيع بشأن تعديل المساحة المخصصة للكشك من 50 مترا إلى 80 هو أمر غير صحيح، مؤكدا أن المرخص له هو 70 مترا من أجل بناء المشروع و10 أمتار عبارة فضاء مفتوح، متهما من يقف وراء تلك الاتهامات بأنهم يهدفون فقط إلى التشويش على عمله في إطار الصراع السياسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *