مجتمع

أجيال إعلامية: الحسين العمراني.. إذاعي مخضرم أنتج عدة برامج وعانق الميكروفون لـ3 عقود

إعلامي

تقف وراء وسائل الإعلام بمختلف أشكالها، طاقات بشرية هائلة تسهر على إدارتها وتشغيلها والقيام بكل المهام الإعلامية، بهدف إيصال رسالتهم النبيلة في تبيلغ المعلومة للمجتمع عبر وظائف الإخبار والتثقيف والترفيه، وهو ما يُسهِم في تشكيل البناء الإدراكي والمعرفي للأفراد والمجتمعات.

فالإذاعة المغربية التي تعود سنة انطلاقتها إلى 1928، والتلفزة المغربية التي شرعت في بث برامجها سنة 1962، وعلى مدار تاريخهما، مرت أجيال وأجيال من الإعلاميين أثرت وتأثرت بهذا لكيان الذي ترك بصماته عليهم وعلى ذاكرتهم، وكلما احتاجوا لغفوة منه رجعوا بذاكرتهم للخلف ينهلون منها أجمل الحكايات.

وتبرز في هذا الإطار، أطقم البرامج والنشرات الإخبارية من مخططي البرامج ومذيعين ومحررين ومنشطين وفنيي الروبورتاج والتوضيب وتقنيي التصوير والصوت وعمال الصيانة ومسوقو الإعلانات التجارية الذين يقومون بتنظيم الأعمال التجارية، إلى جانب مسؤولي العلاقات العامة والأعمال الإدارية المرتبطة بإنتاج البرامج والسهر على إعداد النشرات الإخبارية من اجتماعات التحرير إلى بثها عبر الأثير.

فطيلة أشهر فصل الصيف، تسترجع معكم جريدة “العمق” من خلال مؤرخ الأجيال الإعلامية محمد الغيذاني، ذكريات رواد وأعلام بصموا تاريخ الإعلام السمعي البصري المغربي عبر مسارهم المهني والعلمي وظروف اشتغالهم وما قدموه من أعمال إبداعية ميزت مسار الإعلام الوطني، وذلك عبر حلقات يومية.

الحلقة 99: الحسين العمراني

يعتبر الحسين العمراني من الإذاعيين المغاربة المخضرمين، وهو ينتمي إلى الجيل الثاني من المشتغلين بالعمل الإذاعي، الذين عانقوا الميكروفون لما يزيد عن ثلاثة عقود من الزمن الإذاعي. إذ عاصر جيل الرواد من الإذاعيين المغاربة المرموقين، الذين تركوا بصماتهم واضحة في المشهد الإذاعي الوطني.

انطلقت المسيرة المهنية للحسين العمراني سنة 1986، واشتهر خلالها بالعديد من البرامج الإذاعية التي شكلت إضافة نوعية لبرامج الإذاعة الوطنية. من أبرزها ”عصاميون” و”متوجون” وبرنامجه الشهير ”كولي نكوليك” الذي انفتح من خلاله على العديد من المهن غير المنظمة والمهمشة، إضافة إلى سهرة ”هاذي ليلتنا” التي يحتفي فيها بالعديد من رموز الفن والإعلام في المغرب، وبرنامج ”الخيل والتبوريدة” الذي يوثق من خلاله تاريخ وخصوصيات هذا الفن في مختلف المناطق المغربية.

اعتنى الإعلامي الحسين العمراني في مساره المهني المتميز بالتراث المغربي بشكل كبير، تجلى بشكل خاص في برنامجه ”شيوخ الكلام” الخاص بالمنطقة الشرقية، كما قدم العديد من السهرات الفنية والتغطيات على مستوى المغرب من بينها ”سهرات الذكرى” التي كانت تذاع مباشرة من مسرح محمد الخامس بالرباط، إضافة إلى إعداد البرنامج التلفزيوني ”صناع الفرجة” مع المخرج العربي توتو.

وإلى جانب ما سبق، اشتهر بتقديم برنامج ”نافذة الصباح”، إلى جانب تناوبه على تقديم برنامج ”صباح بلادي” الذي يقدم في الفترة الصباحية من الاثنين إلى الجمعة مع الإعلاميين رشيد الصباحي وعبد الرحيم باسلام، وصباح بلادي برنامج تنشيطي يمزج على مدى ثلاث ساعات بين تنوع المواضيع، وجدة الاختيارات الغنائية والموسيقية في قالب مرح ترفيهي، تتخلله نشرات إخبارية ومواجيز لرصد آخر المستجدات الإخبارية.

توج الحسين العمراني سنة 2010، بالجائزة الوطنية الكبرى للصحافة في صنف الإعلام المسموع، وشارك في عضوية العديد من لجان التحكيم أبرزها عضوية مهرجان اتحاد الإذاعات العربية في تونس ومسابقة ”نجوم بلادي” ولجنة انتقاء الأغاني بالإذاعة الوطنية منذ 2008، إضافة إلى شغله منصب الكاتب العام للجمعية المغربية لمهنيي الإذاعة والتلفزة.

للإذاعي الحسين العمراني علاقة خاصة مع ‘أستوديو رقم 1’ بالإذاعة الوطنية، الذي يعد من أكبر استوديوهات تسجيل الأغاني الموجودة بالمغرب،، ويقول عنه العمراني: ان هذا الأستوديو عرف ظهور أروع الأغاني المغربية، من ملحنين مغاربة كبار من أمثال أحمد البيضاوي، عبد السلام عامر، عبد الرحيم السقاط وآخرون، بهذا الستوديو سجلت أغاني ‘القمر الأحمر’ للمطرب عبد الهادي بلخياط، ‹وراحلة’ للراحل محمد الحياني، وروائع عبد الوهاب الدكالي، ‘ما أنا إلا بشار’، ‘لا تكذبي’، ‘مول الخال’، ‘الطوموبيل’، ‘الوردة البيضاء’ واللائحة طويلة جدا، ولازالت خزانة المحفوظات الصوتية بالإذاعة الوطنية تحتفظ في أرشيفها على روائع الأغاني المغربية التي خلذها هؤلاء الرواد.

دخل اﻹعلامي المتميز و اﻹذاعي الحسين العمراني مجال التمثيل ﻷول مرة من خلال مشاركته في سيتكوم ”تبدال المنازل” والذي بث مباشرة بعد اﻹفطار على شاشة القناة اﻷولى المغربية.

وقد شارك الحسين العمراني في حلقتين من السلسلة الكوميدية التي يخرجها حميد زيان وهي من بطولة سعيد الناصري، ثريا العلوي، عبد الله ديدان، سعاد صابر. ويحكي السيتكوم قصة عزوز الذي يعيش حياة بسيطة رفقة أسرته حيث يعمل كشاوش في إحدى الإدارات الشبه عمومية.

* المصدر: كتاب “للإذاعة المغربية.. أعلام”، وكتاب “للتلفزة المغربية.. أعلام” – محمد الغيداني

محمد الغيداني

محمد الغيداني

محمد الغيداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *